كيب تاون - (الوكالات): اصطف مئات المواطنين في جنوب إفريقيا أمس الخميس لإلقاء نظرة الوداع على كبير الاساقفة السابق ديزموند توتو الذي يرقد جثمانه في كاتدرائية سانت جورج في كيب تاون التي كان يلقي فيها خطبه ضد الظلم والتفرقة العنصرية. وبعد عمر ناهز 90 عاما توفي توتو الحائز جائزة نوبل للسلام يوم الأحد. وحظي الرجل باحترام كبير بين مواطني بلاده على اختلاف أعراقهم وثقافاتهم لاستقامته الأخلاقية ونضاله ضد حكم الأقلية البيضاء. ووضعت باقة صغيرة من أزهار القرنفل على غطاء نعش بسيط مصنوع من خشب الصنوبر حمله ستة كهنة أنغليكان. وتلا الأسقف تابو ماكغوبا، خلف توتو، صلاة بعدما حرق الكهنة البخور فوق النعش قبل نقله من عربة الموتى. وسارت أرملة توتو ليا ببطء خلف الكهنة الذين حملوا النعش إلى داخل الكاتدرائية الكائنة وسط المدينة. وتوفي الزعيم الروحي والسياسي الذي عمل من دون كلل عن تسعين عاما غداة عيد الميلاد. وسيحرق جثمانه ويدفن رماده يوم رأس السنة. ويسجى النعش في كاتدرائية القديس جورج الأنغليكانية في كيب تاون يومي الخميس والجمعة لتمكين أكبر عدد ممكن من الناس من وداع رجل دين ومناضل حقوقي محبوب. ومُددت فترة تسجية النعش يومين «خشية حصول تدافع»، حسبما قال القس غيلمور فراي لوكالة فرانس برس أمام الكاتدرائية قبل وصول الجثمان. وبعد مراسم مغلقة لحرق الجثمان، سيدفن رماد توتو داخل كنيسة رعيته السابقة، التي ألقى فيها العظات سنوات عدة، وحيث دأبت الأجراس على القرع تكريما له عشر دقائق يوميا منتصف النهار منذ يوم الإثنين. ومنذ يوم الأحد توافد مئات الأشخاص على الكاتدرائية التي ترأس منها توتو الكنيسة الأنغليكانية في كيب تاون عشر سنوات انتهت في 1996، لوضع الأزهار والكتابة على سجل التعازي. وقالت جون كولسون (70 عاما): «جئنا لتقديم التعازي»، ووصلت مع شقيقتها في ساعة مبكرة صباحا لتكونان بين أوائل الأشخاص الذين سيدخلون الكنيسة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان توتو. وشرحت بأنها التقت توتو «نجمها» المفضل بعمر 15 عاما، مضيفة أنها «تشبهه بألفيس بريسلي»، نجم موسيقى الروك اند رول الأمريكي. وقالت مازحة إن الأسقف الذي عرف بجرأته في الكلام سيثير الصخب حتى في السماء، مضيفة: «سيقول القديس بطرس (مهلا عليك) لا مشاجرات». وتم تنكيس العلم الوطني المتعدد الألوان في أنحاء جنوب إفريقيا. وستقام مراسم في أنحاء البلاد يوميا حتى يوم الدفن. وقالت مؤسسة توتو إن الأسقف «لم يرغب في مظاهر التباهي ولا التبذير في الإنفاق». وفقط باقة من أزهار القرنفل المرسلة من عائلته ستوضع في الكاتدرائية يوم مراسم الدفن. والتزاما بقواعد الحد من جائحة كوفيد-19 سيُسمح لمائة شخص فقط بحضور المراسم. وكان توتو قد عبر عن الرغبة في أن تكون المراسم العسكرية محدودة. وسيقدم العلم الوطني لزوجته ليا التي اقترن بها في 1955 وله منها أربعة أبناء.
مشاركة :