الدبيبة يغضب النساء في ليبيا بـ"تحريك سوقهن" |

  • 12/30/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثار رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة موجة غضب واسعة، إثر تطرّقه إلى العازبات في ليبيا على نحو وصف بالمُهين والرخيص. وفي وقت سابق قال الدبيبة، خلال حفل توزيع صكوك الدفعة الثانية لمنحة دعم الزواج للبلديات في طرابلس، "بناتنا القاعدات نبوا (نريد) نحركوا سوقهم (نزوّجهن)... مرات نديروا (نمنح) زيادات بوانص خاصة للي تتقدم بها السن (العازبات)". وأشعلت عبارة "سوق الفتيات" غضبا نسائيا واسعا رأت الكثيرات منهن أنها تحمل إهانة للمرأة، واعتبارها كأنها بهيمة أو جارية تباع في سوق النخاسة، فيما أعربت شرائح أخرى عن دعمها له، حيث وجدت العبارة المستخدمة عادية ومتعارفا عليها في العرف الليبي. وتحت هاشتاغ "#الليبيات_مواطنات_لسن_سلعة"، و#الليبية_ليست_سلعة"، هاجم مغرّدون، وأغلبهم نساء، الدبيبة، وسط مطالبات بالاعتذار ودعوات إلى إزاحته. وهاجمت عضو مجلس النواب ربيعة أبوراص الدبيبة، مؤكدة أن رغبة البقاء في السلطة لا يعني أن تتحول الوسائل إلى مجرد غريزة مدفوعة الثمن. ودعت أبوراص الدبيبة إلى الاعتذار عما بدر من تصريحات مهينة في حق المرأة الليبية، مشددة على رفضها "استغلال الأموال والمرأة بهذا الأسلوب المهين والرخيص". ورأت الشاعرة والقاصة رحاب شنيب أن "الدبيبة مارس العنف اللفظي على النساء، وتحدث عن حالة اجتماعية بنظرة ناقصة، فتعامل بمقياس الغرائز الحيوانية وشغلته مليارات الزواج". وأضافت في تدوينتها أن الدبيبة "لم تشغله المناهج المدرسية، هناك نساء يمكن أن يقدن ليبيا أفضل منك ويتحدثن أفضل منك". وقالت ليلى بن خليفة، المرشحة للانتخابات الرئاسية ورئيسة حزب "الحركة الوطنية" في ليبيا، إن "النساء لسن سلعة لكي يتم تسويقهن، ولن نرضى بإهانة المرأة الليبية بهذه الصورة المبتذلة لأي سبب كان، فالمرأة مواطن له كيانه ومعزز مكرّم من عند الله عز وجل". وردّت الزهراء لنقي، عضو ملتقى الحوار السياسي، على الدبيبة قائلة "حينما تحيد الأخلاق لا تبقى إلا لغة السوق، ولا عزاء للمواطنة الكاملة والمساواة عندما يكون التشيء هو واقع النساء". وعبّرت أم العز الفارسي، عضو ملتقى الحوار، عن انتقادها لتصريحات المرشح الرئاسي الدبيبة قائلة "لو دعمت المرأة أختها لما تحولنا إلى سوق نخاسة نباع ونشترى، ولكن عتبنا على المواقف التي داستها المصالح الضيقة". وتساءلت الفارسي "أين الوزيرات في حكومة الدبيبة؟ وأين الحقوقيات والناشطات؟ والله إنه لباطل وإن أُريد به حقا!". وأكدت أريج فرج السنوسي، الدبلوماسية الليبية في صندوق الأوبك للتنمية الدولية، أن المرأة في بلادها والتعامل معها باستهتار وتنمر من أعلى جهة تنفيذية "مرفوض". وأوضحت أنه "مؤشر خطير على تشجيع التطاول على المرأة الليبية، والعمل الممنهج من قبل حكومة تيسير الأعمال على عدم قبولها كشريك فعال في بناء هذا الوطن". وتساءلت "أين ممثلات المرأة الليبية من وزيرات ووكيلات وبرلمانيات من هذا العبث؟". كما علّقت الناشطة الحقوقية والإعلامية نورا الجربي قائلة إن "هناك غير متزوجات ناجحات"، مشيرة إلى أن "الدبيبة تحدث عن المرأة كقطعة أثاث"، ملفتة إلى أن "الأولى برئيس الحكومة أن يولي اهتماما بقانون الأحوال الشخصية". ولم ينحصر الاستياء من تصريحات الدبيبة على النساء ليتعداها إلى الرجال الذين استفزهم ذلك التشبيه، حيث اتهمه المرشح الرئاسي عثمان عبدالجليل بإهانة المرأة الليبية، مطالبا إيّاه بالاعتذار. وكتب في منشور عبر فيسبوك "على السيد رئيس الحكومة أن يعتذر فورا من كل الليبيين، نساء ورجالا، عما بدر منه من ألفاظ وأوصاف أقل ما تذكر بأنها إهانة واستخفاف بالمرأة الليبية". وتابع مخاطبا الدبيبة "إن كنت تعتقد بأن ما ذكرته هو مزح وخفة دم، فنحن نراه فضاضة وجسارة لا نرتضيها لأخواتنا". ودعا آخرون إلى إزاحته من المشهد السياسي الليبي برمّته، والكفّ عن إهانة الليبيين، رجالا ونساء. وغرّد حمزة جبودة، مراسل قناة "218" الليبية، "إن لم يعتذر ويصمت ويتوقف عن إهانة الليبيين والليبيات، تجب إزاحته لدوافع نفسية.. لا يوجد إنسان عاقل يتفوه بهذه المفردات". وأبدت نعيمة عبود دعمها للدبيبة قائلة "غير اطلعوا منها أنتم وخلوا الدبيبة والمرأة المراد تسويقها هي من ترفض وتطلب الاعتذار! لأنكم انتم عايشين بمرتبات عالية وعلاجكم على حساب الدولة ليس للمرض فقط، لكن حتى عمليات تجميل تصرف عليكم الدولة!". وهاجم الدبيبة منتقديه قائلا "من ينتقدونني كمن يلاحق في الجو.. هم لا يفقهون حديث كبار السن لأنهم يعيشون خارج البلاد". وأوضح أنه قصد بعبارة "تحريك سوق النساء" "تقوية سعدهن" وفق التعبير الشعبي.

مشاركة :