تعليق ((شينخوا)): كيف يمكن إعادة الاتفاق النووي الإيراني إلى مساره الصحيح؟

  • 12/30/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران 30 ديسمبر 2021 (شينخوا) مع دخول المحادثات الخاصة بإحياء الاتفاق النووي الإيراني الجولة الثامنة، يواجه الحل السياسي والدبلوماسي للقضية النووية الإيرانية الآن فرصا جديدة فضلا عن تحديات هائلة. فقد تم التوصل إلى الاتفاق التاريخي في عام 2015 بعد سنوات من دبلوماسية متعددة الأطراف لا تعرف الكلل. لكن الإدارة الأمريكية السابقة تخلت عنه دون تردد، وفرضت عقوبات "الضغط الأقصى" على طهران اعتقادا منها أن استراتيجية العصا الكبيرة التي تنتهجها هي خيار أفضل. هذه المناورة المتشددة لم تفشل فحسب، بل زادت من تعقيد الوضع. حتى أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين وصفها بأنها "واحدة من أسوأ القرارات التي اُتخذت في السياسة الخارجية الأمريكية في العقد الماضي". وقد دفعت العقوبات الجديدة إيران إلى البدء في إحياء برنامجها النووي في عام 2019. والآن، أصبحت هذه الدولة الشرق أوسطية قادرة على تخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المائة. هناك إجماع دولي واسع على أن وجود اتفاق نووي إيراني قابل للتطبيق أمر مهم لتعزيز عدم الانتشار النووي وكذلك السلام والاستقرار في المنطقة وحول العالم. من أجل إحياء هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس، عُقدت سبع جولات من المفاوضات. ولكي تكون الجولة الحالية أكثر إنتاجية، فإن أحد المبادئ الأساسية يتمثل في التأكد من أن جميع الأطراف ذات الصلة تؤدي دورها الواجب. إن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن تفجير الأزمة، وبالتالي يجب عليها أولا رفع العقوبات غير القانونية والأحادية الجانب ضد إيران والأطراف الثالثة. وعلى هذا الأساس، ينبغي على إيران الوفاء بوعدها من خلال استئناف التنفيذ الكامل للاتفاق النووي. بالنسبة للأطراف الأخرى ذات الصلة، فإنها تحتاج، من خلال التمسك بروح العدالة والإنصاف، إلى العمل بشكل مشترك على تهيئة ظروف مناسبة حتى تتمكن واشنطن وطهران من القيام بنصيبهما العادل. أما العامل الرئيسي الآخر لنجاح المفاوضات فيتمثل في احترام الحقوق والمصالح والشواغل المشروعة لمختلف الأطراف، ولا سيما حقوق ومصالح الأطراف ذات الصلة في إجراء تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي مع إيران. وثمة حاجة أيضا إلى انتهاج البراغماتية والمرونة على طاولة المفاوضات. وعلى صعيد إيجابي، قال إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي في الاجتماع، يوم الاثنين، إن الدبلوماسيين في فيينا "يراعون الاعتبارات الخاصة بحكومة إيرانية جديدة". وذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الثلاثاء أن مختلف الأطراف لديها الآن "نص موحد ومشترك" لتوجيه المفاوضات المستقبلية. في المحادثات المستقبلية، يتعين على جميع الوفود، بناء على ما حققته حتى الآن، مواصلة الاعتماد على الحكمة السياسية، وحل القضايا العالقة بشكل خلاق والسعي بجد للتوصل إلى توافق أكبر في الآراء. والأهم من ذلك كله، ينبغي على جميع الأطراف الالتزام بالاتجاه نحو حل القضية النووية بالوسائل السياسية والدبلوماسية. فبدلا من إظهار حسن النية، فرض البيت الأبيض الحالي عقوبات جديدة على المزيد من الوكالات الحكومية الإيرانية والمسؤولين الإيرانيين أثناء إجراء المحادثات النووية في فيينا. كما هددت واشنطن مرارا بأنه ستكون هناك "أزمة متصاعدة" أو خيارات أخرى إذا ما فشلت الدبلوماسية. إن موقف البلطجة هذا لا يساعد إلا في تبرير عدم رغبة إيران في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الأمريكي، فضلا عن شكوك البلاد إزاء النوايا الحقيقية لواشنطن. والآن مع استمرار المحادثات، ستواصل الصين كعادتها دائما العمل مع الآخرين على أساس المساواة والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة حتى يتسنى إعادة الاتفاق النووي إلى مساره الصحيح في أقرب وقت ممكن. /نهاية الخبر/

مشاركة :