صدر مؤخراً عن «دار الآداب» البيروتية، النسخة العربية الأولى من رواية الكاتبة الفرنسية الشهيرة سيمون دو بوفوار «صبيتان لا تفترقان»، التي ترجمها الكاتب المغربي محمد آيت حنّا، وتكشف فيها جانباً من سيرتها الذاتية من خلال تناول تجربة فريدة بين فتاتين متمردتين تنتهي نهاية مأساوية، لكن فصولها تعرّف بحدود الجسد والثقافة والإيمان والوجود ومفارقات الحياة في ظلال القوانين الميكانيكية وتمثلاتها الفلسفية في إطار سردي تخييلي تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى، وصولاً إلى عشرينيات القرن الماضي. وفي هذه الرواية التي نشرت بعد 34 عاماً على رحيل دو بوفوار، ترسم فصولها الثلاثة لوحة غنية بتجارب الاكتشاف المختلفة، إلى سيرة مزدوجة هي حقل اختبار وجودي لبعض أفكار الكاتبة، وقطعة أدبية شائقة تضيء شيئاً من حياتها المضطربة، وفي هذا النّص تبدو دو بوفوار، مؤثرة، وصادقة، وتقدم رسالة صريحة مفادها: «قل لمن تحبه إنّك تحبه، قبل فوات الأوان». وكتبت دو بوفوار روايات ومقالات وسيراً ذاتية ودراسات حول الفلسفة والسياسة، والاجتماع، وعرفت عالمياً من خلال روايات خرجت في صياغاتها عن التقليدية السائدة في ذلك الوقت، مثل «المدعوة»، و«نساء في النّفق». وحازت عام 1954 أعلى جائزة فرنسية عن روايتها «ماندرين»، وهي تعدّ رائدة للحركات النسوية لما قبل عام 1986.
مشاركة :