شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى اليوم (الخميس) تظاهرات تحت شعار "مليونية 30 ديسمبر" للمطالبة بالحكم المدني. وحاول جموع المتظاهرين بالخرطوم التوجه نحو القصر الرئاسي لكن القوات الأمنية حالت دون ذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وفقا لشهود عيان. ورفع المتظاهرون وفقا لوكالة السودان الرسمية للأنباء ((سونا)) شعارات تطالب بالمدنية وتعبر عن رفض الاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك في 21 نوفمبر الماضي. وأشارت تقارير غير رسمية الى مقتل أربعة متظاهرين فى مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، فيما لم يتسن الحصول على تصريح رسمي. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) مقتل أربعة أشخاص فى تظاهرات بمدينة أم درمان اليوم. من جانبها، قالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم (تم حلها) في بيان "احتسبنا حتى الآن أربعة شهداء جراء استخدام القوات الرصاص الحي". ودعت الوزارة الأطباء والكوادر الطبية إلى التوجه لمستشفى (الأربعين) بمدينة أم درمان لاسعاف المصابين. ولم يصدر حتى الآن أي تصريح من الحكومة السودانية حول أحداث اليوم. ووفقا لاحصائيات غير رسمية، فان 52 شخصا قتلوا في تظاهرات أعقبت اجراءات قائد الجيش السودانى في 25 أكتوبر الماضى باعلان حالة الطوارىء وحل الحكومة. وأصدر تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود التظاهرات، بيانا أمس الأربعاء دعا فيه إلى المشاركة في التظاهرة، التي تحمل شعار "مليونية 30 ديسمبر". وحدد التجمع مسار التظاهرة بالتوجه نحو القصر الرئاسي للمطالبة بسلطة مدنية كاملة. وفي وقت سابق من اليوم، انقطعت خدمة الإنترنت في السودان عن الهواتف المحمولة، فيما أغلقت السلطات معظم الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم، وذلك قبيل انطلاق التظاهرات. وذكر شهود عيان أن أرتالا عسكرية انتشرت عند مداخل غالبية الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري. ويشهد السودان أزمة سياسية عاصفة منذ أن أعلن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر الماضي عدة إجراءات تضمنت إعلان حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد وحل مجلسي السيادة والوزراء. ولم يفلح الاتفاق السياسي الموقع في 21 نوفمبر الماضي بين البرهان وحمدوك في تهدئة الشارع. وتشكلت سلطة انتقالية بالسودان مكونة من عسكريين ومدنيين عقب إسقاط حكومة عمر البشير في 11 أبريل 2019.
مشاركة :