غيب الموت، أمس، المفكر الموسوعي وأحد رموز الاستنارة ورائد معركة التنوير الناقد المصري البارز الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد وعكة دخل على أثرها العناية الفائقة في أحد المستشفيات بالقاهرة. ونعت الأوساط الثقافية المصرية والعربية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، الراحل. وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، إن «الثقافة المصرية والعربية فقدت أحد أعمدتها الراسخة». وأضافت أن «الراحل وضع بصمات بارزة في مجال التنوير، وحقق الكثير من الإنجازات الخالدة به»، مشيرة إلى «دوره الرائد في البحث الأكاديمي وإدارة المواقع الثقافية التي تولاها». وترك المفكر الراحل مسيرة حافلة في الدرس والتأليف والترجمة والنقد، بعدما خاض معارك عديدة ضد «الفكر الظلامي» على جبهات متعددة، ليصبح بالفعل نموذجاً فريداً للمثقف العضوي، الذي يرفض الانعزال عن الواقع أو التنظير من برج عاجي، مؤثراً الاشتباك الحي المباشر مع قضايا أمته. وتولى الدكتور جابر عصفور عدة مناصب قيادية في العمل العام، من بينها حقيبة وزارة الثقافة في مصر مرتين، كما تولى منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس المركز القومي للترجمة. ومن أشهر مؤلفات عصفور «زمن الرواية»، الذي لم يكن مجرد كتاب في النقد والأدب بقدر ما كان نبوءة بذيوع وانتشار نوع أدبي بعينه، حيث تحولت الرواية، وفق تعبيره، إلى «ديوان العرب» الجديد.
مشاركة :