القرعون، شرق لبنان 31 ديسمبر 2021 (شينخوا) تحتضن بلدة القرعون بشرق لبنان مزرعة هي الأولى من نوعها في البلد لتربية العقارب واستخراج وتصدير سمومها المصنفة بأنها من أغلى السموم السائلة في العالم والتي تدخل في صناعة عدة أنواع من العقاقير الطبية. صاحب المزرعة الفريدة من نوعها المهندس يحيى الحلاق أوضح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الفكرة راودته بعد تزايد حالات الإصابة بلدغات العقارب في العديد من المناطق اللبنانية وسط عدم توفر الأمصال المضادة لمعالجتها ، بسبب شح الأدوية والمستلزمات الطبية في لبنان بفعل النقص في العملة الأجنبية لدى الموردين. وأضاف أنه في إحدى الحالات أدت لسعة عقرب لوفاة طفلة عمرها 9 سنوات في منطقة بعلبك شرق لبنان، بعدما تعذر تأمين المصل المضاد للسم الذي تسرب إلى جسدها. وأشار إلى أنه أجرى وفريق متخصص بالسموم السائلة دراسات مكثفة وقام بجولات ميدانية إلى أماكن تواجد العقارب في لبنان واطلع على أنواعها والجهات المهتمة بها. وأضاف "أننا استعنا بدراسات أجنبية حول مختلف أنواع العقارب وسمومها وكيفية تربيتها وتكاثرها وأماكن تواجدها ، وفي أعقاب ذلك توصلنا و فريق العمل المتخصص في هذا المجال إلى تحديد 11 نوعا من العقارب في لبنان تتفاوت نسب خطورة سمها". وتابع تمكنا حتى الآن من اصطياد 5 أنواع من العقارب في شرق لبنان من بينها 3 أنواع تتواجد في قرى غرب البقاع ونوعان خطيران يتواجدان في مدينة بعلبك ومحيطها . وعن كيفية متابعة وصيد العقارب، أوضح الحلاق لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن فريق صيد العقارب في المزرعة يعمل خلال فترة الليل ويعتمد على تنفيذ آلية دقيقة في التقاط ونقل العقرب من مكان تواجده إلى مستودع المزرعة. وقال من ميزة وطبيعة العقرب إنه لا يتحمل أشعة الشمس لفترة طويلة، ولذلك تكثر حركته ليلا ، ولذلك يقوم صيادو المزرعة بصيد العقارب في الليل مستعينين بألبسة خاصة وبأضواء تعمل على الأشعة ما فوق البنفسجية لالتقاط العقرب والإمساك به بواسطة ملقاط خاص. وأضاف أنه بعد صيد العقارب تنقل إلى المزرعة، حيث توضع في قاعة فسيحة يوجد على جدرانها رفوف تحمل علبا وصناديق ملونة تمكث فيها العقارب بين كمية من الرمال والحصى . وأوضح أنه "يتم تقديم الطعام للعقارب مرة كل 15 يوما ، وطعامها المفضل الصراصير والديدان والقليل من الماء في حين نعمل على توفير بيئة ملائمة مما يرفع من إفراز سمومها". وعن تقنية استخراج السم، أوضح أن ذلك يتم بواسطة جهاز خاص على شكل صندوق صغير الحجم في أسفله فتحة تسمح بأمساك وتثبيت ذنب العقرب، حيث يتلقى ذبذبات كهربائية تمكن من استخراج السم إلى أنبوب خاص ليحفظ في أوعية وثلاجات خاصة تصل برودتها إلى 20 درجة تحت الصفر تمهيدا لتصديره إلى الخارج. وقال الحلاق إنه يصدر كميات سم العقارب المنتجة إلى شركات متخصصة بالسموم تمهيدا لاستخدامه في تصنيع الكثير من العقاقير والأدوية بينها تلك المضادة للخلايا السرطانية والروماتيزم. وأضاف الناشط البيئي في الحفاظ على الزواحف والحشرات البرية أدهم أبو علي أن سم العقرب يعرف باسم (الذهب السائل)، حيث يعد من أغلى السموم السائلة في العالم. وقال أبو علي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سم العقرب ينتمي لفصيلة تسمى بـ"مطارد الموت"، ويتجاوز ثمن اللتر الواحد منه 9 ملايين دولار أمريكي ، ما يعني أن القطرة الواحدة تكلف 130 دولاراً، فيما يستلزم الحصول على لتر من السم 65 مليون عقرب، ذلك أن العقرب الواحد ينتج حوالي نصف مليجرام من السم كل 30 يوما .
مشاركة :