قد يشعر المرء أن رؤاه تكسرت وأن أحلامه يلف حولها حبل المشنقة وأن حبل المشنقة هذا ماصنع إلا ليغتال آماله ، قد يشعر أنه يعيش في كهف مظلم تتدلى منه أفاع سامة ،و أن الظلام نشر أجنحته السوداء في الأفق فلا يرى نفسه إلا سرا كامنا في باطن الظلماء ، قد يشعر أن آماله تتخطفها الطير أو تهوي بها الريح في مكان سحيق ، قد يشعر كأنه طائر مكسور يحن إلى السماء وقد تهاوت قواه ، وأن روحه انفلتت من صدره و فقد الحياة وهو مازال على قيدها فانطفأ شيئ داخله وأن الزمن قد توقف فجأة ، يتمنى لو أنه عالق في كابوس لا يريد الاستيقاظ منه ويشعر أن بينه وبين الفرح غوامق البحار وشواهق الجبال ، عندها يرفض التقبل ويتجه للرفض يرفض فكرة تقبل الحقيقة ورفض الواقع الذي ستفرضه هذه الحقيقة عليه وقد يشعر بهذه المشاعر جميعها أو بعضها عندما يأتي من هيبته تخضع لها الرؤوس ورهبته تخشع لها النفوس ، عندما يأتي من لا يتوقف للوعة أب ولا لأنين أم ولا لتوجع قريب وحبيب ، يأتي من ينتزع الحبيب من نياط القلب ، يأتي من لا يمكننا التصالح معه مطلقا، إنه ملك الموت الذي يتخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا .. فيامن فقد عزيزا ، إنني أعلم أن الموت يهزم أعماقك وأن برد الحنين يلف أركانك ، أعلن أنه قد قُطع قلب من قلبك وقد اُنتزعت روح من روحك سترين فقيدك في كل لحظة يطل من شرفة الفجر ويرنو من غسق الليل ويهب مع رياح الأشواق . عزاؤنا أنها مجاري الأحكام وقضاء الأقدار بأمر من الله الجبار ، قال تعالى ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]. عزاؤنا أن الدنيا دار التواء لا دار استواء وأن الله يأخذ؛ ليعطي ويبتلي ليجزي . يامن فقد عزيزا لديه هناك في الظلمات لحظة خلوة مع الله تهون علينا المصائب هي لحظة بشر وانشراح مع رب لطيف رحيم ، فكم رقدنا على ضيق ولطف الله يرقبنا من حيث لا ندري . اللهم لا تبتلينا بأحبابنا فنهلك دونهم . والحمد لله وسلام على المرسلين . ———————- 📝 زهراء سعودي حُمِّدي
مشاركة :