فيما يراوح لبنان في مكانه بينما ينشغل قادته وزعماء أحزابه وميليشياته بالبحث عن مخارج وحلول تقويهم في وجه الدولة ومستقبل لبنان أعلن البطريرك بشارة بطرس الراعي أن «لبنان مريض بفقدان هويته، ومن الواجب أن تعاد إلى لبنان عافيته التي خسرها». ودعا الراعي السياسيين للاعتراف بأخطائهم وإلى يقظة ضمير لوقف الانهيار الذي يعيشه لبنان.وقال في كلمة له مطلع السنة: «لا بد في بداية السنة الجديدة من أن يقف اللبنانيون عموما والسياسيون والنافذون والحزبيون خصوصا أمام واقع لبنان المنهار بيقظة ضمير، ويعترفوا بأخطائهم. ألم يأتوا هم بحروب الآخرين على أرضنا فكانت بدايات الانحدار؟ ثم ألم يذهبوا إلى حروب هؤلاء الآخرين على أراضيهم فكان الانهيار والانعزال عن الأسرتين العربية والدولية والفقر والهجرة؟ إلى متى يهملون عن قصد أو غير قصد معالجة أسباب أزماتنا الوطنية الكبيرة، وتغيير مسار الانهيار، وإيجاد الحلول وتنفيذها؟».حوار وطنيوشدد الراعي على ضرورة حصول هذه الانتخابات بإشراف مراقبين دوليين، وخصوصا أنه توجد رغبة بذلك لدى الرأي العام اللبناني ولدى الأمم المتحدة.وقال: إذا سلمت النوايا وتغلب الإخلاص للبنان وشعبه، تكون الفترة الباقية كافية لإحياء العمل الحكومي، ولإنهاء المفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية، ولضبط الحدود ولترميم العلاقات مع دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، ولتصويب موقع لبنان. فينتقل من الانحياز إلى الحياد، ومن سياسة المحاور إلى سياسة التوازن. وهكذا يوفر لبنان المناخ الملائم مستقبلا لإطلاق حوار وطني برعاية الأمم المتحدة في إطار مؤتمر دولي يعطي للحوار ضمانة أممية وآلية تنفيذية. فالحوارات الداخلية، التي لطالما رحبنا بها وأيدنا توصياتها وقراراتها، ظلت من دون تنفيذ، بل تنصل منها بعض الأطراف المشاركين فيها. وما يحتم مؤتمرا دوليا أيضا هو أن بعض جوانب الأزمة اللبنانية يتعلق بقضايا إقليمية ودولية كمصير اللاجئين الفلسطينيين، وعودة النازحين السوريين.تحت الاحتلالمن جهته وصف رئيس «لقاء سيد الجبل» النائب السابق فارس سعيد، حال الدولة اللبنانية بأنها ليست تحت الاحتلال وحسب بل إنها تعاني على كافة المستويات، معتبرا أن منع الدولة من العمل مقابل تنحي قاض وإعلان عجز رئيس الجمهورية وتسليم أمره لحزب الله وانهيار اقتصادي وهجرة وانشغال الأحزاب المسيحية بأحجامها داخل الطائفة وانهيار سياسي سني وتيار مدني متفكك.خلافات سياسيةومع تحديد موعد الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان في أكتوبر المقبل يزداد الشرخ بين «التيار الوطني الحر» بزعامة جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشيل عون من جهة وبين «حزب الله» وحركة أمل من جهة أخرى، والتصعيد بين «الحزب والتيار» بات في أوجه، حيث ترجح مصادر مراقبة لـ «اليوم» أن «التصعيد سيتصاعد بين النائب جبران باسيل وحركة أمل، بحيث أن هذا الاشتباك سيكون عنوان المعركة الانتخابية العونية»، كاشفة أن «الخطابات الإعلامية لباسيل ستطال «حزب الله» من دون إعلان الانفصال عنه أو فك التحالف، خصوصا بعدما خذل الحزب حليفه العوني في بعض القضايا الداخلية والتي تعطيه دفعا قبل الانتخابات النيابية المقبلة».وتشير المعلومات إلى أن «باسيل سيضع «حزب الله» أمام خيارين، إما خوض المعارك السياسية الداخلية معه أو الذهاب نحو التمايز الكامل في السياسة الداخلية مع ما سيستتبعها من تمايزات في قضايا إستراتيجية بالرغم من محاولة التيار التأكيد دائما على أنه لن يتراجع ويبدل موقفه في الثوابت».
مشاركة :