حوار: أمين الجمال يعرفه جمهوره ببوهاجوسويضفي حضوره في المكان حالة من المرح، ويرى أن لديه مؤهلات تفتح باباً واسعاً للولوج إلى عالم الكوميديا. ويحمل الفنان الشاب عبد الله راشد مال الله الحمادي، همه وهم جيله من الفنانين الإماراتيين الشباب الذين عشقوا التمثيل، وآمنوا به رسالة سامية، تسهم في بناء المجتمع، وتعزيز تطوره، من خلال طرح قضاياه، في قالب درامي أو مسرحي أو سينمائي. بوهاجوس يقول: على الرغم من توافر الدعم من القيادة الرشيدة لعوامل التطور المسرحي والدرامي والسينمائي داخل الدولة، إلا أن آليات التنفيذ يشوبها القصور. ويعتبر نفسه واحداً من بين عدد غفير من الشباب الإماراتي يعشق التمثيل ويجتهد لاحترافه، مطالباً بضرورة تبني هذه الكوادر بهدف صناعة النجوم الإماراتيين الذين يحملون على عواتقهم تمثيل الدولة في الخارج. وفي الحوار معه، يبدي إعجابه الشديد بأساليب نجوم الكوميديا في الوطن العربي إلا أنه لا يحب أن يكون نسخة من أحد، كما أنه يتطلع إلى العالمية. وإلى نص الحوار.. } قبل التمثيل، كان لك تجربة في عالم كرة القدم، كيف حدثت النقلة؟ ولدت في أم القيوين، ثم انتقلت منذ الحادية عشرة من عمري، إلى العاصمة أبوظبي، وتلقيت تعليمي في مدارسها، وكان سبب الانتقال الرغبة في احتراف كرة القدم في نادي الوحدة، ثم التحقت بالمنتخب الوطني للناشئين، وبعدها انتقلت إلى المنتخب الأول، وكنت انتقلت من نادي الوحدة إلى نادي بني ياس، وشاركت في مباريات خارجية متعددة، ثم تحولت إلى التمثيل، وبدأته من الشارقة من المسرح الجوال، وكنت من أوائل الإماراتيين الذين مثلوا به، وبعدها انتقلت إلى مسرح العلبة الإيطالية، فأصبحت ممثلاً مسرحياً. } يعرفك جمهورك باسم بوهاجوس، ويبدو أنك تعتز بهذا اللقب لدرجة أنك تكتبه على ملابسك، فما قصة هذا الاسم؟ بوهاجوس لقب أطلقه عليَّ أخي منذ كنت في العاشرة، حين كنت لاعب كرة قدم، وهو كان يعزف على العود مثل الفنان مزعل الفرحان، وكنت أحدث إيقاعات أثناء أدائه، فقال لي: أنت تشبه بوهاجوس المصاحب للفرحان، ومنذ ذلك الحين وأنا معروف باسم عبد الله بوهاجوس. } كيف اتجهت إلى التمثيل؟ وما أبرز الأعمال التي شاركت فيها؟ أثناء تجمعات الفريق للتدريب أو اللعب، كنت أقوم بمواقف مضحكة، وأرتب مقالب كوميدية، وأقدم لزملائي اسكتشات خفيفة، فرأوا فيَّ مشروع ممثل كوميدي، ومن ثم نصحوني بالاتجاه للفن. وشاركت في العديد من الأعمال محلياً وخليجياً، أبرزها مسلسلا أبو الملايين مع ناصر القصبي، وسوق الحريم مع النجمة رزيقة طارش التي رشحتني لدوري فيه، وشارك به عدد من النجوم الكبار منهم الفنانة فخرية خميس، كما مثلت في الجزء الرابع من مسلسل طماشة مع جابر نغموش، وقمت ببطولة مسلسل سعودي، ففي السعودية تنتج مسلسلات خاصة فقط بالشباب، على أن يكون معهم أحد النجوم ليكتسبوا الخبرات اللازمة، وهذا الأسلوب أتمنى أن نراه في الإمارات. } معنى هذا أن الفنون التمثيلية بالدولة تواجه معوقات؟ أتصور أن المسرح خطى خطوات كبيرة جداً في الدولة، خاصة في الشارقة، وهناك مهرجانات في دبي والفجيرة لكن أفضل أن تقدم في الدولة مسرحيات جماهيرية أكثر. } ذكرت أن إمارات الشارقة ودبي والفجيرة تشهد عدداً من المهرجانات المسرحية، فأين موقع العاصمة؟ حال المسرح في أبوظبي شأنه شأن بقية الإمارات، وكنت أسست مسرحاً من خلال مخاطبة وزارة الشؤون الاجتماعية، وكان اسمه في البداية مسرح أبوظبي للشباب، لأنه يهدف إلى دعم الشباب، ثم تحول إلى مسرح عيال زايد للفنون، وحالياً أتولى رئاسة مجلس إدارته، واخترت أبوظبي مقراً له، بسبب الشكاوى المتكررة من أن العاصمة ليس بها ممثلون، وهدفت إلى أن أثبت العكس، فأبوظبي مليئة بالموهوبين المواطنين من أعمار مختلفة، كما كونت مجموعة من الشباب أطلقنا عليها اسم كلنا خليفة، ومثلنا خيبة شيبة. } وماذا عن السينما؟ الأعمال السينمائية تلقى إقبالاً كبيراً من الجمهور الإماراتي، سواء من المواطنين أو المقيمين، وزاد من هذا الحضور الجماهيري ما تنظمه أبوظبي ودبي من مهرجانات، وعلى الرغم من ذلك فإن الأعمال السينمائية الإماراتية لا تزال تُطِل باستحياء، لما تفتقده من دعم يتيح لها المجال للتطور والارتقاء من جميع النواحي الأدائية والإنتاجية والإخراجية والتسويقية. ومؤخراً بدأ الشباب بإنتاج بعض الأفلام السينمائية الشخصية مثل مزرعة يدوه في جزأين شاركت في ثانيهما، من إنتاج وإخراج الشاب الإماراتي راكان، وأتمنى زيادة هذه الأعمال. } من المسؤول عن هذا البطء السينمائي؟ بشكل عام فإن الدول الخليجية تعاني قلة في أعداد الكتاب الخليجيين، وخاصة الإماراتيين، ويرجع السبب، من وجهة نظري، إلى عدم وجود معاهد وأكاديميات مختصة في الكتابات أو التمثيل أو السيناريو تخرج كوادر مؤهل تستطيع رفد المجال التمثيلي بما يحتاجه من نصوص جيدة. } هل تعزي سبب قلة عدد المنتجين إلى التكاليف الباهظة للإنتاج؟ الإمارات من أكبر الدول التي تدعم المسرح والدراما والسينما، ولكن هذا الدعم لا يتم العمل عليه بالطريقة الصحيحة، ولا أعتقد أن التكاليف العالية لإنتاج الأعمال التمثيلية وراء العزوف عن خوض غمار الإنتاج بالدولة، لكن السبب الرئيسي يعود إلى ضعف تقبل السوق للمنتج، ووجود ما نسميه بالشللية الفنية. وأرى أن لدينا خطأ كبير في صناعة النجوم، أما في الدول الأخرى، فهي ترعى هذه الصناعة وتحرص عليها. } من وجهة نظرك كيف تتم هذه الصناعة؟ صناعة النجوم تكون عن طريق مشاركة الشباب في الأعمال التي تتضمن نجوماً كباراً لإكسابهم الخبرات، فبعد سنة أو اثنتين يصبح الشاب نجماً، فهناك من الشباب الإماراتيين من يتمنى احتراف التمثيل وأنا واحد منهم، لأن التمثيل رسالة سامية وهادفة. } هل تدعم الأعمال التمثيلية الخليجية المشتركة هذا الفن في الإمارات؟ في الآونة الأخيرة أنتج عدداً من المسلسلات الخليجية المشتركة، ولكن المشاركة الإماراتية ما زالت ضعيفة، سواء في الكتابات أو عدد الفنانين. } أنت واحد من نجوم الكوميديا في الدولة، من ترى أنه مثال يحتذى في هذا اللون التمثيلي؟ لا شك أن قمة الهرم الكوميدي في الوطن العربي النجم عادل إمام بلا منازع، لكني أحب أسلوب النجم أحمد حلمي، ولقبني البعض بطارق العلي الإماراتي، لأنه يوجد بيني وبين النجم الكويتي طارق العلي تشابه في الأسلوب، كما أن الفنان الإماراتي جابر نغموش قال لي يوماً: أنت ستكون خليفتي. وأفتخر بهذا، ومع احترامي للقامات الفنية الكبيرة فإنني أفتخر بكوني عبد الله بوهاجوس الإماراتي، حيث أحب أن تكون لي شخصيتي، من خلال إخلاصي في عملي وأن أكون مميزاً، وألا أكون نسخة من أحد. وأتمنى أن أمثل إلى جوار النجم أحمد حلمي، بعد أن عملت مؤخراً مع الفنان حسن حسني، كما أتمنى العمل إلى جوار النجوم طارق العلي، وحسين عبد الرضا، وجابر نغموش، ود. حبيب غلوم، وسلطان النيادي. وأنتهز هذه الفرصة لأتوجه بالشكر إلى الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك، فعندما ذهبت للمشاركة في مسرحية بالسعودية قال لي: أنت تعتبر سفير بلدك في المجال الفني، ويجب أن تمثلها أحسن تمثيل، فهذه الكلمات أجعلها وساماً على صدري وأينما حللت أكون سفيراً لبلدي، ومن ثم فإن أحد أهدافي الاتجاه إلى العالمية، لكي أرفع اسم بلدي في هذا المجال، كما أشكر الفنان علي التميمي على دعمه لي بشكل دائم.
مشاركة :