هجمات «داعش» تمثل تحوّلاً جديداً في استراتيجيته

  • 11/16/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية، باريس، الجمعة الماضية، تمثل تحولاً كبيراً في استراتيجية تنظيم داعش، الذي ظل يركز حتى الآن على تأسيس دولته في سورية والعراق، بدلاً من استهداف الغرب مباشرة. وهذا من شأنه أن يشير أيضاً الى تصعيد دراماتيكي في المخاطر التي قد يواجهها المدنيون في أوروبا والولايات المتحدة. وبعد كل شيء، يبدو أن داعش عشوائي في استهدافه أكثر بكثير من تنظيم القاعدة، بمعنى أنه يعتبر، إلى حد كبير، أي شخص في الغرب يمثل هدفاً مشروعاً له. ووقعت مجزرة باريس في الوقت الذي يعاني فيه داعش النكسات العسكرية في سورية والعراق، وفقدان أراضيه أمام الأكراد في كلا البلدين، وتعرّضه لحملة جوية مكثفة من جانب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، وروسيا منذ وقت قريب جداً. يقول مدير مؤسسة البحث الاستراتيجي، كميل غراند، وهي مؤسسة فكرية للدفاع والأمن تتخذ من باريس مقراً لها: أصبح (داعش) في موقف دفاعي، ولذلك فهو يتحول نحو النشاط الإرهابي، لاسيما في أوروبا، لأنه يسهل عليه الوصول الى هناك، ولأنه يريد أن يظل الناس يتحدثون عنه بوصفه جماعة قادرة على العمل. وفي حين أن مجزرة باريس ليست أول عمل إرهابي في الغرب، يدّعي داعش مسؤوليته عنه، لكنه حتى الآن الأكثر دموية والأكثر تطوراً. ويجيء بعد أسبوعين من ادعاء داعش إسقاط طائرة الركاب الروسية في مصر. وحتى الآن أيضاً، فإن معظم الهجمات التي حدثت في الغرب، مثل اعتداء يناير على سوبر ماركت كوشير في باريس، واحتجاز الرهائن في مقهى سيدني في ديسمبر، يعتقد أنها من أعمال المتعاطفين مع داعش، وليست الجماعة المسلحة نفسها. ويقول الخبير في الإسلام الراديكالي بمعهد بروكنجز، وليام ماك كانتز: إذا كان هذا الهجوم قام به (داعش) بالفعل، فإنه يمثل تحولاً رئيساً في اهتمامه الأساسي في التركيز على بناء الدولة، وبهذا الهجوم يكون (داعش) قد أصدر قراراً بمعاقبة كل من يقف في طريق توسيع دولته، وهذا يعني هو أو نهاية العالم. ادّعاء داعش الأولي بالمسؤولية لم يذكر اسم مهاجمي باريس، أو تقديم أدلة عبر الفيديو من النوع الذي يصدر عادة بعد تفجيرات في الشرق الأوسط. ويعتقد خبراء الإرهاب، على نحو متزايد، أن هجمات الجمعة من غير المرجح أن تكون عمل أشخاص منفردين. ويضيف غراند أن تعقيد العمليات التي شهدناها في باريس، يظهر أننا نواجه عملاً منظماً، وليس مجرد تحريض. وطالما ظل داعش يحتفظ بالسيطرة على مناطق ضخمة في سورية والعراق، ويتمتع بشرعية في أعين كثير من المسلمين المتطرفين، فمن المرجح أن يكون هناك الكثير من مثل هذه الهجمات في وقت قريب. ويقول داعش خلال ادعائه بالمسؤولية عن التفجيرات دع فرنسا، وجميع الدول التي تسير في طريقها، أن تعرف أنها ستظل على رأس القائمة المستهدفة لـ(داعش)، وأن رائحة الموت لن تترك أنوفهم أبداً.. وفي الواقع، انها مجرد بداية. من ناحية أخرى، يعتقد زميل في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن هذا دون أدنى شك، يشكل تهديداً جديداً للإنسانية، وأنه من الصعب حقاً أن نتصور كيف يمكن احتواؤه من دون هزيمة على نحو فعال لـ(داعش) في سورية والعراق.

مشاركة :