الآلاف يحيون الذكرى الثانية لاغتيال سليماني والمهندس في بغداد

  • 1/2/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬أحيا‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬مناصري‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬امس‭ ‬السبت،‭ ‬الذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬لاغتيال‭ ‬القائد‭ ‬السابق‭ ‬لفيلق‭ ‬القدس‭ ‬الايراني‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬أبو‭ ‬مهدي‭ ‬المهندس،‭ ‬بضربة‭ ‬أميركية‭ ‬قرب‭ ‬مطار‭ ‬بغداد،‭ ‬كرر‭ ‬قياديون‭ ‬في‭ ‬الحشد‭ ‬خلالها‭ ‬المطالبات‭ ‬بانسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬البلاد‭. ‬ ووسط‭ ‬اجراءات‭ ‬أمنية‭ ‬مشددة‭ ‬حول‭ ‬موقع‭ ‬التظاهرة،‭ ‬احتشد‭ ‬الآلاف‭ ‬للمناسبة‭ ‬رافعين‭ ‬صور‭ ‬سليماني‭ ‬والمهندس‭ ‬والأعلام‭ ‬العراقية‭ ‬وأعلام‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي،‭ ‬تحالف‭ ‬فصائل‭ ‬موالية‭ ‬لإيران‭ ‬باتت‭ ‬منضوية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭. ‬ورددوا‭ ‬شعارات‭ ‬‮«‬كلا‭ ‬كلا‭ ‬أمريكا‮»‬‭ ‬و‮«‬لبيك‭ ‬يا‭ ‬عراق‮»‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬شاهد‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬ورفعوا‭ ‬لافتات‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬إحداها‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنكليزية‭ ‬‮«‬الإرهاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‮»‬‭. ‬ وشهد‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬تصاعدا‭ ‬في‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والجمهورية‭ ‬الإيرانية‭. ‬وبلغ‭ ‬البلدان‭ ‬مرتين‭ ‬شفير‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة،‭ ‬أولهما‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2019‭ ‬بعد‭ ‬اسقاط‭ ‬إيران‭ ‬طائرة‭ ‬أميركية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬اخترقت‭ ‬مجالها‭ ‬الجوي،‭ ‬وثانيهما‭ ‬بعد‭ ‬اغتيال‭ ‬سليماني‭. ‬وتوالت‭ ‬مذاك‭ ‬مطالبات‭ ‬إيران‭ ‬والفصائل‭ ‬الشيعية‭ ‬الموالية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بالانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬للقوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الاسلامية‭. ‬ رسمياً،‭ ‬أعلن‭ ‬العراق‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬‮«‬قتالية‮»‬‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬انتهى‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬وأن‭ ‬المهمة‭ ‬الجديدة‭ ‬للتحالف‭ ‬استشارية‭ ‬وتدريبية‭ ‬فقط،‭ ‬تطبيقاً‭ ‬لاتفاق‭ ‬أعلن‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭. ‬ وسيبقى‭ ‬نحو‭ ‬2500‭ ‬جندي‭ ‬أميركي‭ ‬وألف‭ ‬جندي‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬لا‭ ‬تقاتل‭ ‬وتقوم‭ ‬بدور‭ ‬استشارة‭ ‬وتدريب‭ ‬منذ‭ ‬صيف‭ ‬2020،‭ ‬فيما‭ ‬غادرت‭ ‬غالبية‭ ‬القوات‭ ‬الاميركية‭ ‬التي‭ ‬ارسلت‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬ وفي‭ ‬طهران،‭ ‬استقبل‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإيرانية‭ ‬عائلة‭ ‬سليماني‭ ‬بحضور‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬حسين‭ ‬سلامي‭ ‬وقائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬اسماعيل‭ ‬قآني،‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مكتبه‭. ‬ وفي‭ ‬إطار‭ ‬الفعاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بإحياء‭ ‬الذكرى،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬إضاءة‭ ‬الشموع‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬بغداد‭ ‬ليلة‭ ‬الأحد‭. ‬وفي‭ ‬إيران،‭ ‬ستقام‭ ‬حتى‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬نشاطات‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬احتفال‭ ‬مركزي‭ ‬الإثنين،‭ ‬وعرض‭ ‬لـ«قدرات‭ ‬إيران‭ ‬الصاروخية‮»‬‭ ‬الجمعة‭ ‬المقبل،‭ ‬للمناسبة‭. ‬وكرر‭ ‬قياديون‭ ‬في‭ ‬الحشد‭ ‬المطالبة‭ ‬بخروج‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬خلال‭ ‬التظاهرة‭ ‬امس‭ ‬السبت‭. ‬ووصف‭ ‬رئيس‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬فالح‭ ‬الفياض‭ ‬اغتيال‭ ‬سليماني‭ ‬والمهندس‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬نكراء‮»‬‭ ‬ارتكبت‭ ‬‮«‬بحق‭ ‬سيادة‭ ‬العراق‭ ‬وشعب‭ ‬العراق‭ ‬وبحق‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‮»‬‭. ‬ ومنذ‭ ‬اغتيال‭ ‬سليماني‭ ‬والمهندس،‭ ‬تكثفت‭ ‬الهجمات‭ ‬ضدّ‭ ‬المصالح‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬بصواريخ‭ ‬أو‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬أحياناً،‭ ‬تستهدف‭ ‬محيط‭ ‬السفارة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬أو‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬عراقية‭ ‬تضمّ‭ ‬قوات‭ ‬من‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي،‭ ‬مثل‭ ‬عين‭ ‬الأسد،‭ ‬أو‭ ‬مطار‭ ‬أربيل‭.  ‬وتراجعت‭ ‬وتيرة‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭. ‬وغالباً‭ ‬لا‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬ضحايا‭ ‬أو‭ ‬أضرار‭ ‬تذكر،‭ ‬ولا‭ ‬تتبناها‭ ‬أي‭ ‬جهة،‭ ‬لكن‭ ‬واشنطن‭ ‬تنسبها‭ ‬إلى‭ ‬الفصائل‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭. ‬ يترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬سياسية‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬إثر‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية،‭ ‬سجلت‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الممثلة‭ ‬للحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬تراجعاً‭. ‬ويرى‭ ‬الباحث‭ ‬حمدي‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬للدراسات‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬للتطورات‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أثر‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬الفصائل‭ ‬اتجاه‭ ‬الوجود‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬تراجعهم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‮»‬‭. ‬ ومن‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تخلي‭ ‬واشنطن‭ ‬الساحة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لصالح‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تخوض‭ ‬فيه‭ ‬طهران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مفاوضات‭ ‬لإحياء‭ ‬اتفاق‭ ‬دولي‭ ‬أبرم‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬بشأن‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭. ‬ويشرح‭ ‬مالك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬لن‭ ‬تترد‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الفصائل‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬تفضِ‭ ‬المفاوضات‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬ملموس‮»‬‭. ‬

مشاركة :