بغداد - (وكالات الأنباء): أحيا آلاف من مناصري الحشد الشعبي خلال مسيرة في بغداد امس السبت، الذكرى الثانية لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بضربة أميركية قرب مطار بغداد، كرر قياديون في الحشد خلالها المطالبات بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد. ووسط اجراءات أمنية مشددة حول موقع التظاهرة، احتشد الآلاف للمناسبة رافعين صور سليماني والمهندس والأعلام العراقية وأعلام الحشد الشعبي، تحالف فصائل موالية لإيران باتت منضوية في الدولة. ورددوا شعارات «كلا كلا أمريكا» و«لبيك يا عراق»، على ما شاهد صحافي في فرانس برس، ورفعوا لافتات كتب على إحداها باللغتين العربية والإنكليزية «الإرهاب الأمريكي يجب أن ينتهي». وشهد عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصاعدا في التوتر بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية. وبلغ البلدان مرتين شفير مواجهة عسكرية مباشرة، أولهما في يونيو 2019 بعد اسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار قالت إنها اخترقت مجالها الجوي، وثانيهما بعد اغتيال سليماني. وتوالت مذاك مطالبات إيران والفصائل الشيعية الموالية لها في العراق بالانسحاب الكامل للقوات الأجنبية المنتشرة في البلاد في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. رسمياً، أعلن العراق أن وجود قوات «قتالية» في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021 وأن المهمة الجديدة للتحالف استشارية وتدريبية فقط، تطبيقاً لاتفاق أعلن للمرة الأولى في يوليو في واشنطن على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وسيبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق. هذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ صيف 2020، فيما غادرت غالبية القوات الاميركية التي ارسلت الى العراق في العام 2014 كجزء من التحالف الدولي في عهد الرئيس دونالد ترامب. وفي طهران، استقبل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية عائلة سليماني بحضور قائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد فيلق القدس اسماعيل قآني، وفق بيان صادر عن مكتبه. وفي إطار الفعاليات الخاصة بإحياء الذكرى، من المقرر إضاءة الشموع في مطار بغداد ليلة الأحد. وفي إيران، ستقام حتى السابع من يناير نشاطات من أبرزها احتفال مركزي الإثنين، وعرض لـ«قدرات إيران الصاروخية» الجمعة المقبل، للمناسبة. وكرر قياديون في الحشد المطالبة بخروج القوات الأجنبية من البلاد خلال التظاهرة امس السبت. ووصف رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض اغتيال سليماني والمهندس بأنه «جريمة نكراء» ارتكبت «بحق سيادة العراق وشعب العراق وبحق الحشد الشعبي». ومنذ اغتيال سليماني والمهندس، تكثفت الهجمات ضدّ المصالح الأميركية في العراق، بصواريخ أو طائرات مسيرة أحياناً، تستهدف محيط السفارة الأميركية في العراق، أو قواعد عسكرية عراقية تضمّ قوات من التحالف الدولي، مثل عين الأسد، أو مطار أربيل. وتراجعت وتيرة هذه الهجمات في الفترة الأخيرة. وغالباً لا تسفر عن ضحايا أو أضرار تذكر، ولا تتبناها أي جهة، لكن واشنطن تنسبها إلى الفصائل الموالية لإيران. يترافق ذلك مع أزمة سياسية تمر بها البلاد إثر الانتخابات التشريعية، سجلت فيها القوى الممثلة للحشد الشعبي تراجعاً. ويرى الباحث حمدي من معهد واشنطن للدراسات أنه «يبدو أن للتطورات الداخلية في العراق أثر أكبر على استراتيجية الفصائل اتجاه الوجود الأميركي في العراق لا سيما بعد تراجعهم في الانتخابات». ومن غير المحتمل أن تخلي واشنطن الساحة في البلاد لصالح النفوذ الإيراني، في الوقت الذي تخوض فيه طهران والولايات المتحدة مفاوضات لإحياء اتفاق دولي أبرم العام 2015 بشأن الملف النووي الإيراني. ويشرح مالك أن «إيران لن تترد في استخدام الفصائل العراقية من أجل الضغط على الولايات المتحدة في حال لم تفضِ المفاوضات إلى اتفاق ملموس».
مشاركة :