سريناجار - (أ ف ب): لقي 12 شخصا على الأقلّ حتفهم وأصيب 13 آخرون بجروح في تدافع وقع فجر أمس السبت في ضريح هندوسي في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير، وفق السلطات. ووقع الحادث قرابة الساعة الثالثة صباحا (21:30 بتوقيت جرينتش) فيما كان الظلام لا يزال حالكا على الطريق المؤدي إلى ماتا فايشنو ديفي، أحد أكثر المزارات الهندوسية ازدحاما في شمال الهند. وروى رافيندر، وهو أحد الأشخاص الذين كانوا في المكان وقت الحادث لوكالة فرانس برس: «سقط الناس فوق بعضهم البعض»، مضيفا: «ساعدت في انتشال ثماني جثث عندما وصلت سيارات الإسعاف بعد حوالي نصف ساعة. أنا محظوظ لأنني مازلت على قيد الحياة لكنني مازلت أرتجف عندما أتذكر ما رأيته». وأشار ممثل للسلطات إلى أن التدافع حصل بين الراغبين في تأدية صلاة خاصة لمناسبة العام الجديد، لكن هذا الأمر لم تؤكده مصادر أخرى. وتضم البلدات والقرى الهندية ملايين الأضرحة الهندوسية وخصوصا في المناطق المعزولة في جبال هيملايا أو في أدغال الجنوب. ويعتبر بعضها مواقع حج مهمة جدا، وقد استثمرت الحكومة القومية الهندوسية برئاسة ناريندرا مودي بشكل كبير في تحسين البنية التحتية لتسهيل الوصول إليها. وقبل جائحة كوفيد-19، كان يزور نحو 100 ألف شخص يوميا ضريح ماتا فايشنو ديفي الواقع على مسافة حوالي 60 كيلومترا من جامو، العاصمة الشتوية لكشمير الهندية. وبعد الجائحة، حددت السلطات عدد المصلين بـ25 ألفا، لكن وفقا لشهود ووسائل إعلام، تم تجاوز هذه العتبة مرات عدة. وهذا الحادث ليس الأول من نوعه في الهند؛ فقد أسفر تدافعان في معابد في أغسطس وسبتمبر 2008 عن مقتل أكثر من 370 مصليا هندوسيا في هيماشال براديش (شمالا) وراجستان (غربا). وفي يناير 2011 حصل تدافع بين حشد من الحجاج على طريق جبلي في ولاية كيرالا (جنوب غرب)، ثم بعد ذلك بعامين، في أكتوبر 2013، وقع حادث مماثل على جسر قرب معبد في ماديا براديش، أسفر كل منهما عن مقتل مائة شخص. وبدأت عمليات الإنقاذ بسرعة ونقل الجرحى الذين قد تكون حالة بعضهم خطرة إلى المستشفى. وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سيارات إسعاف تنقل الجرحى إلى المستشفيات وسط ظلام دامس. ومن أجل الوصول إلى الضريح المتاح للزيارات 24 ساعة يوميا يسافر الناس إلى بلدة كاترا القريبة ثم يتسلقون 15 كيلومترا سيرا على الأقدام أو على مهور، وهناك أيضا خدمة نقل بالمروحيات، وصولا إلى مدخل الكهف حيث غالبا ما ينتظرون ساعات. وأضاف رافيندر الذي أدلى بشهادته لوكالة فرانس برس أن التدافع وقع في مكان التقت فيه الحشود الوافدة والمغادرة. وهو قدّر أن يكون عدد الأشخاص الموجودين مائة ألف على الأقل. وأوضح: «لم يتحقق أحد من تصاريح المصلين. زرت المكان مرات عدة، لكنني لم أر هذا العدد الكبير من الأشخاص مطلقا».
مشاركة :