مدينة الأقحوان.. عروس الشمال، رائحة الجمال، عبق التاريخ والحضارة... إربد اليرموك وحطين، إربد الطبيعة الخلابة والأجواء الساحرة، إربد الأردنية، والتي تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)؛ لتحمل لواء الثقافة والفن في المنطقة العربية على مدار عام كامل، حتى تحط الرحال؛ لتتسلم منها مدينة عربية أخرى لواء الثقافة من جديد بالعام القادم. عقب عامين من جائحة كورونا، والتي أجبرت العالم كله على تجميد ممارسات ثقافية متجذرة في الثقافة والحضارة والفعل الاجتماعي، وحيث ينتظر المثقف العربي إعادة النبض للحراك الثقافي والفني، تستعد إربد لبث الروح من جديد فى النبض الثقافى والفني والأدبي عبر العديد من الفعاليات.. يقول الباحث في التاريخ العربي ودلالاته الميثولوجية سعد سويلم لـ"سيدتي": مدينة إربد، أو الأقحوانية عروس الشمال، كما يطلق عليها الأردنيون اليوم، منبعٌ للأمل والحياة، مقبلة على احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية مطلع العام 2022، حيث تستعد لارتداء ثوب عرسها الثقافي العربي الجميل، فهي مدينة ذات أجواء ثقافية مدهشة، تزهو بأدبائها ومثقفيها، فنّانيها وتشكيلييها، مسرحييها وموسيقييها، ولطالما تغنّى بها الشعراء وكتب عنها الأدباء، وأنشد لها وبها المنشدون والمطربون.. عن حواريها القديمة، وأسواقها العتيقة، وأجوائها الملهمة، لا يتوقف الكلام ولا يجف المداد.. تابعي المزيد: الدرعية عاصمة للثقافة العربية لعام 2030 يؤكد سويلم أن هذا التأجيل سيتيح للدولة الأردنية، ولوزارة الثقافة، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) توفير المناخ المناسب والكافي، لتنظيم فعاليات مثمرة ومشاريع ثقافية زاخرة؛ تجذب الأنظار نحو ثقافة شمال الأردن، والتي لم تأخذ حقها، ولا يعلم عن عمقها وجذورها التاريخية والحضارية الكثيرون، حيث يأمل كثير من المثقفين والأدباء والمفكرين الأردنيين أن تأخذ المدينة حقّها، كحاضنة لحراك ثقافي مستدام؛ من خلال موقعها كثاني أكبر محافظات الأردن سكّاناً وأكثرها زخماً بالأدباء والفنانين والشعراء. وعن مدينة إربد يقول: سميت بالأقحوانة؛ نسبة إلى زهرة الأقحوان، الزاهية رائعة الجمال، التي تنبت بكثرة في هذه المنطقة، والمدينة لها أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي والعربي، فقد كان لها دور كبير في معارك المسلمين الحاسمة في اليرموك وحطين، ومع مجيء الهاشميين بعد العام 1923؛ ازدهرت المدينة، فقد قاموا بتطوير وتنمية وتحديث المدينة؛ حتى أصبحت تضم العديد من المعالم الحضارية والعلمية.. والمدينة تقع في شمالِ غربِ الأردن، في حوض نهر الأردن ووادي الأردن، وتعتبر جزءاً من امتداد سهول حوران، مما أكسبها طبيعتَها السهلية الساحرة، ومما أعطي هذه المدينة تفرداً وجمالاً فطرياً، كما أنها ذات ثراء بالأماكن السياحية والدينية الزاخرة بالحضارة والتّاريخ، مما أكسبها تفرداً جعلها عروساً تُتوّجُ بإعلانِها عاصمةً للثقافةِ العربيّة. وعن كيفية اختيارها عاصمة للثقافة العربية، يقول: الأقحوانة العربية استطاعت وبنجاح تقديم نفسها في حلة ثقافية جاذبة على أساس حضورها التاريخي والثقافي والحضاري وعطائها الإنساني في مجالات الحياة المختلفة، في الماضي والحاضر، والذي أهّلها للحصول على تلك المكانة المرموقة، حيث يتوقع عبر الاحتفالية، ومن خلال الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية، التي ستمتد بطول العام، تنشيط كثير من المبادرات الفنية الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، والذي سيتم من خلال تسليط الضوء على المدينة حضارياً، وإبراز دورها الفكري والإبداعي والثقافي والتاريخي، حيث تسهم هذه الوسائل في ترويجِ المكانِ لاستقطابِ كل المثقّفين والأدباء والفنانين من جميع محافظاتِ الأردن، ومن العالم العربي، وكذلك الزائرون والسياح؛ للترويج للإرث الثقافي والحضارى للمدينة.. تابعي المزيد: بمُبادرة سّعوديّة: الخط ّالعربي في قائمة التّراث الثّقافي العالمي ومن جانبه، قال الدكتور منذر البطاينة، رئيس المكتب التنفيذي للاحتفالية، لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ الاحتفالية ستشتمل على إقامة عدة فعاليات في مجالات الفنون الموسيقية والأدائية والشعر والنقد وقضايا وشؤون محلية وعربية وأدب المرأة والطفل والثقافة العلمية والابتكار والفنون التشكيلية والمعارض، فضلاً عن استعراض تاريخ المدينة ونشأتها وجمالياتها، لافتاً إلى أنه سيتمُّ تسليط الضوء على عددٍ من الشخصيات السياسية والأدبية والاجتماعية من أبناء مدينة "إربد" الذين كانت لهم بصمات واضحة في مجالاتهم، وأنّ جميع الفعاليات ستُقام وفق بروتوكولات صحية في مواجهة فيروس كورونا، وأشار إلى أنه بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ستتم دعوة دول عربية؛ لإقامة فعاليات ضمن الاحتفالية. تابعي المزيد: تدشين فعالية "ليلة حمى الثقافية والتراثية" بتنظيم من ملتقى الوطن للإبداع
مشاركة :