رحل أول من أمس (السبت) في الولايات المتحدة أحد أعلام الدولة السعودية الوزير والسفير السابق هشام محيي الدين ناظر، الذي تسنم وزارة البترول والثروة المعدنية في السعودية. وتوفي ناظر بعد رحلة حياة حافلة، بدأت من مدرسة الفلاح في جدة، ليلتحق بعدها في كلية فكتوريا في الإسكندرية، وبعد إنهاءه الدراسة في مصر واصل مسيرته الأكاديمية، واتجه عام 1954 إلى جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، إذ تلقى دراسته الجامعية العليا، وفي 1957 حصل على «البكالوريوس» في العلاقات الدولية مع مرتبة الشرف الأولى. واختتم دراسته في العام الذي يليه بحصوله على «الماجستير» في العلوم السياسية، ثم درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة كوريا، وفي 1991 حصل على الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من الجامعة الأميركية في القاهرة. وبعد مشوار ناظر الطويل مع التعليم في أرجاء العالم، عاد ليصبح وزيراً للبترول والثروة المعدنية في أواخر 1986 بعلاقة ممتدة بالبترول بدأت قبل تعيينه وزيراً بكثير، وتحديداً منذ تخرجه وعودته إلى الوطن، إذ عمل في المديرية العامة لشؤون الزيت والمعادن. ولازمه شرف البدايات منذ تعيينه أول محافظ للمملكة في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وذلك عام 1961، وعيّن بعدها وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية، وهو منصب استمر فيه نحو سبع سنوات، إضافة إلى كونه أول مسؤول عن إعداد أول خطة للتنمية في السعودية، إذ عين رئيساً للهيئة المركزية للتخطيط بمرتبة وزير، في بداية الانطلاق نحو التنمية، ووضعت الأسس الهامة للتنمية في المملكة. وأصبح في 1971، وزير دولة وعضو مجلس الوزراء، إضافة إلى عمله رئيساً للهيئة المركزية للتخطيط، وأصبح وزيراً للتخطيط بعد أن تحولت الهيئة المركزية للتخطيط إلى وزارة، ووضع بالتالي خطط التنمية الخمس. وبقي هشام ناظر يتنقل بين المناصب الإدارية والفنية والأكاديمية، مستشاراً، ومديراً، ومحافظاً لوكيل، وأستاذاً جامعياً إلى رئيس ووزير، وختامها سفيراً للسعودية في مصر حتى 2011، وتوّج هذه المسيرة بـ19 وساماً من مختلف دول العالم على رأسها وشاح الملك عبدالعزيز. ونعى ناظر كثير من المثقفين والسياسيين والشباب مقدرين الدور الكبير الذي قام به، وذكر مآثره في التطوير والتغيير على جميع الأصعدة التي تولى مناصب مهمة فيها، منها الاقتصادي والأكاديمي والانساني والأدبي والرياضي، اذ كان عضو شرف لنادي الاتحاد، ورافق اسمه «البترول» الذي عرف عنه لدى جميع الأجيال، كأهم معلومة تداولت عنه مخلفاً وراءه أسساً وقواعد مهمة لبداية مسيرة الزيت والتنمية في السعودية.
مشاركة :