استجواب أقارب انتحاري خلال تحقيقات اعتداءات باريس

  • 11/16/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد التعرف إلى هوية أول مشتبه في تورطه في اعتداءات باريس الدموية، ويركز المحققون تحقيقاتهم على المتواطئين معهم ومموليهم، فيما قاد أثر الانتحاريين إلى اليونان وبلجيكا. وأفادت مصادر قضائية وأخرى من الشرطة، بأن ستة أشخاص مقربين من عمر إسماعيل مصطفائي الانتحاري الفرنسي الذي تم التعرف إليه على أنه أحد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس، أوقفوا على ذمة التحقيق خاصة والد الأخير وشقيقه وزوجته. كما عثر على سيارة سوداء اللون من ماركة سيات استخدمت أثناء إطلاق النار مساء الجمعة، في حانة ومطعم في مدينة مونتروي بالضاحية الشرقية لباريس. وتم توقيف والد وشقيق المهاجم الذي قتل جراء تفجير حزامه الناسف ليل الجمعة فيما جرت عمليات دهم وتفتيش لمنزليهما مساء السبت في روميلي سور سين (شرق فرنسا) وبودوفل (المنطقة الباريسية). وقد حضر شقيقه (34 عاماً) بنفسه إلى مركز الشرطة في كريتوي في المساء بعد أن فوجئ لدى تبلغه أن شقيقه الأصغر ضالع في الاعتداءات خاصة احتجاز الرهائن في باتاكلان. وتم التعرف إلى هوية عمر إسماعيل مصطفائي وهو فرنسي في التاسعة والعشرين من العمر، من بصمات إصبع مبتورة عثر عليها في المكان. ولد هذا الانتحاري الذي أدين مرات عدة بجنح متعلقة بالحق العام، في كوركورون بالضاحية الباريسية وله سجل عدلي لتطرفه منذ 2010، لكنه لم يتورط مطلقاً في أي ملف متعلق بشبكة أو تنظيم إرهابي بحسب مدعي عام باريس فرنسوا مولان. وكان يتردد باستمرار على مسجد لوسيه قرب شارتر بوسط فرنسا بحسب مصدر مقرب من التحقيق. ويسعى المحققون إلى إثبات أن هذا الانتحاري أقام فعلاً في سوريا في 2014 كما أكدت مصادر الشرطة. وغداة الاعتداءات الأكثر دموية التي تشهدها فرنسا، عثر المحققون قرب جثة أحد انتحاريي استاد دو فرانس على جواز سفر سوري يعود إلى مهاجر مسجل في اليونان بحسب أثينا. وفضلاً عن الأثر السوري، كشف التحقيق عن أثر بلجيكي. وقد أوقفت السلطات البلجيكية ثلاثة أشخاص، أحدهم الرجل الذي استأجر سيارة البولو السوداء التي استخدمها الانتحاريون ووجدت مركونة أمام مسرح باتاكلان الذي شهد أكثر الهجمات التي هزت باريس دموية، وتحدث فيه الإرهابيون عن سوريا والعراق بحسب المدعي العام. وهؤلاء المشتبه فيهم الثلاثة غير معروفين من أجهزة الاستخبارات الفرنسية، على ما أوضح مدعي عام باريس فرنسوا مولان. ويسعى المحققون خصوصاً لمعرفة ما إذا كان بعض المهاجمين تمكنوا من الاختفاء وإن كانت هناك عمليات أخرى قيد التحضير. وأشار مدعي عام باريس إلى أن ثلاث فرق شاركت على ما يبدو في الاعتداءات. وقتل سبعة انتحاريين جراء تفجير أحزمتهم الناسفة. لكن يمكن أن يكون أشخاص آخرون شاركوا في الهجمات. وقتل ثلاثة مهاجمين في مسرح باتاكلان، فيما فجر ثلاثة آخرون أنفسهم قرب استاد دو فرانس حيث كان ثمانون ألف شخص في عدادهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يشاهدون مباراة ودية لكرة القدم بين فرنسا وألمانيا، وآخر على بولفار فولتير شرق باريس. وقد فتح المهاجمون النار مئات المرات على زبائن جالسين على أرصفة مقاهي ومطاعم أو على الجمهور المحتشد في باتاكلان لحضور حفلة لموسيقى الروك. وعثر على بنادق كلاشينكوف عدة من النوع الذي استخدم في هجمات باريس ليل الجمعة في السيارة السوداء من طراز سيات التي عثر عليها في مونتروي بضاحية شرق العاصمة الفرنسية. وكان شهود أفادوا بسيارة سيات سوداء استخدمها المهاجمون في ثلاثة من مواقع الاعتداءات ليل الجمعة في شرق باريس. وقال شاهد إن المهاجمين أطلقوا النار من المقعد الخلفي لسيارة سيات سوداء على مطعم في شرق باريس حيث قتل نحو 19 شخصاً. كما قتل ما لا يقل عن 89 شخصاً آخر حين اقتحم مسلحون يرتدون ملابس سوداء قاعة حفلات في باريس، وقالت الشرطة إنهم استخدموا بنادق كلاشينكوف في عملية إطلاق النار. كذلك استخدمت بنادق كلاشينكوف في هجومين على مطعم آخر وحانة، وأشار شهود إلى أن إطلاق النار أتى من سيارة سوداء. وبعد مرور عشرة أشهر على الهجمات التي استهدفت صحيفة شارلي إيبدو الساخرة وأسفرت عن سقوط 17 قتيلاً في يناير/كانون الثاني، أغرقت هذه الاعتداءات فرنسا مجدداً في حالة ألم وتأمل. وأمس الأحد بدأ حداد وطني لثلاثة أيام أعلنه الرئيس فرانسوا هولاند، فيما تبقى المتاحف وصالات المسارح مغلقة في العاصمة الفرنسية التي كانت أرصفة مطاعمها مساء السبت خاوية باستثناء حي باتاكلان كما خلت شوارع مدينة النور من المارة. واللالفت أيضاً أمس الأحد، غياب الأسواق في الهواء الطلق التي اعتادت عليها باريس في هذا اليوم. وبالرغم من حظر التظاهرات في باريس حتى الخميس، تجمع مئات الأشخاص مساء السبت في ساحة لاريبوبليك التي أصبحت الموقع الرمزي للتعبئة بعد الهجوم على شارلي ايبدو. وقرر الرئيس الذي وصف الاعتداءات بعمل حربي نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي في إطار عملية سانتينيل التي تقررت بعد اعتداءات يناير لحماية المواقع الحساسة مثل الكنائس والمساجد، وكذلك الأماكن العامة. وستتم تعبئة عشرة آلاف جندي في الإجمال بحلول مساء غد الثلاثاء على الأراضي الفرنسية، وبخاصة باريس، أي أعلى مستوى في إطار عملية سانتينيل. (وكالات)

مشاركة :