انتقدت زعيمة أقصى اليمين الفرنسي أداء الحكومة الاشتراكية وطالبت بإجراءات أمنية إضافية غداة اعتداءات باريس، فيما طالب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بتغييرات كبرى، وطالبت الصحافة الفرنسية بعد الإفاقة من تأثيرات الصدمة بالرد. وقالت رئيسة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لوبان الأمة يجب ان تكون موحدة في هذه المحنة لكن بعيداً من الشعارات، فإن التحرك القوي الصارم هو الذي يحمي الفرنسيين ويديم هذه الوحدة غير أن فرنسا والفرنسيين لم يعودوا في أمان. وأصبح اتخاذ إجراءات عاجلة أمراً يفرض نفسه. وأضافت لقد تم اضعاف فرنسا وعليها أن تعيد تسليح نفسها، وحظر المنظمات الإسلامية، وغلق المساجد المتشددة، وطرد الأجانب الذين يدعون إلى الكراهية على أرضنا، وأيضاً المهاجرين غير الشرعيين الذين ليس لديهم ما يفعلونه هنا. وطالب ساركوزي الذي تشاور السبت مع الرئيس فرانسوا هولاند بتغييرات كبرى حتى يتم ضمان أمن الفرنسيين بالكامل. وقال إن الإرهابيين أعلنوا الحرب على فرنسا والحرب التي يجب أن نخوضها يجب أن تكون كاملة، وواجبنا هو أن نأخذ في الاعتبار الخطورة القصوى للوضع، وأن نستخلص العبر لناحية التحرك، مؤكداً أن أمتنا يجب أن تكون متلاحمة. وأضاف فضلاً عن إعلان حالة الطوارئ وهو ضروري والرقابة على الحدود، سندعم كل القرارات التي تستهدف تعزيزاً شديداً لإجراءات الأمن التي تتيح حماية حياة مواطنينا. بدوره دعا رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، القيادي في حزب الجمهوريين، الفرنسيين إلى الوقوف صفاً واحداً خلف رئيسهم وحكومتهم، ولكنه طالب في الوقت نفسه السلطة التنفيذية بالذهاب أبعد، وتوضيح أهداف التحالف الدولي في سوريا. وقال جوبيه عبر هواء تلفزيون فرانس 2 إنه من المهم توضيح أهداف التحالف الدولي الذي هو اليوم غير فعال. أنا كنت مع سياسة الحكومة أي لا داعش ولا بشار. اليوم هناك تراتبيات، هناك أولويات، يجب سحق داعش. ومن المقرر أن يخاطب الرئيس الفرنسي اليوم الاثنين مجلس البرلمان الفرنسي، غداة استقباله أمس الأحد جميع زعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان. وكما حدث إثر اعتداءات يناير/كانون الثاني بباريس دعا الرئيس الفرنسي البلد الى وحدة لا غنى عنها. من جهة أخرى، وبعد هول الصدمة الناجمة عن الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ فرنسا، احتلت أعمدة الصحف الفرنسية الصادرة أمس الأحد مشاعر الحزن والغضب، ومناشدات للوقوف صفاً واحداً ضد التطرف، ولكن أيضاً دعوات إلى رد الضربة بمثلها. عنوان الحزن والغضب تصدر لوفيغارو المحافظة التي وعلى غرار ليبراسيون (اليسارية) صدرت استثنائياً الأحد بعد يومين من الاعتداءات التي نفذها ثمانية انتحاريين في ستة أنحاء مختلفة في العاصمة وضاحيتها، وأسفرت عن 129 قتيلاً و352 جريحاً، بينهم 99 إصابتهم خطرة، وأعلن تنظيم داعش المتطرف مسؤوليته عنها. وعنونت ليبراسيون أنا باريس، مستعيدة في ذلك شعاراً يتم تداوله على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومستلهماً من شعار أنا شارلي الذي انتشر في العالم أجمع إثر الاعتداءات التي استهدفت الأسبوعية الساخرة في يناير/كانون الثاني في باريس أيضاً. أما لوباريزيان/اوجوردوي آن فرانس (الشعبوية) التي صدرت في عدد خاص فعنونت فلنقاوم. من ناحيتها كتبت لوموند أن فرنسا في حرب. في حرب ضد إرهاب شمولي، أعمى، قاتل على نحو رهيب. وحذرت لوفيغارو من أن هذه الحرب، الآن وقد فهم الكل ماذا تعني، قد بدأت لتوها ليس إلا. وكتبت أنه ضد الوحشية ليس هناك الا مبدأ واحد: انه القوة، وضد الهمجية ليس هناك إلا قانون واحد: أنه الفعالية. وبالنسبة الى ليبراسيون فان المذبحة التي حصلت في باريس تفضي إلى خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة: على الفرنسيين من الآن فصاعدا العيش مع الإرهاب. أما القاسم المشترك بين كل الصحف فكان الدعوة إلى الوحدة الوطنية، وقد لخصتها لو جورنال دو ديمانش على صدر صفحتها الأولى بعنوان الجمهورية في مواجهة الهمجية. وعلى صعيد الصحف المناطقية قالت ديرنيير نوفيل دالزاس إن التحدي الحقيقي هو تأكيد القيم الجمهورية، بينما اعتبرت لا بريس دو لا مانش أن المتطرفين يشنون الحرب علينا. بوحدتنا سنتمكن من مواجهة هذا الجنون المرفوض. أما صحيفة الزاس فكانت أكثر صراحة في المطالبة برد الصاع صاعين، وكتبت حان الوقت لأن نرد الضربة بضربة، لأن نكون عديمي الرحمة في مواجهة أعدائنا، في الداخل كما في الخارج. (أ.ف.ب)
مشاركة :