أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم أمس (السبت)، أنّ بلاده التي كانت قبل عقد من الزمن دولة نفطية مزدهرة قبل أن ينخفض إنتاجها بشكل كبير، تقترب حالياً من عتبة المليون برميل يومياً. وقال مادورو في مقابلة مع التلفزيون الحكومي "هذا العام نصل إلى مليون برميل، وهدفنا للعام المقبل هو أن نصل إلى مليوني برميل يومياً"، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي 2008 بلغ إنتاج النفط في فنزويلا 3.2 مليون برميل يومياً، لكنّه ما انفكّ مذّاك يتراجع ليصل في 2020 إلى أقلّ من 400 ألف برميل يومياً أي إلى المستوى الذي كان عليه في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. وأكّد مادورو في المقابلة "إنّنا نستعيد الإنتاج باستثمارات فنزويلية، سنتًا سنتاً وبئراً بئراً"، عازياً سبب تدهور الإنتاج النفطي في البلاد إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على نظامه الولايات المتحدة بهدف إقصائه من السلطة. لكنّ العديد من المتخصّصين يرجعون سبب الانخفاض في إنتاج النفط في فنزويلا إلى سوء الإدارة المزمن الذي عانت منه شركة النفط الحكومية العملاقة "بيدافيسا" في عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز ومن ثم في عهد خلفه مادورو. كما أكّد مادورو أن فنزويلا التي تشهد منذ 2014 أزمة اقتصادية لا سابق لها، استعادت "النمو في النصف الثاني من عام 2021"، في تقييم يتعارض مع بيانات المراقبين وصندوق النقد الدولي. وقال الرئيس الاشتراكي إنّه "من الواضح أنّ الاقتصاد الفنزويلي يشهد فترة نهوض. لقد استعدنا النموّ الاقتصادي. في النصف الثاني من عام 2021، حقّقنا نمواً بنسبة 7.5% (...) لقد سلك الاقتصاد الحقيقي مسار النمو الاقتصادي". وشدّد مادورو على أنّ العقوبات الاقتصادية الأميركية "كانت بمثابة قنبلة ذرية (...) فنزويلا لديها اقتصاد حرب (...) تم فرضه علينا. (...) من المعاناة انتقلنا إلى المقاومة والآن إلى النمو"، حسب قوله. وطمأن الرئيس الفنزويلي إلى أنّ بلاده "لديها محرّكاتها الخاصّة. لديها قدرة صناعية وتكنولوجية ومعارف... للنهوض بمفردها واستبدال الاقتصاد النفطي الرأسمالي القديم".
مشاركة :