نبض الشباب والحياة يعود من جديد لشارع المتنبي في العاصمة بغداد.!

  • 1/2/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وكالة الحـــدث الاخبارية / خالد النجار / بغداد مرة اخرى تعود الحياة ونبضها الى شارع المتنبي بعد ان جرت عليه اعمال التعمير والصيانة والادامة ليكون حاضرا ويقف شامخا من جديد ، وشارع المتنبي ينفض غبار الزمن كونه مؤسسة متكاملة حيث  يعود تأسيسه الى اواخر الدولة العباسية وكان يدعى بدرب ( زاخا ) وهذه المفردة (اراميا ) . وكان يدعى ( الأكمخانة ) اي المخبز، وكان مقابل (قهوة الشابندر) وهو الفرن الكبير لصنع صمون الجيوش العثمانية أبان حكمهم للعراق ، كما يحضى بمكانة خاصة للسواح العرب والأجانب والعراقيين . لأنه كبير جداً وبحتاج لساعات طويلة أو ربما أيام لكي تتفقده وتتعرف على معالمه وتفاصيله الصغيرة والكبيرة ..وقد زارته أغلب الوفود والمنظمات والمحطات الأعلامية العربية والدولية ومشاهير الساسة والأقتصاد والثقافة والفن والرياضة . لأنه ظاهرة فريدة وجميلة لاتجدها في كل العالم، وهناك مطاعم صغيرة وكبيرة ومقاهي وجلسات جميلة على نهر دجلة حيث القوارب الصغيرة التي قد تستأجرها في رحلة نهربة تكتشف معالم بغداد ، كما ان طيور النوارس والبلابل والعصافير تعاكس رواده، وتجعلك الصدف بأن تلتقي شخصيات مهمة ورائعة وقد تتسوق وتسمع الأغاني والمونولوج والتظاهرات التي تنتقد الساسة وبعض الأخطاء والظواهر الاجتماعية، وقبيل ىنهاية العام الحالي شهد الشارع الافتتاح الكبير الذي تناغم مع اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية . ( وكالة الحدث الاخبارية ) كانت لها جولات في اروقة المتنبي الجديد حيث التقينا الزميل الاعلامي الاستاذ فلاح المرسومي من رواد الصحافة العراقية ورواد المتنبي كونه كان يعمل في دار الحكمة لفترة طويلة فيقول لـ ( الحـــدث ) : قلوبنا فرحة جدا ونحن نستذكر هذا الشارع الخالد لان كل شبر فيه له خطوة من خطواتنا وخطوات زملائنا وعمالقة الادب والصحافة والثقافة العراقية ،وبالرغم مرور تسعة قرون على امتداده بمحاذاة  دجلة، فما زال شارع المتنبي في بغداد المكان الوحيد الذي لم تصبه الشيخوخة اطلاقا ! وهو يختزن تاريخها وتحوّلاته بين مكتباته وأزقته ومطابعه، رغم تبدّل العهود وتعاقب الحكومات. سمّاه العبّاسيون  (درب زاخا) وهي مفردة آرامية الأصل ! أو سوق الوراقين. وسمّاه السلاجقة "شارع الموفقية"، نسبة الى مدرسة الموفقية الكائنة فيه وقتها. بينما أطلق عليه العثمانيون اسم "الأكمكخانة" أي شارع المخابز العسكرية لوجود تلك المخابز مقابل المعسكر التركي وقتها هذا الشارع الواقع في قلب بغداد بمنطقة يطلق عليها اسم القشلة، إلى أواخر العصر العباسي، واشتهر منذ ذلك الحين بازدهار مكتباته واحتضن أعرق المؤسسات الثقافية. .( الحـــدث ) التقت النائب السابق فوزي احمد ترزي ليحدثنا عن مشاهداته لتجديد واعمار شارع المتنبي حيث قال : بداية نقدم شكرنا وتقديرنا لمؤسستكم الاعلامية على تسليط الضوء على كل الجوانب الحياتية ، والتي تهم مستقبل بلدنا وعراقنا ، واعمار المتنبي هي مبادرة انسانية جديرة بالثناء والتقدير ونابعه من صميم امه تحب الحياة والسلام والوئام ،وهذا تاكيد صريح على ان بغداد ستبقى عاصمة للثقافة والفنون والحضارة بشكل دائم ،نحن في رحاب حضرة المتنبي لابد ان يكون لنا وجودنا ووجود عدد كبير من عشاق الثقافة اضافة الى جمهور الناس اللذين تبهجهم مثل هكذا فعاليات لتعيد لهم الق الماضي وعبق الحاضر،وخاصة العوائل البغدادية . ـ السيد عمار حميد ( ابو ياسر ) صاحب مكتب ومطبعة الباخرة يقول لـ ( الحــــدث  ) :لقد فرح معظم اصحاب المكاتب والمطابع في شارع المتنبي بالحملة الكبيرة لاعادة اعمار وتاهيل شارع الثقافة والفنون شارع المتنبي ، وبصراحة ن كانت خطوة جيدة جدا في ان يعود هذا الشارع الى سابق عهده ومجده الثقافي الاصيل .. واعادة الحياة الى شرايينه الفكرية والادبية ، وكنا نتمنى ان تلتفت له الجهات المعنية منذ سنوات ، ومع هذا فان افتتاحه اليوم يعتبر خطوة جميلة ورائعه ! وعن موضوع استيفاء اجور الاعمار من قبل امانة بغداد من اصحاب المحلات فيؤكد ابو ياسر :بصراحة لايوجد اي كلام من هذا القبيل ، فالامانة مشكورة لم تستوفي اية مبالغ من اصحاب المكاتب او المطابع والمحلات الاخرى، ونعبر عن شكرنا وتقديرنا لامانة بغداد في هذا الخصوص ..  ـ وعن تاثير عمليات الاعمار والتغيرات الجذرية على عمل الشارع ومكاتبه ومطابعه يؤكد ابو ياسر للـ ( الحــدث ): لابد من التاكيد على ان امانة بغداد عندما باشرت بالاعمار اكدت وبالفعل بان اعمالهم لاتؤثر على اليه عملنا وضمن برنامج  وخطة وضعت لذلك ، ولابد ان شير الى ان معظم عملهم كان في الفترة ( المسائية ) حيث تكون معظم المكاتب والمطابع وغيرها ( مقفلة )! خاصة من بعد الساعة الرابعه عصرا حتى فجر اليوم الثاني ..ولم يؤثر عملهم على عملنا اطلاقا.. .من جانبه يؤكد حميد احد اصحاب المطابع لـ ( الحـــدث ) عن التاثير الايجابي في هذا التغيير الجديد على واجهة شارع المتنبي بالقول : نشكر الجهود التي قامت بتنفيذ واعادة تاهيل المتنبي ونامل من الجهات المعنية ان تستمر بالادامة ومتابعة استمرار التنظيم الجديد وعدم رمي النفايات او وتوقف العربات والتكتك والدراجات النارية وغيرها في الشارع لما تعكسه من منظر متخلف عن اهمية الشارع ولاحظنا ايضا المتابعه من قبل اجهزة الرقابة لامانة بغداد في ان يحتفظ هذا الشارع بقيمته الجمالية والتاريخية وادامة المتابعه والمراقبة والتفتيش المستمر للمحافظة على جماليته ، ونامل ان تستمر الخدمات مستمرة ولاتتوقف الى هذا الحد لان الشارع اكبر من ان يهمل ويترك بدون متابعه، فالنظافة مطلوبة والتبليط لابد ان تكون فيه صيانة وادامة مستمرة ومتابعة اصحاب الدراجات النارية والعربات وغيرها من الستوتات التي تدخل الشارع بشكل عشوائي ؟ ـ وعن موضوع العمل والانارة في الشارع وديموته للعمل صباحا ومساء وليلا فهل انتم مستمرون بهذا الاتجاه فيقول الفنان يونس عمار لـ ( الحـــدث) : بصراحة نحن نامل ونتمنى ذلك وحسب التوجيهات الخاصة بالعمل ليلا، ومع انتشار القوات الامنية لتوفر اجواء امنة للعمل والسهر والمتابعه ويكون زوار وزبائن الشارع مستمرين ايضا في هذا المجال ،ولابد ان اشير الى اننا كنا في السابق نبقى حتى ساعة متاخرة من الليل ! وكلما توفر الامان كلما زادت ساعه العمل حتى وقت متاخر من الليل لانجاز الاعمال الطباعية وغيرها من حاجات الدوائر والمؤسسات الحكومية والاهلية وغيرها من متطلبات المطابع والمكاتب الفنية ، واليوم وبعد ان ظهر المتنبي بحلته الجديدة ومحلاته الجميلة وانارته ايضا فقد افرحنا جدا هذا التغيير كما سينعكس ايجابا على اعمالنا جميعا لانها واجهة ثقافية وادبية وحضارية لبلدنا وعراقنا ، ونتمنى كذلك ان تستمر الاعمال لتشمل بقية الازقة والدرابين القديمة بنفس الاتجاة واعادة تاهيلها لتعود الى سابق عهدها ومجدها ..     ـ اما يوسف البياتي احد رواد شارع المتنبي فيؤكد لـ ( الحـــدث ) : فرحة كبيرة اليوم بمناسبة افتتاح شارع المتنبي بحلته الجديدة حيث فتحت المتاجر من مكتبات ومحلات القرطاسية والمطابع والسكرين والفلكس وغيرها من مطاعم ومحلات مختلفة  أبوابها، فيما علت أصوات الأغاني العراقية من مكبرات الصوت في الشارع وسط الأجواء احتفالية، وتجول الزوار براحتهم في المكان بسلوك الشارع، حاملين هواتفهم الجوالة لتصوير الاحتفال.حيث استمر الاحتفال الى ليل بغداد بعد ان كان مقتصرا على التواجد حتى الساعه 5 مساء كحد اعلى واليوم سيكون مفتوحا حتى ساعة متاخرة من الليل..كما نتمنى ان تعاد هيبة ومكانة شارع الرشيد ضمن مشروع نهضة بغداد لتاهيله كما يجب وينبغي لانه احد الواجهات المعروفة عالميا ـ الاعلامي جهاد ابو حيدر فيقول لـ ( الحـــدث ): بلا شك ان هذا الشارع كان ولايزال منذ الستينات من شوارع بغداد العريقة والمهمة لانه يؤرخ تاريخ العراق، منذ العهد العثماني... وتوج الملك فيصل على مسافة قريبة من هنا والجميع يعرف جيدا ان المارة والرواد في المتنبي يعتبرونه الشريان الحيوي في العاصمة العراقية المشهور بمكتباته،واليوم وعند افتتاحه بعد إعادة ترميمه ، يجعلنا نشعر بإحساس جميل بأن هذه أول بقعة أصبحت بقعة جميلة في وسط بغداد وشعرت بالفرق بينها وبين الشوارع الأخرى وأتمنى أن يشمل التجديد شارع الرشيد المحاذي أيضاً، لانه شريان بغداد التراثي والفولكلوري.. ـ السيد حسين صاحب مكتبة الفلفلي يتحدث لـ ( الحــــدث ) عن بداية الترميم والاعمار للشارع بالقول :لقد شهدنا كيفية الشروع باعمار الشارع استغرقت أشهراً بعدما جرى تكسير أرصفته، وبات ممتلئاً بالحصي والرمال التي كان على المارة العبور من فوقها لدخوله ، حيث يبلغ طول الشارع نحو كيلومتر واحد، ويؤدي إلى إحدى ضفاف نهر دجلة، يتقدّمه تمثال كبير للمتنبي، وينتهي بنصب خطّ عليه بيت من أبيات قصائده الشهيرة ، وفي المكتبات والأكشاك التي يعجّ بها الشارع، يمكن للزائر أن يجد مجموعة متنوعة، من الكتب الحديثة باللغة الانكليزية أو العربية، إلى الكتب الجامعية والمدرسية، مختلطة بعضها ببعض، وحتى إصدارات قديمة مكدسة، والعديد من التحفيات والصور القديمة التي تؤرخ بغداد وتؤرخ العراق ومحطاته المختلفة . ـ اما الشاب طه ابن احد الباعة من شهداء المتنبي يؤكد للـ ( الحـــدث ): الجميع يعرف جيدا كيف تعرّض هذا الشارع الذي ينبض بالحياة، في الخامس من آذار/مارس 2007 لتفجير انتحاري بشاحنة أدى إلى استشهاد 30 مواطنا من باعة الى مارة  وزوار الشارعً وإصابة 60 بجروح ، حيث فقدت والدي السيد طه (رحمه الله) بسبب التفجير، ولم يكن رحمه الله يمتلك دكان او مكتبة ، فقد كان يفترش الارض في اية بقعة ويبيع فيها الكتب ، واليوم انا شخصيا اعمل في المتنبي لااعيل عائلتي ولانني كنت اصاحب ابي منذ كان عمري 10 سنوات ، وفي حينها لم اكن موجود ساعة التفجير .. رحم الله شهدائنا جميعا ..

مشاركة :