قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أن العالم يشهد أعلى نسبة تسجيل للحالات اليومية منذ بدء الجائحة، وموجات فيروس كورونا السابقة مرت بعدة مراحل، والموجة الأخيرة هي الأعلى، ويتضح من الأرقام المسجلة أنها عالية جداً ويُعزى ذلك إلى سرعة الانتشار الذي يتمتع بها متحور أوميكرون في هذه المرحلة حول العالم. وأضاف أن المنحنى الوبائي في المملكة يسجل موجة تواكب الموجة العالمية من حولنا، وتسارعًا عاليًا في الارتفاع في غضون 4 أيام، ونتوقع زيادة في الارتفاع، وقد يقل التسارع بالالتزام بالاحترازات الوقائية وتلقينا باللقاحات اللازمة له، مشيراً إلى أن أعداد الحالات التي تحتاج إلى الرعاية الصحية والتنويم والدخول في العناية الحرجة، معظمها حالات لم تستكمل جرعات اللقاحات، مشددا على أن الجرعة التنشيطية هي ملزمة للمتعافين من الفيروس، حيث أنها تُقلل من فرص الإصابة بالمتحورات، وتُقلل من فرص الإصابة بالفيروس، كما أن الحامل تحتاج إلى الجرعة التنشيطية. وأكد أن الدراسات التي تُجرى أشارت إلى أن الأعراض الطويلة الأمد أو المستمرة بعد الإصابة بفيروس -COVID - 19 قد تستمر لأسابيع أو شهور، إلا أن استكمال التحصين يحميك من الأعراض الطويلة، مبيناً أن عدد الجرعات المعطاة في المملكة تجاوز أكثر من 51 مليون جرعة، واستكمل التحصين أكثر من 23 مليون و100 ألف شخص. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، بمشاركة المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب، ومساعد الرئيس التنفيذي لمكافحة الأمراض السارية بهيئة الصحة العامة - وقاية الدكتور عماد المحمدي. من جانبه ذكر العقيد الشلهوب أن جائحة كورونا لا تزال تلقي بظلالها على دول العالم، وما زال مؤشر المنحنى الوبائي يتصاعد بشكل ملحوظ ومخيف، وقد يعود بنا إلى أيام لا نرغب في عودتها في حال عدم التزامنا بتطبيق الإجراءات الاحترازية، والمسارعة إلى أخذ اللقاحات، مبينا أنه بناءً على ما رفعته الجهات الصحية المختصة في المملكة بشأن الوضع الوبائي وتزايد الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد -19) والسلالات المتحورة منه فقد تقرر من يوم الخميس الماضي إعادة الإلزام بارتداء الكمامة وتطبيق إجراءات التباعد في جميع الأماكن (المغلقة والمفتوحة) والأنشطة والفعاليات. ونوه الشلهوب في هذا الصدد إلى مخالفة عدم استخدام الكمامة الطبية أو القماشية أو ما يغطي الأنف والفم معًا، أو عدم الالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي، بعقوبة قدرها (ألف ريال) وتضاعف العقوبة الموقعة في المرة السابقة عند التكرار وتصل إلى (مئة ألف ريال). وأكد أنه ابتداء من الأمس بدأ سريان تطبيق شرط تلقي الجرعة التنشيطية لاستمرار ظهور حالة (محصن) في تطبيق (توكلنا)، لكل من مضى (8) أشهر أو أكثر على تلقيهم الجرعة الثانية، وذلك للفئات العمرية (18) عامًا فأكثر، وسيكون ظهور حالة (محصن) في تطبيق (توكلنا) شرطًا للآتي: أولًا/ دخول أي نشاط اقتصادي أو تجاري أو ثقافي أو رياضي أو سياحي، ثانيًا/ دخول أي مناسبة ثقافية أو علمية أو اجتماعية أو ترفيهية، ثالثًا/ دخول أي منشأة حكومية أو خاصة، سواء لأداء الأعمال أو المراجعة، رابعًا/ ركوب الطائرات ووسائل النقل العام، ويستثنى من ذلك الفئات المستثناة من أخذ اللقاح وفق ما يظهر في تطبيق (توكلنا)، محذرا كل من يعمل على بث الشائعات ونشر معلومات مغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيال جائحة فيروس كورونا، التي من شأنها أن تسبب إثارة الهلع، بغرامة لا تزيد عن مليون ريال أو السجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن خمس سنوات أو بهما معًا، وفي حال تكرار المخالفة تضاعف العقوبة المقررة في المرة السابقة، لافتا الانتباه إلى أنه جرى خلال الأسبوع الماضي ضبط (8955) مخالفة للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من فيروس كورونا، فيما تم ضبط (4159) مخالفة في أول يوم منذ دخول قرار إعادة الإلزام بارتداء الكمامة في جميع الأماكن والأنشطة والفعاليات حيزّ التنفيذ، حيث تم التعامل مع جميع المخالفات المضبوطة، واتخاذ الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها. ودعا المتحدث الأمني لوزارة الداخلية الجميع إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والمبادرة إلى الإبلاغ عن مخالفيها بالاتصال بالرقم (911) في منطقتي الرياض ومكة المكرمة، والرقم (999) في بقية مناطق المملكة، كذلك بأرقام البلاغات للجهات الحكومية المشرفة على القطاع الخاص. وبهذا الخصوص نؤكد أن جميع الإجراءات والتدابير تخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة، وذلك بحسب تطورات الوضع الوبائي عالميًا. وأوضح أن المملكة حققت نتائج إيجابية في مواجهة الجائحة وللاستمرار في ذلك يجب على جميع أفراد المجتمع المسارعة إلى استكمال تلقي جرعات اللقاح والتقيد بالإجراءات الاحترازية، حفاظاً على صحتهم وسلامة الآخرين. من جانبه قال مساعد الرئيس التنفيذي لمكافحة الأمراض السارية بهيئة الصحة العامة - وقاية- الدكتور عماد لافي المحمدي: منذ رصد متحور أوميكرون في دول الجنوب الأفريقي وتصنيفه من منظمة الصحة العالمية في 26 نوفمبر الماضي كمتحور مثير للقلق، فما زال هناك استمرار في ارتفاع نسب متحور أوميكرون عالمياً حيث رُصدت الحالات المؤكدة من هذا المتحور في أغلب دول العالم، وأصبح المتحور هو المتحور السائد في كثير من الدول على سبيل المثال في جنوب أفريقيا وصلت نسبة متحور أوميكرون إلى أكثر من 94% من إجمالي العينات التي عُمل التسلسل الجيني لها وكذلك الحال في نيجيريا وأستراليا وبريطانيا حيث تجاوزت في هذه الدول الـ 60%. وأبان أنه من خلال النتائج الأولية للحالات والتقارير الصادرة من مختلف الجهات العلمية في العالم فإن متحور "أوميكرون" يمتاز بقدرة عالية على الانتشار وإحداث الإصابات الثانوية مقارنة بمتحور "دلتا" الذي كان سائد سابقاً حيث تتضاعف أعداد الحالات بمعدل يومين إلى 3 أيام وقد يعزى ذلك إلى قدرة المتحور على تخطي المناعة المكتسبة وخصائصه الخاصة في سرعة الانتقال، ويتزامن ظهوره مع ازدياد في أعداد الحالات المرصودة في أغلب دول العالم خلال الشهر الماضي. وفيما يخص فعالية اللقاح أكد إن المعلومات الأولية المنشورة عالميا تشير إلى أن الجرعة التنشيطية تحمي من الأعراض الشديدة والوفاة وأن احتمالية التنويم هي ما يقارب 8 مرات أكثر في غير مكتملي التحصين مقارنة بمكتملي التحصين ويوفر اللقاح حماية من التنويم في حال الإصابة تقدر ب 88% فيمن تلقوا الجرعة التنشيطية مقارنة بـ 72% بمن أكمل الجرعتين و52% بمن تلقى جرعة واحدة من اللقاح ذو الجرعتين، مشيرا إلى أن البيانات الحالية تبين انخفاض في خطر التنويم والوفاة للمصابين بمتحور أوميكرون مقارنة بالمصابين سابقا بمتحور دلتا ولكن بصورة عامة فإن الخطر العام المتعلق بمتحور أوميكرون مرتفع وذلك لسرعة انتقاله العالية، ملقيا الضوء على ما صدر بشأن عودة تطبيق البروتوكولات الوقائية والصادرة قبل تاريخ 15 أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى شرط اكتمال الجرعتين على الجميع الالتزام بلبس الكمامة في جميع الأماكن سواء المغلقة والمفتوحة وكذلك تطبيق التباعد الجسدي بمسافة متر ونصف في جميع الأماكن المغلقة والمفتوحة، وتوصي هيئة الصحة العامة وقاية بأهمية الالتزام بالبروتوكولات الوقائية الخاصة بالأنشطة والمنشورة على موقع الهيئة، كذلك المسارعة إلى استكمال جرعات اللقاح وأخذ الجرعة التنشيطية والمسارعة إلى عمل مسحة في حال ظهور أعراض تنفسية أو ارتفاع في درجة الحرارة، كذلك تجنب السفر خارج المملكة لغير ضرورة وبالأخص للدول عالية المخاطر وفقا لتقييم الوضع الوبائي والمنشور أيضاً على موقع وقاية.
مشاركة :