قبل أيام التقيتُ أحدَ الأصدقاء الذي نبهني لظاهرة خطيرة، يبدو بأننا غافلون عنها؛ فلايكاد يخلو ميدان أو شارع أو حائط في مختلف المناطق والمحافظات من لوحات إعلانية، تُـخَــاطب المجتمع وتدعوه للتواصل مع أرقام هـواتف مجهولة المصدر؛ لأغْــراض ومَــآرب متنوعة!! لن نتكلم عن تلك الإعلانات التي يؤكد أصحابها قدرتهم على تسديد قروض البنوك، تمهيداً لحصول العَـمِـيْـل على قَــرض آخر؛ فأولئك لم نسمع عن ملاحقتهم؛ ورغم أن البنوك أعلنت براءتها منهم؛ إلا أني أَمِــيْــل لوجود علاقة مشبوهة ومصالح مشتركة بين بعض العاملين في البنوك وبين أولئك الهوامير!! لكن الأخطر في تلك الإعلانات والأرقام المشبوهة ما يَـظْـهَــرُ أنه لمُـدَرّسِــيْــن خُـصوصيـيـن، يزعمون أنهم من أصحاب الخبرة في شتى العلوم والمعارف ولكافة المستويات الدراسية!! فهناك طائفة من الأُسَــر تستجيب لتلك الدعوات، فَـتَـفْـتَــح بيوتها، وتُـسَــلّــم أبناءها لأولئك المعلمين المجهولين؛ الذين ربما كان بعضهم هَـدفه البعيد ليس البحث عن (الـمَــكاسِــب المادية) بل الوصول للطلاب والطالبات، وجَــرّهم بطريقة أو أخرى نحو محطة التجاوزات الأخلاقية، والاستغلال والابتزاز والتَـحَـرش، وكذا إغراقهم في مستنقعات التطرف والأفكار الضالة والجماعات الإرهابية التي تسلك مختلف الـسّـبُــل للوصول لعقول وقلوب شبابنا!! أجزم ..كفانا (طيبة وغَـفْــلَــة)، وحَـان الوقت لأن تقوم المؤسسات المعنية بدورها في ملاحقة مَــن يُــروّجــون لتلك الأرقام، ومعاقبتهم والتشهير بهم في مختلف وسائل الإعلام! هَــمْــسَــة: قبل أيام كنتُ في مطار المدينة المنورة الجديد فصادفتُ زيارة (فَـريق من مجلس الشورى) لــ (المطار) الذين سمعوا من المسئولين فيه بأن كلّ شيء في التمام والكمال؛ لكن يا ليتَ أولئك الأعزاء من (الشورى) تكبدوا عَـنَـاء السفر وزاروا (ذاك المطار) عندما تعالت الأصوات مِـن سوء خدماته، وعندما عانى المسافرون من التّـكَـدس والحَــرّ وانقطاع المياه، كنتُ أتمنى لو أنهم سمعوا من المسافرين، ومن أولئك الموظفين المساكين الذي تتأخر رواتبهم!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :