من المنتظر أن تتعرض أسعار النفط والسلع الأولية الأخرى إلى ضغوط جديدة غداً (الإثنين)، بفعل مخاوف من مزيد من تباطؤ الإقتصاد العالمي بعد الهجمات التي استهدفت باريس الجمعة الماضي. ويعتبر النفط قرب أدنى مستوياته في ستة أعوام، ومن المعتقد أن الطلب القوي عامل رئيس يحول دون مزيد من انحدار الأسعار، في ظل تفاقم تخمة المعروض النفطي العالمي بسبب الإمدادات الوفيرة. وقالت أمريتا سين من شركة «إنرجي أسبكتس»، إن «الرهان الحالي على انخفاض الأسعار قد يبدو مضراً بالطلب، ولذا قد تتراجع الأسعار أكثر»، مضيفة أن «بيعاً في الأجل القصير قد تتبعه موجة صعود في الأجل المتوسط إذا اعتقد الناس أن أحداث باريس قد تفضي إلى تصاعد خطر في التوترات بالشرق الأوسط». وذكر محللون من مجموعة «أوراسيا»، أن «من المرجح أن تقوض الهجمات قدرة الحكومة الفرنسية على التركيز على تحسين الاقتصاد». وتبدو الأسهم العالمية بالنظر إلى تداعيات المال الأوسع نطاقاً، بصدد تراجع قصير المدى غداً، لكن محللين يتوقعون تأثيراً إقتصادياً طويل الأمد، أو تغيراً في الاتجاهات السائدة للسوق. وقال كبير المحللين في «أكتيف تريدز» كارلو ألبرتو ديكاسا، والمحلل في «إنتل أف سي ستون» إيد ماير، إنهما «يتوقعان انتعاشاً متوسطاً في أسعار الذهب، نظراً إلى التكهنات بأن أسعار الأسهم والسلع الأولية ستتراجع». وذكر أوليفييه جاكوب من «بتروماتركيس» الإستشارية، أن «الناس في فرنسا مصدومون وعازفون عن التسوق، ويمكن أن يستمر ذلك أياماً عدة»، مضيفاً أن «باقي العالم لم يتأثر بعمق كافٍ لتغيير سلوك المستهلكين». وتابع أن «تأثير هجمات باريس على الأسعار، سيكون قصير الأجل على الأرجح»، مشيرا إلى أنه «قد يؤدي الهجوم إلى تغيير السياسة الخارجية لفرنسا، وتركيزها على الشرق الأوسط». وصرح مندوب خليجي في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك)، «أعتقد أن الأسعار قد تستمد بعض الدعم في الأجل المتوسط، بسبب تنامي التوترات الجيوسياسية، لا سيما إذا أخذ المجتمع الدولي خطوات إضافية لتقليص تهريب النفط وضرب المنشآت النفطية التي تخضع إلى سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية والعراق». لكنه اتفق مع الرأي القائل، بأن الأسعار ستبقى تحت الضغط في المدى القصير، قائلاً «لا ريب أن أي قيود إضافية، حتى إذا كانت ستضمن سلامة المسافرين، ستكبح حركة النقل. أنظر مثلاً ماذا حدث بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)»، مضيفاً أن «الأسواق يمكن أن تتفاعل بناء على تفاصيل مدى شدة القيود في أنحاء فرنسا وبقية أوروبا، وإلى متى ستستمر». وقال محلل سوق الطاقة لدى مصرف «آي إن جي»، حمزة خان، إن «التحالف الغربي قد يبدأ الآن استهداف الحقول النفطية ومصافي التكرير التي يديرها تنظيم داعش، لكن المخاطر لن تتجاوز تدمير الإمدادات السورية الشحيحة بالفعل».
مشاركة :