تفاصيل إعدام 30 ألف معارض إيراني

  • 1/2/2022
  • 20:29
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

30 ألف معارض تخلص منهم نظام الملالي دفعة واحدة، في واحدة من أشهر المجازر التي شهدها التاريخ المعاصر، وفي واقعة ما زالت تمثل وصمة عار لحكام طهران منذ 44 عاما وحتى الآن.يذكر الباحث في الشؤون الإيرانية نزار جاف، تفاصيل جديدة عن مجزرة 1988 الشهيرة، ويكشف للمرة الأولى أن مؤسس الثورة آية الله الخميني قال لأتباعه بشكل واضح: اقتلعوهم قبل أن أموت. ويؤكد أن أكثر التهديدات والتحديات التي تواجه النظام منذ بداية تأسيسه وحتى الآن، هو دور ونشاط وشعبية منظمة مجاهدي خلق بين أوساط الشعب الإيراني، مؤكدا أن النظام لم يأل جهدا أو مسعى مهما کان نوعه وحجمه إلا وبذله من أجل القضاء على هذه المنظمة وطي صفحتها إلى الأبد.تياران سياسيانيقول الباحث في الشؤون الإيرانية نزار جاف «الحديث عن الجهود المختلفة والتي کانت بصيغ وأشکال عدة من أجل تصفية المنظمة، حديث ذو شجون، ولا سيما أنه يکشف عن الوجه الحقيقي لهذا النظام، من حيث تعامله مع خصومه، خاصة الخصم الذي يقف ندا له، وأنه ومنذ اليوم الأول لسقوط نظام الشاه وبداية نظام الوالي الفقيه، تمخض ذلك عن بروز تيارين سياسيين فکريين متنافسين، الأول کان يمثله التيار الديني المتشدد في الثورة، والذي کان يتزعمه الخميني، فيما تجسد التيار الثاني منظمة مجاهدي خلق.توظيف الدينويرى الكاتب أن التيار الذي کان يقوده خميني، يتبنى تفسيرا رجعيا وعقائديا للإسلام، ويقوم باستخدام وتوظيف الدين من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، فيما يروج التيار الثاني «أي مجاهدي خلق»، لنهج ديمقراطي متسامح وانفتاحي على الآخر ومتقبل له، وهو نهج يتفق عليه معظم الإيرانيين ويرون فيه السبيل الأمثل للتعامل والعيش في ظله، ولکن يبدو أن الاختلاف بين التيارين أصبح خلافا لا يمکن أبدا حله وحسمه بالحوار، بل إنه صار خلاف حياة أو موت، وهذا ما عکسه وجسده هذا النظام وبصورة عملية في مجزرة صيف 1988، التي راح الآلاف من السجناء السياسيين الإيرانيين ضحيتها، وکان جلهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، في الوقت الذي جعلت فيه الأخيرة شعار إسقاط النظام، شعارا مرکزيا لها.مجزرة 88ووفقا للكاتب، فإن محاکمة حميد نوري، أحد مرتكبي مجزرة عام 1988 في سجني إيفين وجوهردشت سيئي السمعة، أمام محكمة في ستوكهولم منذ 10 أغسطس 2021، أحرجت النظام الإيراني مرة أخرى أيما إحراج، ولا سيما أن هذه المحاکمة تأتي بعد تلك المحاکمة التي جرت للدبلوماسي الإرهابي أسدالله أسدي وعصابته من أمام محکمة بلجيکية بتهمة التخطيط لتفجير التجمع السنوي للمنظمة في باريس عام 2018، وصدور أحکام بسجنهم لأعوام طويلة.واللافت للنظر ـ وفقا لجاف ـ أنه وکما کانت مجزرة 1988، بمثابة جريمة سجني إيفين وجوهردشت، فإن عملية تفجير التجمع السنوي للمنظمة في عام 1988، والذي حضره قرابة الـ100 ألف، فيما لو کتب لها النجاح، فإنها کانت أيضا ستكون مجزرة مروعة وجريمة ضد الإنسانية وبامتياز، وهذا يدل على أن عقلية وأسلوب هذا النظام منذ تأسيسه ولحد يومنا هذا لم يختلفا ولن يختلفا، فهو نظام متحجر لا يقبل التغيير أبدا!اعترافات منتظريفي الـ20 من ديسمبر 2021، نشرت وكالة مهر للأنباء، المقربة من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، مقابلة مطولة حول المسؤول الثاني السابق في النظام الحاكم في إيران، آية الله حسين علي منتظري، والذي جرى في عام 1985 تعيينه رسميا خلفا لمؤسس النظام روح الله الخميني. ولكن في عام 1989، قبل وفاة الخميني، تم تجريد منتظري من اللقب بشكل غير رسمي، ونبذه علنا، ووضع في النهاية قيد الإقامة الجبرية حتى وفاته في عام 2009، علما بأن الإعلام الرسمي للنظام وبعد تعيينه بصفة الرجل الثاني في النظام کان يصفه بـ»أمل إمام الأمة»، وهي صفة أغدقها الخميني على المنتظري ثم لم يعد لها من ذکر بعد موقف المنتظري المناهض لمجزرة 1988، ورفضها والدعوة لإيقافها.في المقابلة المطولة التي نشرتها «وکالة مهر»، شرح مسؤول كبير في وزارة المخابرات، مجهول مسار، سياسات منتظري ما بعد ثورة 1979، مع التركيز بشكل خاص على التطورات المتعلقة بالمعارضة الرئيسية (مجاهدي خلق).مكاتب السلطةسئمت سلطات النظام من النفوذ السياسي لمنظمة مجاهدي خلق، ليس فقط داخل المجتمع ككل، ولكن أيضا من «التسلل» المحتمل إلى مكاتب السلطات العليا، وأمر الخميني وزارة المخابرات بإيلاء اهتمام خاص لأنشطة مكتب منتظري، وقال مسؤول المخابرات إنه حتى قبل الثورة، فإن البعض في مكتب منتظري، بما في ذلك صهره، تعاطفوا مع منظمة مجاهدي خلق وقضيتها.ويستطرد هذا المسؤول «تحول موقف السيد منتظري تدريجيا إلى دعم منظمة مجاهدي خلق، في البداية انتقد أساليب وكيفية تعامل الدولة مع منظمة مجاهدي خلق، وعاما بعد عام، ازدادت حدة الدعم لمنظمة مجاهدي خلق حتى وصلنا إلى عام 1988 عندما اتخذ موقفا صريحا ضد الخميني والدولة أثناء دعمه لمنظمة مجاهدي خلق».مظالم وجرائميعترف المسؤول بأن عددا من عائلات المسجونين المتعاطفين مع منظمة مجاهدي خلق التقوا مع منتظري وأتيحت لهم الفرصة للتعبير عن مظالمهم والجرائم المرتكبة ضدهم.ويضيف «هذا هو الاتجاه الذي دفع السيد منتظري في عام 1988 للدفاع عن منظمة مجاهدي خلق ضد الخميني والدولة»، وفي عام 1988، من خلال مرسوم ديني مكتوب بخط اليد نشره منتظري لاحقا في مذكراته، أمر الخميني بالقضاء على مجاهدي خلق، وأمر بذلك أنصاره في السجون في جميع أنحاء إيران، وبعد ذلك، وفي غضون بضعة أشهر، أعدم النظام نحو 30 ألف سجين سياسي، أكثر من 90% منهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق.انحرافات النظامويبدأ مسؤول المخابرات بوصف منتظري بأنه تلميذ سابق للخميني و»ممثله المعين بسلطة كاملة». ثم يوضح كيف أصبح الخميني ودائرته الداخلية حذرين من التطورات في مكتب منتظري، مما أجبر الخميني في نهاية المطاف على فصل منتظري من جميع ألقابه الرسمية، لا سيما بعد أن احتج الأخير على مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي، الغالبية العظمى منهم ينتمون إلى منظمة مجاهدي خلق. الملاحظ أن جانبا کبيرا من مقابلة وكالة مهر ركز بشكل مكثف على موقف منتظري تجاه منظمة مجاهدي خلق.يقول مسؤول المخابرات إن الخميني حذر في عام 1983 سلطات النظام من أن «المجرمين» أي المعارضين «يسعون لاستغلالكم شخصيا وسيرغبون في التسلل إلى مكاتبكم لإحداث انحرافات داخل النظام».اقتلاع المعارضةويؤكد الباحث أن ما يلفت النظر هو ما كشف عنه مسؤول المخابرات في هذه المقابلة من أنه في وقت مبكر من عام 1983، أمر الخميني مرؤوسيه «باقتلاعهم (مجاهدي خلق) قبل أن أموت»، وهو ما يشير إلى قلق وتوجس الخميني من استمرار دور ونشاط وتأثير المنظمة حتى بعد موته، ولذلك فإنه أراد حسم الأمر قبل أن يغادر الدنيا، كما يوضح أيضا وبجلاء أن الخميني كان ينوي القيام بإبادة جماعية غير مسبوقة ضد منظمة مجاهدي خلق منذ بداية حكمه، وهي خطة بلغت ذروتها في مجزرة عام 1988.ويختم تحليله قائلا «هناك ملاحظة أخيرة مهمة أريد ذکرها، هي أن الشعار الذي رفعته منظمة مجاهدي خلق والداعي لإسقاط النظام، قد ردده الشعب الإيراني خلال انتفاضات 2009 و2017 و2019، وحتى خلال انتفاضة أصفهان التي أعلن النظام الأحکام العرفية في أصفهان من أجل إخمادها، وفي هذا الأمر ما يبرر السبب الکامن وراء سعي النظام لتصفية وإبادة مجاهدي خلق عن بکرة أبيها، لکن الذي يتجاهله النظام هو أن رسالة مجاهدي خلق لم تصل للشعب الإيراني فقط وإنما يعمل بها».أرقام من مجزرة 1988 : 19 وليو 1988 بدأت حملة الإعدامات5 أشهر كاملة شهدت عمليات الإعدام31 محافظة إيرانية شهدت المجزرة30 ألف شخص جرى إعدامهم4482 سجينا اختفوا في ذلك الوقت وفقا لمنظمة العفو

مشاركة :