تحقيق إخباري: تدهور وضع بحيرة قارون المصرية وصيادوها يعانون من البطالة

  • 1/2/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعرضنا لبطالة عصيبة وضيق في الرزق بعد توقف إنتاج بحيرة قارون من الثروة السمكية وتدهور وضعها، هكذا قال رجب خيرالله شيخ الصيادين بالبحيرة الموجودة في محافظة الفيوم جنوب القاهرة. وتعد بحيرة قارون، التي تبلغ مساحتها 1385 كيلو مترا مربعا، من أقدم البحيرات الطبيعية في مصر، وإحدى المحميات الطبيعية النادرة. وتعاني البحيرة من مشكلات عديدة بسبب وضع الصرف الزراعي والصناعي والصحي فيها، ما أدى إلى تلوث البحيرة وارتفاع نسبة الأملاح في مياهها وبالتالي توقف إنتاج الأسماك. وأضاف خير الله لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن نحو 650 مركبا كانت تعمل في البحيرة توقفت عن الصيد بسبب توقف إنتاجها من الأسماك. وأشار إلى أن الصرف الصناعي والصحي مازال مستمرا حتى الآن في البحيرة، وهناك تقاعس عن حل المشكلة. وواصل "كنا في الماضي قبل تدهور البحيرة، نشرب من مياه البحيرة.. لكن الآن رائحة البحيرة لا تطاق ومن ينزل في مياهها يصاب بالحكة والهرش". وتابع أن "هناك وعودا (من قبل الدولة) بصرف تعويضات للصيادين لكن لم يحدث ذلك حتى الآن، ونتعرض لبطالة عصيبة وضيق في الرزق". وإلى جانب كونها مصبا للصرف الزراعي والصناعي والصحي، تعاني بحيرة قارون أيضا من "الأيزوبودا"، وهو حيوان قشري عديد الأرجل وموطنه الأصلي خليج كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وقال عطا الله عبد التواب رئيس محطة مياه إحدى القرى المطلة على بحيرة قارون، إن طفيل "الأيزوبودا" يهاجم جميع أنواع الأسماك في بحيرة قارون، حيث تمثل الطبيعة المغلقة للبحيرة وتلوثها الشديد وارتفاع نسبة الملوحة بها بيئة حاضنة لهذا الطفيل وتمنحه القدرة على شل حركة الأسماك إذ يهاجم الطفيل خياشيم الأسماك ما يؤدي إلى حدوث أسفكسيا الخنق للأسماك. وأضاف عبدالتواب لـ ((شينخوا))، أن مساحة بحيرة قارون 1385 كيلو مترا مربعا منها حوالي 215 كيلو مترا مربعا كمسطح مائي تمثل 15.5% من إجمالي مساحة المحمية، ويتراوح عمقها بين خمسة أمتار شرقا إلى 12 مترا غربا. وأوضح أن درجة ملوحة مياه البحيرة حاليا 40 جراما في اللتر الواحد، حسب دراسات المعهد القومي للبحوث، ما وفر بيئة حاضنة لظهور طفيل "الأيزوبودا" بل وتوحشه حتى بات يهدد بتحويل البحيرة إلى بحيرة ميتة. من جهته قال موسي منعم، وهو صياد من قرية شكشوك المطلة علي بحيرة قارون، إن البحيرة "كانت مصدر رزقنا الوحيد في صيد الأسماك الذي توارثناه عن أجدادنا". وأضاف أن السماح للمصانع بصب صرفها في بحيرة قارون تسبب في تكوين ترسبات بقاع البحيرة تنبعث منها عفونة شديدة تقتل الأسماك حتى وصل إنتاج البحيرة من الأسماك إلى مستوى الصفر. ولم تتوقف الخسائر على تفشي البطالة بين الصيادين بل طالت أدوات الصيد والمراكب التي تعرضت للتلف، حسبما ذكر عيد عبدالهادي أحد الصيادين الذين كانوا يعملون بالبحيرة لـ ((شينخوا)). وقال عبد الهادي إن "كل صياد تعرض لخسائر في معداته بسبب توقف الصيد ولم نتلق أية تعويضات حتي الآن". بدوره أوضح صلاح النادي عضو هيئة الثروة السمكية بمحافظة الفيوم أن إحصائيات الهيئة تكشف تراجع إنتاج بحيرة قارون من الأسماك من 4522 طنا في عام 2014 إلى 1109 أطنان في 2015 ثم إلى 873 طنا في 2016 بعد ظهور طفيل "الأيزوبودا" حتى تدهورت إنتاجية البحيرة في الوقت الحالي. وأردف النادي لـ ((شينخوا))، أن التحاليل التي أجرتها هيئة الثروة السمكية أرجعت ظهور طفيل "الأيزوبودا" الذي يتسبب في نفوق الأسماك إلى ارتفاع معدلات التلوث الكيميائي والميكروبيولوجي ونسبة الأمونيا في مياه بحيرة قارون، فضلا عن الانخفاض الحاد في تركيز الأكسجين. وكانت البحيرة تصنف على أن أصلها نهري، باعتبار أن مياه الفيضان كانت مصدر مياهها، أما الآن باتت مياه الصرف الصحي والزراعي مصدر مياهها، وفقا للنادي. لكن محافظ الفيوم أحمد الأنصاري أكد حرص الدولة على إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون كونها كانت مصدرا للثروة السمكية ومصدر عمل مباشر وغير مباشر للكثير من أبناء المحافظة. وأضاف أن مشروع رفع كفاءة محطة الصرف الصناعى بمنطقة كوم أوشيم والقرض الأوروبى لتنفيذ مشروعات الصرف الصحى وكذلك تنفيذ مشروع جديد لاستخلاص الأملاح من بحيرة قارون جميعها عوامل مؤثرة بالإيجاب فى تحسين خواص مياه البحيرة وتخفيض نسبة الملوحة بها. وأشار إلى أن مجموعتي عمل من أكاديمية البحث العلمى وهيئة الثروة السمكية تقومان حاليا بإجراء تحليل لخواص مياه بحيرة قارون، كل على حدة، وسيتم استعراض كافة النتائج لوضع خطة عمل واضحة للسيطرة على مشكلات البحيرة وعودتها إلى سابق عهدها من الإنتاج السمكى.

مشاركة :