محاولات تجميد الوضع الراهن في ليبيا لا تقنع واشنطن |

  • 1/3/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جددت الولايات المتحدة دعمها للعملية الانتخابية في ليبيا، حيث نوه السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند بأن واشنطن ستواصل العمل مع القادة الليبيين والشركاء الدوليين، وهو ما يؤكد عدم اقتناعها بمحاولات تجميد الوضع الراهن التي يقودها رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة مدعوما ببريطانيا وتركيا. واعتبر السفير الأميركي لدى ليبيا نورلاند أن زخم الانتخابات في ليبيا لا يزال قويا وهو ما يظهر من خلال تسجيل نحو مليونين ونصف مليون بطاقة انتخابية. وقال نورلاند في تصريح نشرته السفارة الأميركية على تويتر إن بلاده تشارك ما وصفه بـ”خيبة الأمل” التي يشعر بها الكثير من الليبيين، بسبب تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي. وأضاف أن “القادة الليبيين يعملون بجد لمحاولة إعادة جدولة انتخابات واقعية في إطار زمني مبكر”، معبرا عن دعم بلاده للعملية الانتخابية، ومشيرا إلى أن واشنطن ستواصل العمل مع القادة الليبيين والشركاء الدوليين. كما ذكّر بما تم تحقيقه في ما مضى، ومن ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي ظل ساري المفعول منذ شهر أكتوبر من العام 2020، فضلا عن التواصل بين الأطراف الليبية وإعادة فتح الطريق الساحلي، ومؤتمر استقرار ليبيا الذي وصفه بالناجح، في شهر أكتوبر الماضي. نيد برايس: واشنطن تقف إلى جانب الليبيين من أجل إجراء الانتخابات وفضلا عن تصريحات السفير الأميركي فقد أعلنت الولايات المتحدة تأييدَها لتحركات الشارع الليبي المطالِب بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ للبدء في بناء مؤسسات شرعية للبلاد. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن تقف في صف الشعب الليبي وتدعم أي عملية لتعزيز استقلالية البلاد، محملا “السلطات الليبية المعنية مسؤولية تحديد موعد جديد للانتخابات في أسرع وقت”. وأضاف أن “واشنطن ستواصل دعمها للجهود المستمرة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ولتعزيز عملية يقودها ويملكها الليبيون؛ من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة”. وكانت بعثة الأمم المتحدة أعربت عن أصدق الأمنيات للشعب الليبي بحلول العام الجديد، آملة أن يجلب معه السلام ويعزز التوافق والمصالحة الوطنية. وقالت البعثة إنها لن تدخر وسعا في مساندة الشعب الليبي في سعيه لتحقيق الاستقرار والازدهار وترسيخ الوحدة من خلال العملية الديمقراطية التي يتطلع إليها الليبيون. وعبرت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا ستيفاني ويليامز في رسالة تهنئة لليبيين عن أمانيها بأن تستعيد ليبيا مكانتها وتُصان سيادتها وتُحمى مقدراتها. وأعربت ويليامز خلال تغريدة على تويتر عن أمنيتها أيضا بأن تتعزز في العام الجديد “الثقة بين الليبيين وتتحقق فيه إرادتهم بإجراء انتخابات وطنية شاملة ونزيهة وذات مصداقية”، مشدّدة على أهمية توفير وضمان الظروف الملائمة للحفاظ على تقدم العملية الانتخابية في ليبيا، مؤكدة التزام الأمم المتحدة بدعم السلطات الوطنية المعنية بالاستجابة لتطلعات الليبيين في الانتخابات. وقالت “في كل اتصالاتي مع الأطراف الليبية والشركاء الدوليين، أكرر التزام الأمم المتحدة الراسخ بدعم السلطات الوطنية المعنية بالاستجابة للتطلعات المشروعة والقائمة لـ2.8 مليون ناخبة وناخب في أرجاء ليبيا”. ستيفاني ويليامز: نأمل أن تستعيد ليبيا مكانتها وتُصان سيادتها وتُحمى مقدراتها وفي سياق التوافق الدولي الحالي حول ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية الليبية، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الحديث مع نظرائه الأميركي والألماني والبريطاني كان مثمرا للغاية، مشيرا إلى أنهم تناولوا العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ضرورة إعطاء جميع الأولويات في الوقت الحالي إلى عقد انتخابات رئاسية سريعة في ليبيا. وكان كل من وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن ووزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان ووزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس ووزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بايربوك قد تبادلوا اتصالا هاتفيا مجمعا، للنقاش حول العديد من الملفات أبرزها الملف الليبي. وكشفت وسائل إعلام ليبية نقلا عن وكالة أنباء أفريقيا الوسطى عن منافسة تجمع ثلاثة مرشحين مثيرين للجدل ليحلوا محل المبعوث الأممي إلى ليبيا المستقيل السلوفاكي يان كوبيش. وذكرت الوكالة الأفريقية أن المرشحين هم البريطاني نيكولاس كاي والزيمبابوي ريزيدون زينينغا والأميركية ويليامز. وأكدت الوكالة أن هناك ثلاث كتل تتنافس على تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا، الكتلة الأولى بقيادة الولايات المتحدة وتضم فرنسا والمملكة المتحدة العضوين الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى العديد من الدول الأوروبية، وقد رفضت هذه الكتلة تعيين شخصية أفريقية في هذا المنصب وتفضل أن يكون المبعوث الجديد أوروبيا أو أميركيا. وفي إطار دعم واشنطن للاستحقاق الانتخابي في ليبيا، التقى نورلاند رئيس مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات منذ أسبوعين بمقر مكتب ليبيا التابع لوزارة الخارجية الأميركية في العاصمة التونسية. وأكد السفير الأميركي خلال اللقاء دعم بلاده القوي للاستحقاق الانتخابي والمفوضية العليا من أجل الوصول إلى نتائج انتخابات حرة ونزيهة بخلاف التحذير من محاولات عرقلة الاستحقاق، بعد ساعات من التصعيد في الداخل الليبي من جانب الميليشيات المسلحة. وتسود الشارع الليبي حالة من الغضب بسبب تأجيل الاستحقاق الانتخابي، في ظل حالة الغموض حول الموعد الجديد للاستحقاق، حيث أنه يعد المخرج الوحيد للأزمة التي ضربت البلاد على مدار عقد من الزمان.

مشاركة :