هل يتدخل الشيخ الجليل «أحمد الطيب»؟! دائمًا ما يردد المصريون أن «ربنا مسلط أبدان على أبدان»، وهى جملة تختصر وتلخص تجارب وخبرات سنوات طويلة عاشها المصريون على مدار تاريخهم.. لكن تلك الجملة المعبرة عن ثقافة شعب أدمن العيش والبقاء والاستمرار تحت أى ظروف وأى أوضاع، سيئة كانت أم جيدة، يسعى باستمرار لتغيير الأوضاع القائمة للأفضل، شعب يعيش فى جهاد يومى من أجل لقمة العيش وتأسيس حياة أفضل رغم جميع المعوقات التى تواجهه، ولا تستثنى من ذلك الإجراءات الحكومية المعقدة، والروتين، والقرارات الاقتصادية المفاجئة أو الصعبة، وأيضًا «التسلط» أو التعسف فى استخدام السلطة تحت دعاوى الدين أو القيم الاجتماعية والثوابت، وغيرها من العناوين الرنانة التى تمنح التجارب التاريخية للشعب المصرى زخمًا يضاف إلى تاريخ طويل وحافل من التجارب التى تلخصها الجملة السابقة. خلال الأيام الماضية وعلى مدى عدة لقاءات استمعت بشغف لتجربة تعيشها ٤ أسر مسيحية منذ ٧ سنوات فى «كشك» لا تزيد مساحته عن ٤ أمتار طولًا وعرضًا، جميع أفراد تلك الأسر الأربع والتى تشاركها أسرة مسلمة، تأكل وتشرب وتعيش مما يدره هذا الكشك الواقع فى شارع السبق بحى مصر الجديدة الهادئ، وعلى مدار السنوات السبع تمكن أفراد تلك الأسر من تنظيم العمل بـ«الكشك» على شكل ورديات بحيث يفتح باب الرزق على مدار ٢٤ ساعة ٧ أيام فى الأسبوع.. أحدهم يقوم بشراء البضاعة، وآخر مختص بالحسابات مع التجار، وثالث أثبت جدارة فى البيع والشراء فى أوقات الذروة، ولذلك عليه التواجد أغلب الوقت فى «الكشك» يبيع للزبائن ويطلب من المسئول عن شراء البضائع ما ينقص باب الرزق من بضائع نفدت أو استرجاع ما انتهت صلاحيته للشركة المنتجة. عمل يومى يقوم به أفراد الأسر للإنفاق على أنفسهم وذويهم بالحلال، وليس من قبيل المبالغة إذا وصفناهم بخلية النحل، لأنه بحسبة بسيطة يقوم بها أى شخص، وليس خبير اقتصاد، سنجد أن ما يدره باب الرزق هذا بالكاد سيكفى للعيش على حد الكفاف، أو على حافة الحياة الكريمة، لكنه فى الوقت نفسه يجنب أفراد تلك الأسر المال الحرام. جميعهم مغتربون، من صعيد مصر، وهكذا تشكلت حياتهم تدريجيًا منذ سبع سنوات، ورديات، وبيع وشراء، وسعى دائم ومتواصل لتحسين سبل الحياة، لكن ولأن «ربنا مسلط أبدان على أبدان» جاءت أعمال تطوير الشارع الذى يقع فيه «الكشك» كبداية لمرحلة جديدة من المنغصات الحكومية، أو «التعسف» حسب ما تشير إليه تفاصيل ما يحدث فى الوقت الحالى مع الشركاء فى باب الرزق. «الكشك» يقع على بعد نحو عشرين مترًا من معهد فتيات مصر الجديدة الأزهرى، وتطلب نقله نحو ٥ أمتار للأمام من مكانه الملاصق لسور المعهد، وعند عودته لمكانه المعتمد حكوميًا والمرخص، والذى بناء عليه يقوم الشركاء بسداد فواتير المرافق منذ ٧ سنوات، رفضت مديرة المعهد الأزهرى تمامًا بدعوى أنه لا يجوز وجوده فى هذا المكان خوفًا على الفتيات!. هكذا وبجرة قلم وبعد أن قدمت مديرة المعهد شكوى بهذا الكشك لمسئولى الحى تم إغلاق باب الرزق الحلال، ولا أعلم ما سلطة المعهد الأزهرى على محيطه خارج أسواره، لكن ما أعلمه جيدًا أن ما حدث لا يرضى شيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، فهل يتدخل ويساهم فى استمرار عمل باب الرزق الحلال دون «منغصات»، مع العلم أنه طوال السبع سنوات لم يحدث أن تسبب فى أذى لطالبات المعهد، كونه فى الأساس يبعد نحو ٢٠ مترًا عن بابه، فى حين أكد مسئولو الحى للشركاء أن مشكلتهم مع مديرة المعهد، وأن الحى لا يملك أى أسباب قانونية للإغلاق.. فهل تتدخل يا شيخنا الجليل؟.
مشاركة :