التقى الرئيسان الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب إردوغان في أنطاليا أمس على هامش قمة العشرين المنعقدة حاليا في تركيا، والتي بدأت أعمالها أمس. وسيطرت قضايا الحرب على الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش المتطرف على أجندة اللقاء، إلى جانب مناقشة موضوع الرقابة على الحدود السورية ومنع تسلل المتطرفين من وإلى سوريا، في الوقت الذي فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من الشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب على الحدود التركية - السورية مما أدى إلى إصابة خمسة شرطيين بجروح. وقال إردوغان عقب اللقاء إن قادة الدول وحكومات العشرين دولة الأكبر اقتصاديا في العالم سيوجهون رسالة قوية وصارمة حول مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الدامية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي، وأوقعت 132 قتيلا ومئات الجرحى. وأضاف: «ردنا على الإرهاب سيكون قويا وصارما، وسيكون عبر قمة العشرين». إلى ذلك، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بـ«مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم داعش، متحدثا على هامش قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في أنطاليا بتركيا بعد يومين على اعتداءات باريس الدامية. وقال أوباما للصحافيين بعد لقاء مع نظيره التركي: «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف ضد جماعة داعش الإرهابية لضمان انتقال سلمي في سوريا، والقضاء على (داعش) كقوة يمكنها أن تتسبب في كثير من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة وأنحاء أخرى من العالم». واتفق أوباما وإردوغان على تقديم الدعم لفرنسا في تعقب مرتكبي اعتداءات باريس وتعزيز حملة «القضاء» على تنظيم داعش، وأدان الرئيس الأميركي إطلاق النار والتفجيرات في باريس التي وقعت ليل الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، كما أدان التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في أنقرة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) وأودى بحياة 102 شخص. وأضاف أوباما: «قتل الأبرياء على أساس آيديولوجية مشوهة ليس اعتداء على فرنسا أو تركيا فقط، بل هو هجوم على العالم المتحضر»، مشيرًا إلى أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستعمل على زيادة الضغط على تنظيم داعش، وسيسعون إلى حلّ القضية السورية بالطرق السياسية، مفصحًا في هذا السياق عن أنّه بحث مع إردوغان التطورات الحاصلة في اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بالقضية السورية، أول من أمس في فيينا. كما تطرّق أوباما إلى أزمة اللاجئين، موضحًا أنّ الولايات المتحدة الأميركية قدّمت مساعدات إنسانية كبيرة للاجئين السوريين، وأنّ بلاده ستقدم مزيدا من المساعدات إلى تركيا ودول القارة الأوروبية، وأنها ستعمل على تخفيف عدد اللاجئين. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعتذر عن المشاركة في قمة مجموعة العشرين، وقرر البقاء في باريس للتعامل مع تداعيات الاعتداءات التي ضربت بلاده. وحول ذلك قال أوباما: «أنا متأكد أنه كما قلنا جميعا للرئيس هولاند والشعب الفرنسي، نحن ندعمهم في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة».
مشاركة :