تقدم دراسات علمية حديثة نشرت أخيرا في إحدى المجلات الأمريكية نتائج مذهلة حول واحدة من أعقد وأخطر المراحل التي تسبق وفاة الإنسان. وتقدم هذه الدراسات نتائج أقرب للواقعية حول ما يحدث أثناء الموت البيولوجي للدماغ وهي مرحلة غير قابلة للإصلاح أو الشفاء ولا رجعة فيها، لكن سجل حالة واحدة لعكسها. ونقلت وكالة «سبوتنيك» أن الدراسة بحثت مرحلة إزالة أو نزع الاستقطاب في القشرة الدماغية البشرية وقدمت فهما أفضل لكيفية استجابة الدماغ لنفاذ الطاقة، حيث قدمت لأول مرة فهما كاملا حول الفيزيولوجيا الكهربية للموت الذي يحدث عقب توقف الدورة الدموية في الدماغ البشري. قال غينس درير، المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ في مركز أبحاث السكتة الدماغية في برلين، لمجلة «Newsweek» الأمريكية، إن موت الدماغ، الذي يختلف عن الموت في أعقاب توقف الدورة الدموية، يحدث أثناء استمرار وظيفة الدورة الدموية. وتابع العالم قائلا: «على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الزيادة الشديدة في الضغط داخل الجمجمة إلى موت الدماغ أثناء استمرار الدورة الدموية. ومع ذلك، يجب الحفاظ على التنفس والدورة الدموية بشكل مصطنع (تقديم خدمات الرعاية الصحية) في ظل هذه الظروف في وحدة العناية المركزة. حيث أنه بدون هذا الدعم، يتوقف التنفس على الفور وتنهار الدورة الدموية بعد ذلك بوقت قصير بسبب نقص الأكسجين. إذن، فإن موت الدماغ هو شكل من أشكال الموت موجود فقط في وحدة العناية المركزة»، على حد تعبيره. عصب داخل جسم الإنسان - سبوتنيك عربي, 1920, ونوه المقال إلى وجود دراستين جديدتين ستنشران في مجلة «Brain» العلمية، قام بهما فريق من العلماء كجزء من دراسة كبيرة تركز على مرحلة إزالة الاستقطاب في الدماغ، حيث وصف العلماء لأول مرة مرحلة «الموجة الكهربائية» للموت الدماغي. وقال درير إن انتشار عمليات إزالة الاستقطاب، أو «تسونامي الدماغ»، تعتبر بجميع المقاييس من أكبر الأحداث التي تصيب الدماغ الحي، وهي أشد من نوبات الصرع وتتعلق بالتغيرات الأيونية وتغيرات الناقل العصبي والتغيرات الكهربية والعديد من الجوانب الفيزيولوجية المرضية الأخرى التي تصيب الدماغ، وترتبط بتدفق كمية هائلة من الماء إلى الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تضخمها. يمكن أن يكون هذا التدفق مدمرا ما لم تمتلك الخلايا العصبية الطاقة اللازمة للتعافي. وفي هذه النقطة الحرجة يمثل انتشار نزع الاستقطاب بداية التغيرات الخلوية السامة التي تؤدي في النهاية إلى موت الخلايا، ولكنها ليست علامة على موت الخلايا في حد ذاتها، لأن نزع الاستقطاب قابل للعكس - إلى حد ما - مع استعادة الحالة الفسيولوجية. يقول الكثير من الناس أن هذه هي موجة الموت، لكن هذا ليس صحيحًا. إنها موجة يمكن أن تؤدي إلى موت الخلايا أو الشفاء«. الأستاذ في مركز أبحاث السكتة الدماغية في برلين نوه درير إلى أن انتشار نزع الاستقطاب لا يحدث فقط لدى المرضى الذين يحتضرون، بل هو أيضا علامة مميزة في الفيزيولوجيا الكهربية للمرضى المصابين بالسكتات الدماغية. حيث تحدث بعض الحالات مثل تمدد الأوعية الدموية تحت العنكبوتية،»هذا يؤدي إلى تدهور كبير في صحة المرضى الذين يكونون عادة في وحدة العناية المركزة خلال هذه المرحلة وغالبًا ما يكونون في غيبوبة«. على الرغم من أن استعادة الدورة الدموية هو الهدف الأساسي في العلاج في حالات الطوارئ، إلا أن الباحثين يعتقدون أن فهم كيفية استجابة الدماغ لاستنفاد الطاقة يمكن أن يساعد في التنبؤ بالوقت المتاح للإنعاش»حتى حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه«في الدماغ. موجة»غير قابلة للعكس«تحدث في وقت محدد وذكرت الدراسة أن»هذه الموجة المنتشرة القابلة للعكس والتي يمكن عكسها تبدأ عادة بعد 2 إلى 5 دقائق من ظهور نقص التروية الحاد، مما يشير إلى بداية تغير عصبي سام يؤدي في النهاية إلى إصابة لا رجعة فيها". وأجرى العلماء تسجيلات من خلال تركيب شرائط أو صفائف قطب كهربائي لدى المرضى الذين تعرضوا لتلف دماغي حاد أدى إلى دخولهم في حالة لا رجعة منها أو ميؤوس منها تستوجب فقط بعض العلاجات التخفيفية بدون وجود فرصة للإنعاش. ونوه درير إلى أن الكشف عن هذه المرحلة قد يكون مفيدا بالنسبة للمرضى الذين يواجهون خطر التلف الدماغي أو الموت نتيجة نقص التروية الدماغية أو الجلطات أو غيرها من الأمراض الدماغية، ومن أجل وضع استراتيجيات للعلاج وعكس هذه المرحلة وتنشيط الدورة الدموية من جديد في الجسم وإطالة مدى الحياة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :