ينبغي التذكيرُ أوّلاً بأنّه إبّان شهر المحرم من العام 1428هـ صدرت الموافقة على "مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام" ورصدتْ له الدولةُ (9) مليارات ريال، وهو يسعى إلـى تأسيس وبناء جيل متكامل الشخصية، يحافظ على المكتسبات الوطنية، وتتوافر فيه الجوانب الأخلاقية والمهنية، ويضم المشروع أربعة برامج رئيسة هي: برنامج تطوير المناهج التعليمية، وبرنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وبرنامج تحسين البيئة التربوية، وبرنامج النشاط اللاصفي، مما يدفعني للتساؤل: ما معنى أن يكشف تقرير لوزارة التربية والتعليم- كما قالت هذه الصحيفة 21 شعبان 1434هـ، ص 3 - عن "ضعف تأهيل وتدريب معلمي التعليم الثانوي ؟" ولماذا" نسبة كبيرة منهم تفتقد إلـى المهارات الحديثة في: عمليات التعليم والتعلم، وأساليب التقويم الحديثة، واستخدامات التقنية؟" وكيف يمكن أن يتقبل المرء الذي يتابع هذا المشروع على أمل أن يُطَوَّرُ التعليمُ العامُّ في المجتمع السعودي، وَفْقَ أحدث أساليب التعليم المُطَوّر في مجتمعات أُخْرَى، هي أقل دخلا ماديا من المجتمع السعودي أقول: كيف يمكن تقبُّل هذا التعثُّر، وربما التخلف في مستوى التعليم السعودي إذا كان- كما جاء في التقرير- " يوجد تضارب في الأنظمة، وعرقلة البيروقراطية لنظام المقررات بالمرحلة الثانوية" مما أدى- والكلامُ ما زال للتقرير- إلـى" تعثر التوسع به" فضلاً عن عدم توافر " الكوادر المؤهلة الرجالية والنسائية، للمقررات المهارية الإدارية، والحياتية، والمهنية، والصحية، وضَعْف البحث التربوي، وعدم قدرته على معالجة المشكلات الحقيقية للتعليم الثانوي، وتقديم الحلول المتكاملة لذلك" وإذا كانت كل هذه المعوقات تحول دون وجود مُخْرَجات تعليم عام على المستوى المطلوب، والمؤمل، والمرجو، والذي خططت له الدولة عبر هذا المشروع العملاق، فمن المسؤول عنها ؟ أستطيع أن ألقي اللوم أولاً على وِزَارة التربية والتعليم، فهي الجهة المُخَطِّطة للمشروع، والدارسة له، والمسؤولة عن متابعته وتنفيذه، بَيْدَ أنّ ذلك لا يعفي جهات أُخْرَى مِثْل: وِزَارة المالية، ووِزارة التخطيط والاقتصاد، وغيرها من جهات مساندة وداعمة، ليس بوسعها التخلي عن التزاماتـها الوطنية، والاجتماعية، والتعليمية، بوصف التعليم العام - كما أقرت بذلك خُطّة التنمية التاسعة (الحالية)-" محوراً أساسياً من محاور التنمية في المملكة، ويرتبط بشكل مباشر بحاجات المجتمع وتطوره في المجالات: الإنتاجية والمعرفية" . أنقلوا التعليم العام من المكان الخطأ، ومن عثرات وعقبات وعراقيل، تشوهه، وتطيحُ به أرضاً. BADR8440@YAHOO.COM للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :