تمكن العلماء من فهم كيفية بدء مرض فقدان الذاكرة (الزهايمر) بما يعطي أملا في وقف مساره، وقالوا إنهم ربما وجدوا ما يدفع بمرض سرقة الذاكرة. وأكد العلماء أن الجينات التي يُعتقد أنها تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة تعطل الطريقة التي تنتج بها خلايا الدماغ الطاقة ويمكن أن تسهم في تدهور الدماغ. ويعتقد الباحثون الأستراليون أن اكتشافهم قد يفيد بشكل كبير شيخوخة السكان، إذا ثبتت صحته في التجارب البشرية. ودرس أكاديميون من جامعة “أديلايد” كيف أثرت الطفرات الجينية المرتبطة بمرض الزهايمر المبكر على سمك الزرد. واستخدمت خلايا دماغ السمكة مع تغيرات الحمض النووي كمية أقل من الأكسجين، ما يعني أن أدمغتها لم تكن قادرة على إنتاج طاقة كافية لتعمل بشكل صحيح. ودعمت بيانات مماثلة عن الفئران نظريتهم. وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة كاريسا بارثيلسون إن الفريق واثق من أنهم اكتشفوا “دافعا أساسيا مبكرا لمرض الزهايمر لدى البشر”. وأضافت أن “إنتاج الطاقة هو أهم نشاط خلوي أساسي يدعم جميع الوظائف الأخرى، لاسيما في الأعضاء النشطة للغاية مثل الدماغ. وإذا تمكنا من فهم الخطأ في استخدام الأكسجين وإنتاج الطاقة، فقد نرى طرقا لوقف المرض قبل أن يبدأ”. ونشرت بارثيلسون وزملاؤها النتائج التي توصلوا إليها في مجلة نماذج وآليات المرض. ويعد مرض الزهايمر حالة تنكسية تصيب الدماغ، حيث يتسبب تراكم البروتينات غير الطبيعية في موت الخلايا العصبية. ويؤدي هذا إلى تعطيل أجهزة الإرسال التي تحمل الرسائل، ويؤدي إلى تقلص الدماغ. إنتاج الطاقة هو أهم نشاط خلوي أساسي يدعم جميع الوظائف الأخرى، لاسيما في الأعضاء النشطة للغاية مثل الدماغ ويصيب هذا المرض، وهو النوع الأكثر شيوعا من الخرف، الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، لكن حالة واحدة من كل 20 حالة تحدث بين البالغين الأصغر سنا. داء الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه. وهو السبب الأكثر شيوعا للخَرَف؛ فهو حالة تتضمن انخفاضا مستمرّا في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلبا في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل. وتشمل الأعراض المبكرة للمرض نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات. ومع تفاقم المرض، سيشعر المصاب بداء الزهايمر باختلال شديد في الذاكرة ويفقد القدرة على أداء المهام اليومية. وقد تحسِّن الأدوية من الأعراض مؤقتا أو تبطئ تفاقمها. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تساعد هذه العلاجات الأشخاصَ المصابين بداء الزهايمر على زيادة الأداء الوظيفي والمحافظة على اعتمادهم على أنفسهم لبعض الوقت. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات المختلفة على دعم الأشخاص المصابين بداء الزهايمر ومقدمي الرعاية لهم. كما يعد الخرف إحدى أكثر مشكلات الشيخوخة شيوعا حول العالم، وهو مصطلح يصف تدهور القدرة العقلية للشخص بشكل حاد بما يكفي ليعيق حياته اليومية. ويعد فقدان الذاكرة والارتباك من العلامات الرئيسية لهذه الحالة العقلية، وهناك العديد من أنواع الخرف المختلفة، والتي يرتبط كل منها بنوع معين من تلف خلايا الدماغ. ولا يمكن ضمان الوقاية أو العلاج من أمراض الخرف، وخاصة أكثرها شيوعا، وهو مرض الزهايمر. وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إن أسلوب الحياة الصحي قد يساعد في إدارة الأعراض وإبطاء تطورها، خاصة عند التشخيص المبكر. ووجدت دراسة أجريت هذا العام أن الذين يعانون من بعض أمراض العين معرضون بشكل أكبر للإصابة بالخرف. وقال الخبراء الذين أجروا دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة إن الأشخاص الذين يعانون من التنكس البقعي المرتبط بالعمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 25 في المئة. ووجدت الدراسة أيضا أن الذين يعانون من إعتام عدسة العين لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف بنسبة 11 في المئة وأن أولئك المصابين بأمراض العيون المرتبطة بالسكري لديهم مخاطر عالية بنسبة 61 في المئة للإصابة بالمرض. Thumbnail كما توصلت دراسة أخرى، أجراها خبراء في جامعة أكسفورد، إلى أن الذين يخرجون إلى المطاعم الصاخبة ويكافحون لسماع ما يقوله أصدقاؤهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بالخرف. وقالت كاتي بوكرينغ مديرة خدمات المعلومات في مركز بحوث الزهايمر في المملكة المتحدة إنه قد يكون هناك سببان لهذا الارتباط: الأول هو أن فقدان السمع قد يكون مرتبطا بالتغيرات الخلوية في الدماغ. ويتمثل السبب الثاني في أن العزلة الاجتماعية عُرفت منذ فترة طويلة بأنها تشكّل خطرا على الإصابة بمرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف. كما وجدت دراسة نُشرت في عام 2017 أن المصابين بالخرف المبكر لا يجدون نكات الآخرين مضحكة. بينما وجد تقرير نشر عام 2009 استنادا إلى فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المصابين بالخرف يكافحون لفهم الدعابات. وأظهرت دراسة أُجريت عام 2019 أن أمراض اللثة تشكل خطرا كبيرا على الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسات مرارا وتكرارا أن أولئك الذين اختاروا حياة صحية تقل احتمالات إصابتهم بالمرض، لكن هذا لا يعني أنه لا يتم تشخيصهم أبدا بالخرف. وقد يرجع الارتباط بأمراض اللثة إلى الحالة الصحية السيئة بشكل عام والعديد من الحالات مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والسمنة وإدمان الكحول، وتظهر جميعها بشكل أكبر لدى المصابين بالخرف. وقد يلاحظ الأصدقاء وأفراد العائلة أحيانا أن الشخص يبتعد عنهم. وقالت بوكرينغ إنه قد يكون من الشائع أن يشعر الناس بالعزلة أثناء منتصف العمر. وأوضحت أنه إذا وجد الشخص نفسه باستمرار أكثر عزلة من المعتاد، فقد يكون من الجيد زيارة الطبيب لاستبعاد الحالات الأخرى بما في ذلك انقطاع الطمث عند النساء، واضطراب المزاج مثل الاكتئاب، وأمراض الغدة الدرقية أو حتى نقص الفيتامينات. وعلى الرغم من عدم وجود علاج حاليا لهذا المرض، إلا أن بعض العلاجات يمكن أن تساعد في تعزيز هذه الرسائل الكيميائية ودرء بعض الأعراض. لكن الخرف في النهاية مرض تقدمي ما يعني ظهور المزيد من الأعراض وتفاقمها بمرور الوقت.
مشاركة :