بعد انتحار فتاة قاصر في مصر، بسبب تعرضها لابتزاز إلكتروني وتشهير بسمعتها من خلال بث صور خليعة ومشينة مفبركة لها، وهي الواقعة التي أثارت صدمة كبيرة في مصر ، أصدر الأزهر بيانا أكد فيه رأي الدين في الواقعة ومرتكبيها. وقال الأزهر إن مراعاة مشاعر الناس، وحفظ سمعتهم في مجتمعاتهم من الحقوق التي كفلها الإسلام لهم، وتوعد من انتهكها بسوء العاقبة وعظيم الجزاء، مشيرا إلى أن تصنيف واتهام الناس بالباطل والكذب يندرج ضمن المعاصي الكبرى، والجرائم الدنيئة التي لا تنحصر أضرارها على مستوى الأفراد والمجتمعات فقط بل تدلُّ على خبث من اتصفوا بها. وأضاف أن الله سبحانه وتعالى قال فيمن يتهم المؤمن أو المؤمنة بما ليس فيهما بأنهم احتملوا بهتانا وإثما مبينا، كما قال إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم. وكانت أسرة الفتاة المصرية التي انتحرت وتركت رسالة مبكية بسبب الابتزاز الإلكتروني قد كشفت تفاصيل مؤلمة حول الفتاة واللحظات الأخيرة في حياتها. وقالت أسرة بسنت خالد شلبي، التي تقيم في قرية كفر يعقوب التابعة لمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، في مقابلة مع "العربية.نت"، إن ابنتهم انتحرت بعدما تعرضت لابتزاز بصور مفبركة، وتشويه سمعتها من جانب شابين بالقرية ما دفعها لإنهاء حياتها. وتحدث شقيقا الفتاة وأكدا أن أحد الشباب انتزع صورة شقيقتهما من صفحتها على مواقع التواصل وقام بتركيبها على صور خليعة وخادشة محاولا ابتزازها لدفعها للدخول في علاقة عاطفية معه، وعندما رفضت قام بتوزيع وبث صورها المفبركة على وسائل التواصل وهواتف الشباب بالقرية لإجبارها على الرضوخ لنزواته. وقال شقيقا الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاما، وكانت تدرس في الصف الثاني الثانوي الأزهري، إن بسنت فوجئت بسيل من التعليقات الجارحة ونظرات الاستنكار من جانب بعض أهالي القرية، كما فوجئت برسائل صادمة وكلمات تشكك في سلوكها، وهو ما لم تستطع تحمله، مضيفين أن الأسرة فوجئت بانتحارها بعدما تناولت حبة الغلة السامة، تاركة رسالة مؤثرة وباكية لوالدتها وطالبة منها ألا تصدق كل الشائعات والأكاذيب التي طالت سمعتها وسلوكها. واتهم شقيقا الفتاة شابين بالقرية بالتورط في الجريمة، الأول وهو الذي طلب منها الدخول معه في علاقة عاطفية، فيما قام الثاني بمساعدته على ترويج وبث الصور المفبركة، مؤكدين أن نيابة كفر الزيات بمحافظة الغربية استدعت الشابين وتحقق معهما الآن، كما تحفظت على جهاز الكمبيوتر الخاص بالفتاة وهواتف الشابين. وطالبت أسرة الفتاة بالقصاص من الشابين اللذين تسببا بسلوكهما غير المشروع في فقد ابنتهما وانتحارها، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حق بسنت التي راحت ضحية التنمر والشائعات الكاذبة. وكان رواد مواقع التواصل قد دشنوا هاشتاغا تحت اسم "حق بسنت لازم يرجع"، رووا فيه تفاصيل مؤسفة هزت الشارع المصري، وتتضمن انتحار فتاة بعد أن حاول أحد الأشخاص ابتزازها بصور خليعة مفبركة. وتركت الفتاة رسالة قبل انتحارها لوالدتها قالت فيها: "ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد". وأثارت الواقعة غضبا كبيرا، حيث طالب رواد التواصل بسرعة معاقبة الشابين والمتورطين وسن تشريعات عادلة وحازمة لردع من تسول له نفسه استغلال مواقع التواصل ووسائل التكنولوجيا الحديثة في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
مشاركة :