توصل تحقيق جديد إلى أن موقع «فيسبوك» يسمح بنشر الإعلانات الخاصة بالمخدرات وشهادات لقاح كورونا المزيفة على منصته، على الرغم من أن سياسة الموقع تحظر مثل هذه الإعلانات. وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قال التحقيق، الذي أجراه مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH): «يبدو أن المجرمين قادرون على التملص من خوارزمية فيسبوك المصممة لرصد هذا المحتوى وحظره، حيث إنهم تمكنوا من الترويج لسلعهم لملايين المستخدمين». وتشمل المخدرات التي يتم الإعلان عنها بحرية على الموقع الحشيش ومخدر الهلوسة المعروف باسم «إل إس دي والفطر السحري». علاوة على ذلك، تم الترويج لشهادات لقاح كورونا المزورة على الموقع ولخدمات يقدمها قراصنة للمساعدة في التجسس على شخص ما. كما تم العثور على إعلانات للبنادق والذخيرة والمخدرات تستهدف الجماهير الروسية على وجه الخصوص. واتهم مركز مكافحة الكراهية الرقمية عملية التدقيق التي يتبعها «فيسبوك» بأنها «غير مناسبة للغرض». وقال عمران أحمد، من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان: «يأتي ثمانية وتسعون في المائة من عائدات فيسبوك من الإعلانات. وهذا يفسر سبب إطلاق الموقع العنان للمعلنين على منصته». وأضاف أحمد أن «فيسبوك» كان «جزءاً حيوياً من استراتيجية التسويق التي اتبعها المجرمون، لأنه سمح لهم بالوصول إلى ملايين الأشخاص بنقرة واحدة». وتعليقاً على نتائج التحقيق، قال متحدث باسم شركة «ميتا» (فيسبوك سابقاً): «تحظر سياساتنا الترويج لهذه العناصر والمحتويات». وأضاف: «تطبيقنا ليس مثالياً أبداً، لكننا دائماً نجري تحسينات به». يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من نشر تقرير زعم أن «فيسبوك» فشل في منع الجماعات الإرهابية والمتطرفين من استغلال منصته، بل إنه صنف صور قطع الرؤوس والمنشورات التي تنشر خطاب الكراهية، والصادرة عن «داعش» و«طالبان»، بأنها «ثاقبة» و«مثيرة للتفاعل». وحسب التقرير، الذي نشرته مجلة «بوليتيكو» الأميركية الشهيرة، فقد «تحول المتطرفون إلى منصة التواصل الاجتماعي كسلاح للترويج لأجندتهم المليئة بالكراهية وحشد المؤيدين لهم». وصدر التقرير بعد مراجعة لأنشطة الموقع تمت في الفترة ما بين أبريل (نيسان) وديسمبر (كانون الأول) 2021. ومنذ بضعة أشهر، صرحت فرنسيس هوغن، مديرة المنتجات السابقة في «فيسبوك»، التي غادرت الشركة في مايو (أيار) الماضي، بأن أنظمة «فيسبوك» تضخم الكراهية والتطرف عبر الإنترنت، وتفشل في حماية الشباب من المحتوى الضار، متهمة الشركة بأنها تفتقر إلى أي حافز لإصلاح مشكلاتها. وكشفت هوغن، التي عرفت بلقب «مسربة وثائق فيسبوك»، عن بعض المخالفات التي ارتكبتها الشركة، قائلة إنها تعطي الأولوية للربح على حساب سلامة المستخدمين.
مشاركة :