تعتبر الشخصية الانطوائية أحد أشهر أنواع الشخصيات التي كثيراً ما تحدث عنها علماء علم النفس والاجتماع في دراستهم المختلفة، ووصفوها بعدة صفات تنفرد بها عن باقي أنواع الشخصيات. الشخص الانطوائي هو شخص لا يختلط بالناس كثيراً، ربما لا يحب ذلك، ربما لا يشعر بالراحة بين التجمعات، ربما يحب الهدوء، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون خجولاً، أو أن يكون متردداً أو يتلعثم في كلامه أو لا يستطيع التفاعل مع الناس من حوله. من خلال هذا المقال، وفقاً لموقع Very Well Mind، وتزامناً مع اليوم العالمي للانطوائيين، سنسلط الضوء على أهم الصفات التي يمتاز بها صاحب الشخصية الانطوائية، وهي كالتالي: يتميز صاحب الشخصية الانطوائية بقدرته الكبيرة على التركيز في تفاصيل الأمور الدقيقة التي يصادفها في حياته، فهو لا ينظر للأمور نظرة عامة ولا يُعطي رأيه بأي موضوع إلا إذا درسه من كل جوانبه بإمعان وتدقيق. كما أن صاحب الشخصية الانطوائية هو شخص قليل الكلام وكثير التأمل والشرود، ولا يتدخل في شؤون الغير ومشاكلهم على الإطلاق. لا يقوم صاحب الشخصية الانطوائية بمجاملة الناس على الإطلاق، فهو شخص صريح لأبعد الحدود، ينتقد كل خطأ يراه أمامه؛ لأنه يتمتع بدرجة كبيرة من الصدق الذي يمنعه من مجاملة الناس ومدحهم بالرغم من أخطائهم. يعيش صاحب الشخصية الانطوائية في عالمه الخاص بعيداً عن كل أشكال وأجواء الضجيج المزعج، وهذا ما منحه شخصية هادئة. كما أنه من النادر أن يشعر صاحب هذه الشخصية بالغضب والانزعاج من الآخرين، وهذا ما يمنحه قدرة على التفكير السليم وتحليل الأمور بطريقة صحيحة. يمتلك صاحب الشخصية الانطوائية قدرة كبيرة على التفكير العميق ببواطن الأمور والمسائل العالقة، وهذا ما يمنحه القدرة الكبيرة على النجاح، والتفوق في مختلف المجالات الدراسية والعملية، وبشكلٍ خاص المجالات التي تحتاج إلى التحليل والتركيز. كما يتميز صاحب هذه الشخصية بقدرته الكبيرة على الحفظ السريع والتذكر، فهو من غير الممكن أن ينسى أي معلومة قام بحفظها. يتميز صاحب الشخصية الانطوائية بقدرته الكبيرة على الاستماع وتحليل الأمور لإظهار الجوانب الإيجابية فيها أو السلبية، لذلك كثيراً ما يقوم الأصدقاء والمعارف باللجوء إليه؛ لكي يساعدهم على التخلص من مشاكلهم وتقديم الحلول المناسبة لها. هل شعرت يوماً بالإرهاق بعد قضاء الوقت مع الكثير من الأشخاص؟ بعد يوم من التفاعل مع الآخرين، هل تحتاج غالباً إلى التراجع إلى مكان هادئ وقضاء وقت ممتد مع نفسك؟ تتمثل إحدى الخصائص الرئيسية لهذا النوع من الشخصية في أنه يتعين على الانطوائيين إنفاق الطاقة في المواقف الاجتماعية، على عكس المنفتحين الذين يكتسبون الطاقة من مثل هذه التفاعلات. فكرة الشخص الانطوائي عن قضاء وقت ممتع، تتمثل في الفترة الهادئة للاستمتاع بهواياته واهتماماته. بضع ساعات بمفرده مع كتاب جيد، أو المشي في الطبيعة الهادئة أو برنامجه التلفزيوني المفضل، تُعد طرقاً رائعة لمساعدته على إعادة الشحن والنشاط. ولكن هذا لا يعني أن الشخص الانطوائي يريد أن يكون بمفرده طوال الوقت، فهو يحب قضاء الوقت مع الأصدقاء والتفاعل مع الأشخاص المألوفين في المواقف الاجتماعية، ولكن الشيء الأساسي الذي يجب تذكره هو أنه بعد يوم طويل من النشاط الاجتماعي، من المحتمل أن يرغب الانطوائي في التراجع إلى مكان هادئ للتفكير والتأمل وإعادة الشحن. أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الانطوائيين هو أنهم لا يحبون الناس. في حين أن الانطوائيين لا يتمتعون عادة بقدر كبير من التواصل الاجتماعي، إلا أنهم يستمتعون بوجود مجموعة صغيرة من الأصدقاء المقربين منهم بشكل خاص. بدلاً من وجود دائرة اجتماعية كبيرة من الأشخاص الذين يعرفونهم فقط على المستوى السطحي، يفضل الانطوائيون التمسك بعلاقات عميقة وطويلة الأمد تتميز بقدر كبير من التقارب والحميمية. من المهم ملاحظة أن الانطوائية لا تعني بالضرورة الخجل. فالخجل يشير إلى الخوف من الناس أو المواقف الاجتماعية. بينما يقدر الانطوائيون التواجد حول الأشخاص المقربين منهم، فهم يجدون أنفسهم في الانخراط في حديث صغير، كما أنهم يستمتعون بإجراء محادثات عميقة وذات مغزى. يميل الانطوائيون أيضاً إلى التفكير في الأشياء قبل التحدث. يريدون الحصول على فهم كامل لمفهوم ما قبل التعبير عن رأيهم أو محاولة تقديم تفسير.
مشاركة :