فيما كشفت وزارة الصحة عن وجود 13 مركزاً للتأهيل الطبي، تقدم ثلاثة على الأقل من خدمات التأهيل الطبي، تبرز أهمية إنشاء مراكز تأهيل طبية متخصصة، حيث إن دور المستشفيات سيكون لعلاج الأمراض أو الإصابات عند وصولها، خاصة الحادة منها، وبعد استقرار حالتهم واحتياجهم لتأهيل طبي تتم إحالتهم لمراكز التأهيل التي تقوم بالتشخيص وتحديد برامج التأهيل ومدتها. ويعد العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية، وعلاج أمراض النطق ومركز التخاطب، والتأهيل الطبي، خدمات مهمة للمريض لاستعادة صحته وعافيته، وجاء في إعلان وزارة الصحة السابق أنها تقدم خدماتها من خلال 267 قسماً: 227 قسماً للعلاج الطبيعي، 15 قسماً للعلاج الوظيفي، 9 أقسام لعلاج أمراض النطق والتخاطب، و16 قسماً للأطراف الاصطناعية. ومن هنا توضح أميرة سعود الرشود، أخصائي أول علاج طبيعي، أنه في السنوات الأخيرة تزايدت مسببات الإعاقة، ومن أهمها الزيادة في الحوادث المرورية، والتي تعتبر المسبب الأول لإصابات الحبل الشوكي وإصابات الرأس والشلل النصفي أو الرباعي الكامل أو فقدان عضو من الأعضاء، كما أن زيادة عوامل الخطورة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون أدت إلى زيادة حالات السكتة الدماغية والبتور. وبينت "الرشود" أنه "لا يخفى علينا تكلفة علاج هذه الإعاقات المختلفة، والتي قد تصل إلى مبالغ مكلفة للمريض الواحد، إضافة إلى التكلفة غير المباشرة لهذه الحوادث، والتي تشتمل على فقدان أيام العمل، وفقدان القدرة على الإنتاج وحالات العجز المؤقت والمستديم، فإن التكلفة ترتفع لتصل إلى مليارات الريالات سنوياً. وأضافت أنه من الناحية التأهيلية الطبية البحتة فإن التأخر في التدخل لعلاج مثل هذه الحالات يؤثر سلباً على الناحية الوظيفية للمكان المصاب، وقد يكون له عواقب وخيمة، ومنها التأخر في استعادة المريض للحركة، مما قد يؤدي إلى ضعف العضلات وضمورها، وإلى تيبس المفاصل وإلى حدوث هشاشة العظام في الطرف المتضرر. وبيّنت أن التأهيل المبكر سيسهم في إعادة المدى الحركي الطبيعي للمفصل وتحسين التوازن واستعادة الحركة والتدريب على المشي وتقليل الحاجة إلى استخدام الأجهزة التعويضية، كما أنه يسهم في استعادة الأداء الوظيفي الجسدي وتعزيز الاعتماد على النفس للقيام بالأنشطة اليومية، ومنع أي مضاعفات بإذن الله، إضافة إلى تحسين الكلام، والبلع، ووظائف النطق. وقالت "أميرة الرشود" إن العلاج التأهيلي مهم جداً في الحالات التي تعرضت للبتر، فالمريض يحتاج إلى إعادة تأهيل على حياته الجديدة وتعليمه الاعتماد على نفسه، وتدريبه على استخدام الطرف الصناعي، كل ذلك سيساعد على عودة المرضى إلى منازلهم أو أعمالهم وحياتهم الطبيعية والمشاركة في أدوار الحياة وتحسين نوعية وجودة الحياة إلى أقصى حد ممكن. وفيما يخص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أشارت إلى أن التدخل المبكر يساهم في تعزيز التطور وتقليل احتمالية الإصابة بتأخر النمو ومساعدة الأهالي في الحصول على الخدمات الخاصة لأطفالهم وتخفيف تكاليف رعاية الطفل على المدى البعيد، وإعادة دمجهم بالمجتمع كعضو فعال ومنتج، فالتأخر في تقديم الخدمة لهم يقود الضعف إلى ضعف آخر أو قد تؤدي الإعاقة إلى إعاقات أخرى. وذكرت "أخصائي أول علاج طبيعي" أن وزارة الصحة تنفق مبالغ طائلة في علاج الأمراض المزمنة وعلاج الإصابات داخل المملكة وخارجها، في حين أنه بالإمكان تقليص تلك النفقات على المدى الطويل لو تمت المبادرة والتدخل المبكر للتأهيل الطبي. وبينت أن إنشاء مراكز تأهيل طبية متخصصة سيسهم بشكل كبير للغاية في ذلك، فدور المستشفيات سيكون لعلاج الأمراض أو الإصابات عند وصولها خاصة الحادة منها، وبعد استقرار حالتهم واحتياجهم لتأهيل طبي تتم إحالتهم لمراكز التأهيل التي تقوم بالتشخيص وتحديد برامج التأهيل ومدتها.
مشاركة :