أكد استشاري أمراض كهرباء القلب رئيس قسم كهرباء القلب بمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب الدكتور عادل خليفة تأثير فصيلة الدم في ميل الجسم واستعداده للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتخثر، موضحًا أن الاشخاص حاملي فصيلة الدم «O» هم أقل عرضة للاصابة بجلطات دموية، واحتشاء عضلة القلب أو الجلطات الدماغية حيث يوجد في دم هؤلاء عدد أقل من مسببات تخثر الدم وعوامل فون ويلبراند، فيما يكون اصحاب فصيلة الدم «B» اكثر عرضة للاصابة بهذه الامراض من غيرهم. وقال الدكتور عادل خليفة في تصريح خاص لــ«أخبار الخليج» إن أسباب ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب عند بعض حاملي فصائل الدم من غير فصيلة الدم O غير معروفة ولكن بعض النظريات تشير إلى وجود تركيزات عالية من عامل «فون ويلبراند» وهو بروتين مسؤول عن تخثر الدم وهناك نظرية أخرى تشير إلى ان حاملي فصيلة الدم A لديهم نسبة عالية من الكوليسترول والجالكتين 3 المرتبط بالالتهابات. وأفاد بأن أول مؤشر على وجود علاقة بين فصيلة الدم تأكد بعد إعلان نتائج دراسة علمية أجريت في منتصف السبعينيات تابعة لمجموعة فرامنغهام وقد بينت ان الحاملين لفصائل الدم ما عدا فصيلة الدم O معرضون لزيادة طفيفة في معدل الإصابة بأمراض القلب ولكن العلاقة السببية لم تكن مؤكدة، إلا انه خلال العقود الثلاثة الماضية توالت الدراسات في هذا المجال وقد عززت النتائج الأولية لمجموعة فرامنغهام، منوها بنتائج دراسة علمية أخرى أجريت في عام 2012 وشملت عينة من 62000 امرأة و 27000 رجل على مدار عشرين عاما بينت ان فصيلة الدمAB كانت مرتبطة بنسبة 23% من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في حين ان فصيلة الدم B كانت مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 11% أعلى من فصيلة الدم O. وتطرق الدكتور عادل الى ما خلصت اليه دراسة حديثة نسبيا أجريت في عام 2017 واشتملت على عينة من أكثر من مليون شخص بينت ان حاملي الفصائل A و B و AB أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من أولئك الذين لديهم فصيلة الدم O ، مؤكدا أن ذلك تأكد بعد إعلان احدث دراسة علمية اشتملت على عينة من الرجال والنساء تمت متابعتهم لأكثر من 38 عاما، وبينت ان الذين لديهم فصيلة دم غير O كانوا معرضين لخطر متزايد بنسبة 12% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأفاد بأن فصيلة الدم تعتمد على وجود المستضدات الموجودة على سطح كريات الدم الحمراء، ففصيلة الدمA تحتوي على مستضد من نوع A وفصيلة الدم B تحتوي على مستضد من نوع B وفصيلة الدم O لا تحتوي على أي مستضدات وهكذا، مشيرا الى ان الدراسات بينت ان فصيلة الدم O تشكل حوالي 45% من الناس وفصيلة الدمA حوالي 40% وفصيلة الدم B حوالي 11% وفصيلة الدم AB وهي الأكثر ندرة عند حوالي 4% من الناس، وهذه النسب تختلف نسبيا باختلاف المناطق الجغرافية، منوها الى أنه على الرغم من هذه الدراسات والاستنتاجات فإنها غير كافية لوضع فصيلة الدم من ضمن قائمة عوامل الخطورة مثل الضغط والسكري وارتفاع معدل الكوليسترول وحتى لو كانت هناك علاقة بين الاثنين فإن هذه العلاقة بسيطة وليست بنفس تأثير الإصابة بمرض الضغط او السكري. وقال إنه من غير الممكن لأي شخص تغيير فصيلة دمه إلا أن بامكانه تغيير نمط حياته بصورة صحية أفضل من حيث الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن المثالي وهذا ما يجب على المرضى التركيز عليه للوقاية من أمراض القلب، مؤكدا أن الفرق الطبية تحتاج إلى دراسات تفصيلية أكثر للتحقق مما إذا كانت هناك فعلا زيادة في معدل الإصابة بأمراض القلب لحاملي فصائل الدم المختلفة لوضع لوائح طبية مختلفة للوقاية والعلاج، وربما نرى في السنوات القادمة أنواعا معينة من فصائل الدم يتم وضعها من ضمن عوامل الخطورة المتعارف عليها مثل الضغط والسكري، موضحًا أنه في الوقت الحاضر لا تختلف الإجراءات الوقائية والعلاجية عند مختلف فصائل الدم المختلفة من ناحية أمراض القلب والأوعية الدموية.
مشاركة :