أكد نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن امس من بكين التي يزورها حاليا انه سيعبر عن هواجس الولايات المتحدة بشأن منطقة الدفاع الجوي التي اعلنتها الصين واثارت توترا في المنطقة، وقال ان العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم «ستؤثر على مسار القرن الحادي والعشرين».وتأتي جولة بايدن التي بدأت في اليابان وتنتهي في كوريا الجنوبية، بعد أسابيع من الضجة التي اثارها إعلان بكين «منطقة دفاع جوي» تغطي جزر بحر الصين الشرقي المتنازع عليها مع اليابان. وأعلنت واشنطن عن «دفع مهم» في سياستها الخارجية باتجاه آسيا. ويظهر هذا النزاع الطريق الدقيق الذي ينبغي عليها ان تسلكه مع الصين التي تزداد نفوذا مع الحفاظ في نفس الوقت على تحالف أمني مع اليابان. وقال بايدن بعد لقائه نظيره الصيني لي يوانشاو»هذه علاقة مترابطة بشكل كبير ستؤثر على مسار القرن الحادي والعشرين».واضاف «مثل كل العلاقات المعقدة، فانها تتطلب ارتباطا رفيع المستوى قادرا على الاستمرار» معربا عن اعتقاده بأن الرئيس الصيني شي جينبيغ ملتزم «بادارة اختلافاتنا بشكل غير متحيز وبناء».ووصف لي من جانبه العلاقات الصينية الامريكية بانها «اهم علاقات ثنائية في العالم» مضيفا ان العلاقات القوية «ليست فقط نعمة لشعبي دولتينا بل ايضا بالغة الاهمية للتنمية والاستقرار في منطقة آسيا-المحيط الهادئ والعالم ككل». والنزاع الذي يعود لعشرات السنين حول الجزر في بحر الصين الشرقي التي تسميها بكين دياويو فيما تطلق عليها طوكيو اسم سنكاكو، اشتعل عندما قامت اليابان بشراء عدد من الجزر من مالكيها الشخصيين في ايلول/سبتمبر 2012. ومنذ ذلك الحين، ارسلت الصين سفنا وطائرات الى المياه القريبة فيما ارسلت اليابان طائرات مقاتلة في عشرات المناسبة مما اثار المخاوف من وقوع اشتباك عن غير قصد.واثارت بكين غضبا واسعا الشهر الماضي عندما اعلنت «منطقة دفاع جوي» يتعين على كافة الطائرات العابرة فيها الامتثال لاوامر الصين او مواجهة «تدابير دفاعية طارئة» لم تحدد. وارسلت واشنطن وطوكيو وسيول جميعها طائرات عسكرية أوشبه عسكرية الى المنطقة في تحد لقواعد بكين، فيما اكدت الولايات المتحدة على تحالفها الامني مع اليابان. وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء مع رئيس الوزراء الياباني شنزوابيه، قال بايدن انه سيعبر عن هواجس واشنطن بشأن منطقة الدفاع الجوي «بشكل محدد ومباشر ... عندما التقي القيادة الصينية».من جهتها، اتهمت بكين الولايات المتحدة واليابان، واللتين تدير كل منهما منطقة دفاع جوي، بتطبيق معايير مزدوجة وقالت ان المستفز الحقيقي هو طوكيو. واتهمت اليابان ايضا بعدم الرغبة في التفاوض برفضها حتى الاقرار بوجود نزاع حول الجزر التي تديرها طوكيوغير ان بكين تعتبرها جزءا من اراضيها. وحذرت صحيفة تشاينا ديلي الحكومية في افتتاحية امس من ان الدعم الامريكي لليابان سيقوض مصداقية بايدن في الصين. وكتبت الصحيفة «بالرغم من محاولة واشنطن تقديم نفسها بصورة وسيط محايد، من الواضح انها انحازت لليابان». وتابعت في تعليق على زيارة بايدن «عليه ألا يتوقع اي تقدم جوهري ان كان يأتي فقط لتكرار ملاحظات حكومته السابقة الخاطئة والمنحازة».
مشاركة :