عزت طالبة معمارية في كلية الهندسة بجامعة البحرين طول فترة الانتظار لحصول الأطفال المصابين بمرض التوحد على مواعيد علاجية، إلى عدم وجود مركز مؤهل يُعنى بشؤونهم، ومن هذا المنطلق صممت الطالبة في برنامج العمارة منال عبدالكريم، مركزاً يختص أطفال التوحد من مختلف الأعمار. التوحد هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة. وعرضت عبدالكريم التصميم مشروعاً لتخرجها في برنامج العمارة بمسابقة ومعرض مشروعات التخرج في الجامعة مؤخراً. وقالت الطالبة: "تحتضن مملكة البحرين أكثر من 500 طفل يُعاني من مرض التوحد، وبسبب النقص الشديد في وجود مراكز تُعنى بهذه الفئة من الأطفال، صممتُ مركزاً يخدم أطفال التوحد وذويهم، ويوفر لهم الخدمات التعليمية والطبية التي يحتاجونها في مكانٍ واحد". وتابعت عبدالكريم "يوفر المركز خدماته العلاجية للأطفال وذويهم، فالصحة النفسية للمصابين بالتوحد تبدأ من تفهم الأهالي لطبيعة معطيات المرض وتبعاته السلوكية، لذا يقوم المركز بتقديم الدورات التدريبية، والبرامج التعليمية والتوعوية، بالإضافة إلى برامج العلاج النفسي التي من شأنها الحد من عدم تقبل وجود المرض لدى الأبناء، إلى جانب الأقسام الترفيهية والتجارية المتمثلة في المطاعم، وغرف الألعاب، والحدائق". وبحسب عبدالكريم، يهدف المركز إلى توعية المجتمع لما يُعانيه الطفل المصاب بالتوحد من ضعف التواصل مع الآخرين، مما يسهم في زيادة تقبل المجتمع لسلوكيات الأطفال المصابين، وتعزيز مهارات التواصل معهم بصورةٍ أفضل، ومساعدة الأهالي من خلال اكتساب الخبرة الكافية على أيدي المختصين في المركز لتعزيز الصحة النفسية لأبنائهم. وصممت الطالبة في برنامج العمارة المركز عن طريق برامج التصميم، نحو: برنامج الفوتوشوب، والثري دي، وغيرها من البرامج الإلكترونية، ويتألف المركز من: صفوف تعليمية، وقاعات للتدريب، ومراكز صحية مُصغرة، وغرفاً لتقديم الاستشارات النفسية. وواجهت عبد الكريم تحديات في التصميم عند مراعاة اختلاف احتياجات الأطفال المصابين بالتوحد عن غيرهم من الأطفال، وقالت: "يكمن التحدي في كيفية تصميم مركز يتناسب مع سلوكياتهم، فللتوحد أعراض تختلف من طفل لآخر". وعن قابلية المشروع لتنفيذه أو تطويره، قالت: "المشروع قابل للتطوير، ويمكن أن يستقطب العشرات من أطفال التوحد في البحرين والمنطقة، ويمكن توسعة أقسام المركز بتوسعة مساحته ليضم أعداداً أكبر، وتزويده بأحدث التكنولوجيا المساعدة في تقديم الخدمات المتعددة، بالإضافة إلى توظيف الخبراء والمختصين في مجال مرض التوحد لضمان استمراريته أيضاً". و كان عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين فؤاد محمد الأنصاري قد دعا طلبة الكلية إلى التفكير بجدية في تنفيذ المشروعات وتحويلها إلى مشروعات تجارية، مؤكداً امتلاك بعض المشاريع المعروضة لمقومات التنفيذ على أرض الواقع بعد التطوير والتحسين. وتعود المشروعات إلى ثمانية برامج أكاديمية، هي: الهندسة المدنية، والهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات الصناعية، والعمارة، والتصميم الداخلي.
مشاركة :