الجزائر تقرر إعادة سفيرها إلى باريس بعد خلاف استمر لأشهر

  • 1/5/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أزمة دبلوماسية شديدة استمرت لأشهر، قررت الجزائر إعادة سفيرها إلى باريس ليواصل مهامه. وعمل الطرفان خلال الأسابيع القليلة الماضية على حل الخلافات المتراكمة، والتي تفجرت بعد تصريحات للرئيس الفرنسي ماكرون عن الجزائر. عودة السفير الجزائري إلى باريس تنهي أشهرا من التوتر في العلاقات بين البلدين نقل التلفزيون الجزائري عن الرئاسة، اليوم الأربعاء (الخامس من يناير/كانون الثاني 2022)، أن سفير الجزائر لدى فرنسا سيعود لمواصلة مهامه في باريس اعتبارا من يوم غد الخميس. واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سفير الجزائر لدى فرنسا، محمد عنتر داوود، قبل عودته لمواصلة أداء مهامه بباريس بداية من يوم غد، حسبما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية. واستدعي السفير في أكتوبر/تشرين الأول ، بعد أن نقلت صحيفة لوموند عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي على أساس "كراهية فرنسا"، في تعليقات قالت الجزائر إنها "غير مسؤولة". كما أوردت الصحيفة أن ماكرون شكك أيضا في وجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي لها ما أثار ردود فعل منددة في صفوف المجتمع الجزائري. وإلى جانب استدعاء السفير، منعت الجزائر الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل من التحليق في مجالها الجوي. وبعد ذلك أعرب الرئيس الفرنسي عن "أسفه" لهذا الجدل وأكد "تمكسه الكبير في تنمية" العلاقات الثنائية. كما أصدرت الرئاسة الفرنسية بعدها بيانات أكدت فيه احترام ماكرون للأمة الجزائرية وتاريخ البلاد، عقب تصريحات غاضبة لتبون بسبب ما قاله ماكرون حينها. تصريحات ماكرون حول "الأمة الجزائرية" أثارت استياء كبيرا ودفعات الجزائر لسحب سفيرها وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان  قد زار الجزائر الشهر الماضي بهدف تخفيف التوتر الشديد غير المسبوق بين البلدين. ودعا إلى عودة "العلاقات الهادئة" بينهما. وقال لودريان بعدما استقبله الرئيس عبد المجيد تبون "أتمنى أن يعود بلدانا إلى نهج العلاقات الهادئة وأن يتمكنا من التطلع إلى المستقبل". وأضاف "نأمل أن يؤدي الحوار الذي نعيد إطلاقه اليوم إلى استئناف المحادثات السياسية بين حكومتينا في عام 2022 بعيدا عن جراح الماضي التي يجب أن نواجهها خاصة بالنظر إلى سوء التفاهم الذي علينا تجاوزه". كما أكد أن الجزائر "شريك أساسي لفرنسا على المستويين الثنائي والإقليمي. ونعتزم مواصلة تنسيق مبادراتنا الدبلوماسية لتعزيز عملية الانتقال السياسي في ليبيا بعد مؤتمر باريس. الذي مثل فيه الوزير (لعمامرة) الرئيس تبون". وبخصوص أزمة مالي الجار الجنوبي للجزائر وحيث بدأت فرنسا سحب جزء من قواتها العسكرية أكد لودريان أن الجزائر "تلعب دورًا مهمًا والتزامها بتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة عنصر أساسي في عملية السلام. أود أن أحيي هذا الالتزام هنا وأنا آمل أن يستمر حوارنا حول هذا الموضوع". وفي باريس، أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أنّ لودريان تطرّق في محادثاته في الجزائر إلى مسألة تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية في المجال الجوي الجزائري. وقال المصدر إنّ "رغبتنا باستئناف عمليات التحليق واضحة للغاية"، مشيراً إلى أنّ المحادثات حول هذه القضية لم تثمر اتّفاقاً حتى الآن. وأضاف أنّ السماح بإعادة تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية " هو قرار سيادي بالكامل" للجزائريين . بيد أنّ المصدر الدبلوماسي أكّد أنّ الزيارة أتاحت "النظر في كلّ ما ليس على ما يرام" بين البلدين، مشيراً إلى أنّ "سوء التفاهم تفاقم لدرجة أنّ أيّ عمل فعّال أصبح مستحيلاً. لقد استأنفنا العمل".   ف.ي/أ.ح (د.ب.ا، ا.ف.ب)

مشاركة :