ريو دي جانيرو: «الشرق الأوسط» تعيش المنتخبات الكبرى حالة من الترقب والقلق قبل قرعة مونديال البرازيل التي ستسحب غدا (الجمعة) خاصة بعد توزيع الفرق على أربعة مستويات، مما يزيد من احتمال صدام مبكر بين فريقين أو أكثر من أصحاب الشهرة في مجموعة واحدة. وبعد أن كان مدرب إنجلترا روي هودجسون أول من أعرب عن قلقه من التصنيف الذي وضعه الفيفا، خشية أن يقع فريقه في مجموعة قد تضم البرازيل أو إسبانيا مع البرتغال وتشيلي، جاء أصحاب الأرض البرازيليون ليعلنوا عن قلقهم أيضا من القرعة. وتتوقف أحلام المنتخب البرازيلي في مساعيه للتتويج بلقب سادس لكأس العالم على القرعة على أمل تفادي الوقوع في مجموعة صعبة قد تحرم الدولة المستضيفة من تحقيق الأمل المنشود. ويخوض منتخب «السليساو» تحت قيادة مديره الفني لويز فيليبي سكولاري المباراة الافتتاحية للمونديال يوم 12 يونيو (حزيران) المقبل في ساو باولو، ويضع الفريق يده على قلبه ترقبا لما ستسفر عنه القرعة التي ينتظرها العالم بأسره، وليس فقط الدول الـ32 المشاركة في النهائيات. والطريقة التي جرى توزيع الفرق بها على أربعة مستويات، قد تسفر عن وقوع المنتخب البرازيلي في «مجموعة الموت». ويأمل المنتخب الإسباني حامل لقب كأس العالم، والمنتخب الألماني أيضا، تجنب مواجهة الفرق الأوروبية الكبرى في دور المجموعات، مثل إيطاليا وهولندا والبرتغال وإنجلترا وفرنسا. وبالنسبة للبرازيل فإن الفريق يخشى بشدة وقوعه في مجموعة واحدة مع فريقين من أوروبا غير مصنفين في المستوى الأول، حيث إن أحد فرق القارة من المستوى الرابع، الذي يضم تسع فرق أوروبية، سيجري وضعه مبدئيا في المستوى الثاني، حيث يقع في مواجهة أحد المصنفين الأربعة الأوائل على مستوى قارة أميركا الجنوبية، وهم البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وكولومبيا. وهذه المجموعة ستشهد أيضا فريقا أوروبيا ثانيا غير مصنف، من المستوى الرابع إلى جانب المنتخب البرازيلي. ومن بين هذه الفرق البرازيل وعمالقة أوروبا، مثل إيطاليا والبرتغال وربما فرنسا أو هولندا أو حتى إنجلترا، وفريق أخر آسيوي قد يكون اليابان، مما يعني أن منتخب السامبا قد يكون على موعد مع مجموعة الموت في المونديال. وقاد سكولاري المنتخب البرازيلي للقب كأس العالم في 2002، ثم عاد لتدريب الفريق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 في محاولة لانتشاله من كبوته. ووسط مساندة جماهيرية حاشدة، توج المنتخب البرازيلي بلقب كأس القارات الصيف الماضي بالفوز على إسبانيا في النهائي، ويبدو الفريق واثقا في قدرته على الوصول إلى منصة التتويج في المونديال المقبل بعد نحو ستة أشهر. ويرى نجم كرة القدم البرازيلي السابق رونالدو أن لقب كأس العالم 2014 محصور بين البرازيل وألمانيا وإسبانيا. ويمكن للمنتخب البرازيلي الذي استضاف كأس العالم 1950 عندما خسر المباراة النهائية أمام أوروغواي، أن يحتفل باللقب السادس على أرضه في العصر الحديث، وهو الأمر الذي يعد بمثابة إعادة الروح إلى جماهير السامبا «التي تتنفس كرة القدم». وقال رونالدو: «كرة القدم هي مصدر العاطفة الأول لنا، مثل الموسيقى، وربما أكثر، لقد ولدنا ونضجنا ونحن نحلم بأن نصبح لاعبي كرة قدم». والتاريخ يصب في صالح قارة أميركا الجنوبية، حيث لم يتمكن أي فريق أوروبي من قبل من الفوز باللقب خلال أربع نسخ سابقة للمونديال أقيمت في أميركا الجنوبية، وكذلك لم ينجح فريق أوروبي في التتويج بنسخة كأس العالم التي جرت في الولايات المتحدة، أو نسختي المكسيك. وقال رونالدو: «أرى أن المنتخب البرازيلي غاية في القوة خاصة بعد كأس القارات، عندما لعب الفريق بشكل جيد وفاز، ولكني أرى أيضا أن المنتخب الألماني قوي جدا، بالإضافة إلى المنتخب الإسباني.. هؤلاء هم المرشحون للقب من وجهة نظري». ويعتقد رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرتين، عامي 1997 و2002، أن جائزة هذا العام ستذهب إلى الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة الإسباني، للعام الخامس على التوالي، وقال: «أعتقد أن ميسي سيفوز بالجائزة مرة أخرى (خامسة)». ولكن النجم البرازيلي لم يستبعد إمكانية تتويج البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني بالجائزة رغم أنه لم يفز بأي بطولة الموسم الحالي، وقال: «مثله مثل ميسي، ظهر رونالدو بشكل مذهل على مدار أعوام عدة، هذه هي المعايير الفردية، إذا ظل اللاعب على نفسه مستواه طوال العام فهو يستحق الجائزة، حتى لو لم يفز بأي لقب، لذا أعتقد أن كريستيانو يستحق الجائزة، مثله مثل ميسي». وأكد رونالدو الذي زاد وزنه بشكل واضح، «إنهما (ميسي ورونالدو) بكل تأكيد أفضل لاعبين في العالم.. بشكل أكبر بكثير من أي لاعب آخر. ويعتقد رونالدو أن إصابة ميسي بتمزق في عضلات الساق اليسرى منذ العاشر من نوفمبر الماضي والتي ستحرمه من نزول الملاعب لنحو ثمانية أسابيع، من شأنها أن تساعد النجم الأرجنتيني على «إعادة شحن بطارياته»، وقال: «خاض ميسي عددا هائلا من المباريات على مدار خمسة أعوام.. إنه النجم الأول في عالم كرة القدم.. والآن بعد هذه الإصابة، التي ليست خطيرة، مع ابتعاده عن المباريات، قد يحصل على راحة ويعيد شحن بطارياته». من جهته أكد روي هودجسون، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، أنه قلق بشأن الأجواء (الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة) وأيضا الملعب الذي سيخوض عليه فريقه مباريات كأس العالم، أكثر من قلقه بشأن هوية منافسيه في المجموعة. وقال هودجسون: «هناك أماكن في البرازيل يكون اللعب فيها أصعب من أماكن أخرى». وقال يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، إنه من الممكن أن يقع فريقه في مجموعة مع أحد المنتخبات الكبرى، ولكن «في بعض الأحيان تكون ميزة بالنسبة للمرء عندما يدخل الأجواء منذ بداية البطولة، ويكون التركيز في ذروته». وتحدث لوف عن ضرورة تأقلم لاعبيه سريعا على الأجواء في البرازيل، مشيرا إلى أن «الشكوى تعني الخسارة.. وستواجهنا أمور كثيرة لم نعتدها». وعلى عكس البرازيليين والإنجليزي أعرب تشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، عن قدر كبير من الثقة عندما أوضح تمنيه الوقوع في مجموعة صعبة لأن ذلك سيجعله متحفزا من البداية. وقال مدرب المنتخب الإيطالي: «نحن مستعدون للمجموعات الصعبة، ولكن إذا جاءت المجموعة سهلة فنحن نواجه صعوبات، هكذا هو تاريخنا، أفضل مجموعة صعبة، سنتعامل معها في حينها». وأضاف: «ما أتمناه حقا هو ألا نلاقي ألمانيا، لقد تحدثت عن مجموعة صعبة، وليست صعبة جدا، ولكني أوافق على مواجهتهم في النهائي». وقال برانديللي: «هناك فرق مفضلة مثل البرازيل وإسبانيا وألمانيا ونحن ما زلنا نتعثر، ولكن عندما نصل إلى هناك سنكون واحدا من أفضل الفرق على مستوى العالم، نحن فريق جيد، يمكنه أن يصبح قويا للغاية مع تطور الأحداث في البرازيل». وبعد أن شارك المنتخب الإيطالي في كأس القارات البرازيل الصيف الماضي وأنهى البطولة في المركز الثالث، حذر برانديللي من أن الحرارة والرطوبة ومن القضايا الشائكة في البرازيل وأن هناك علامات استفهام ينبغي على منظمي البطولة الإجابة عنها. وقال مدرب إيطاليا: «إذا أردت تقديم عرض عالمي رائع، يجب أن تمنح الفرصة للاعبين لإظهار أفضل ما لديهم». وتابع: «اقترح فرض وقتين مستقطعين لمنح الفرصة للاعبين لشرب الماء.. في كأس القارات وضع الفيفا زجاجات المياه خلف المرمى وكان جميع اللاعبين يشربون المياه أثناء تسديد الضربات الركنية، هناك خطورة من أن يخرج اللاعبون الكرة إلى ضربة ركنية من أجل الحصول على فرصة شرب المياه». وأضاف: «كان من الأفضل تحديد وقتين مستقطعين كل منهما لمدة دقيقتين للسماح للاعبين بشرب الماء، لم يحدث معي أبدا أن تطلب مني ثمانية لاعبين أن استبدلهم، عندما تفتقد إلى المياه هناك خطورة أن تفقد تركيزك». وتوقع برانديللي فوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم للمرة السادسة، وأن يقدم مهاجمه الشاب ماريو بالوتيلي الكثير في كأس العالم.
مشاركة :