واحة الشعراء.. الشاعر مبارك المغربي

  • 1/5/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أشرقت شمس الشاعر مبارك المغربي عام 1928 بحي الموردة بالعاصمة الوطنية للسودان، مدينة أم درمان. وعاصر منذ بداياته الشعريّة الحركة الوطنية وحراكها الوطنيّ والثقافي. تغنى باستقلال وأمجاد الأمّة وكان كروانها الصدّاح. مبارك المغربي هو عمالقة شعراء الأغنية العربية، حيث تغنى بشعره أشهر المطربين السودانيين الفنان صلاح ابن البادية والفنان الطيب عبد الله وآخرون. ومن قصائده التي انطبعت في وجدان الوطن هي سحر الجنوب، سواكن، أخي في الشمال التي تغنى بها العالم العربي من الخليج إلى المحيط وكان من الأغاني الناجحة التي أبدعت فيها المطربة فايزة أحمد. عاصر الشاعر مبارك المغربي جيل الفنّ في بدايات تحوّلات الأغنية السودانية من قالبها الشعبيّ (في أغنية الحقيبة) إلى آفاق الأغنية العصرية الحديثة. فكان يشكل مع معاصريه من عمالقة الفن بوتقة ابداعيّة، مثال حسين بازرعه وإسماعيل حسن وعبد المنعم عبد الحيّ. وعمل لسنوات في لجنة النصوص التابعة للإذاعة السودانية واهتم بالترجمة لـ (أعلام الغناء السوداني). التحق في مراحله الدراسيّة بمدراس أمدرمان وعمل بعد تخرجّه بمصلحة البريد والبرق ثم مدرسا في أم درمان ثم ضابطا بشرطة السجون في الفترة بين 1951 حتى عام 1971، ثم قاضيا بالدرجة الأولى في عام 1977، وعين أمينا عام للمجلس القومي بوزارة الثقافة في أيامه الأخيرة وأنهى بذلك وظيفته القضائية في أوائل الثمانينيات. ألف المغربي كتابين في الأدب وعلم الاجتماع: "من الحصاد" و"المخطئ الصغير". تغنت له المطربة الرائعة فايزة أحمد بأغنية أخي في الشمال في عام ١٩٦٠ وقام بتلحينها العملاق رياض السنباطي. كما تغنى بأشعاره العديد من أيقونات الفن بالسودان. غربت شمس هذا الشاعر في عام 1982 ولم تسعفه المنيّة أن يوثق لما آل إليه حال المجتمع السوداني في نهاية الثمانيات التي كانت بمثابة قاسمة الظهر - إن صح التعبير - وبداية السقوط إلى الهاوية بين الأمم. ولو أنّه كان حيّا لما سكت يراعه عن حبّ الوطن والزود عن قيم المجتمع السودانيّ التي أضاعتها أياد الإنقاذ. رحمه الله وطيب ثراه بقدر ما أثرى مكتبة الأدب العربيّة من تحف ودرر. الدواوين • عصارة قلب (1954) • عاشق النيل وألحان الكروان (1960) • مع الاصدقاء (1960) • ومن أناشيدي (1970) • من الوجدان (19٨0) • وحداء الاستقلال (1981) • (اليك المتاب) • ومسرحية (رجل من أهل الجنة). الأغنيات عثمان الشفيع: الباسم الفتان، يا ملاكي، لحن الكروان عبد الدافع عثمان: مرت الأيام الطيب عبد الله: أرض الحبيب صلاح بن البادية: حب الأديم سيد خليفة: حيرة قلب رمضان زايد: ليتني زهر فايزة أحمد: أخي في الشمال (ألحان: رياض السنباطي) قصيدة أخــــــــي فـــي الشمــــــــال أخي في الشمال .. حبيبَ القلوبْ أتسمعُ صوت أخٍ في الجنوبْ؟ يناجي خيالك عند الشروق ويهتف باسمك عند الغروب يحيّي نضالك في الغائبات ويُكبر فيك العلا والوثوب أخي في الجوار .. أخي في الدماء أخي في الكفاح، أخي في الخطوب خطوْنا . فحيا خطانا الزمان وخلَّد أمجادنا في الشعوب جرى النيل في أرضنا كوثرا فأجرى المودة لمّا جرى وغنّت مع الموج شطآنُه تُوثّق بين القلوب العرى كأني (بدمياط) رغم النوى يعانق في لهفة (عطبرا) وكم(بالجزيرة) من منظر حكى سحره (المقرن) الأخضرا حبتنا الطبيعة إشراقها فقالوا: أحبَّت فتى أسمرا وفي أرضنا .. في ثرى الخالدين براعم تسقي كؤوس النضال عزفت لها المجد أنشودة تظل تردد عبر القنال لنا الغد .. مادام فينا شباب فتيٌّ يزلزل شُمَّ الجبال وفينا الوفاء .. وفاء الشقيق وبأس الأسود .. وعزم الرجال بهذا اللقاء الحفيِّ الكريم يتيه الجنوب ويزهو الشمال

مشاركة :