أبدى فنانون وموسيقيون تفاؤلهم بمستقبل الفنون الموسيقية في بلادنا الغالية، مشيدين بما تضمّنته إستراتيجية هيئة الموسيقى من رؤية وأهداف وركائز، وقالوا في تصريحات خاصة لـ»المدينة»: «إن رسالة وأهداف الإستراتيجية سيكون لها تأثير إيجابي على تطوير القطاع الموسيقي السعودي، وتضع الأساس القوي لبنية تحتية فنية ستحقق نتائج مستقبلية واعدة، كما أن دعم المواهب الشابة في المملكة وتمكينهم بأسس علمية كان من أبرز الركائز التي لمسناها في الإستراتيجية». وكانت هيئة الموسيقى قد أطلقت مؤخراً، إستراتيجيتها التي تهدف إلى تطوير القطاع الموسيقي في المملكة، وتضمّنت حزمة من المبادرات والخطط والبرامج لدعم القطاع من جوانبه التنظيمية والتشريعية، ودعم منسوبيه في جميع التخصّصات الموسيقية، من ملحنين ومؤلفين موسيقيين وعازفين وفنيين ومستثمرين، وتمكينهم من ممارسة نشاطهم في بيئة مثالية تكفل تطوير القطاع وتحويله إلى صناعة موسيقية مؤثرة. 5 ركائز و60 مبادرة خرجت إستراتيجية هيئة الموسيقى بأكثر من 60 مبادرة موزعة على 5 ركائز هي: * ركيزة «التعليم» تشمل عدة مبادرات منها: تطوير التربية الموسيقية في مدارس الأطفال ومراحل التعليم العام بالمملكة بالتعاون مع وزارة التعليم، وإنشاء مراكز موسيقية تعليمية وتدريبية في كل من الرياض وجدة والدمام، وتدشين المعهد العالي للموسيقى الذي يقدم دورات لحاملي شهادات الدراسات العليا والشهادات المهنية. وستسهم هذه الركيزة في تأسيس أول أكاديمية افتراضية للتعليم الإلكتروني في العالم، وبدء العمل على تأسيس «بيت العود»، وإنشاء أكاديمية الموسيقى العربية، ومركز الأبحاث الموسيقية بالدرعية. * ركيزة «الإنتاج» إنشاء البنية التحتية الضرورية لقطاع الموسيقى، بما يُساعد الموسيقيين على تطوير مواهبهم ومهاراتهم. ومن مبادرات هذه الركيزة: بناء أكبر إستوديو تسجيل في العالم بالرياض، وتشجيع القطاع الخاص على فتح أكثر من 50 إستوديو في أنحاء المملكة، إضافة لتوثيق الموسيقى التقليدية السعودية في 13 منطقة بالمملكة، انطلاقاً من منطقة عسير، وإنشاء مكتبة موسيقية شاملة للأغاني التراثية والوطنية وتمكين ودعم الفنانين الموهوبين المحليين . * ركيزة «تقديم العروض الموسيقية وتوزيعها» تهيئة منصات لعروض المواهب داخل المملكة، ودعم توفير المنافذ التي تسمح بالوصول إلى المنتج الموسيقي السعودي بسهولة، وتشتمل على مبادرات: الفرقة الوطنية السعودية للموسيقى والكورال الوطني السعودي، وتأسيس أوركسترا الأطفال التي ستنطلق عام 2022، كما ستقوم الهيئة بعمل مهرجانات موسيقية وعروض بكافة أنحاء المملكة. * ركيزة «الدعم والتوعية والترويج» رفع مستوى الوعي بالموسيقى وبأهميتها الفنية والاجتماعية، ودورها في التواصل الثقافي مع العالم، والالتزام بتطوير تعليم الأطفال، ومن ذلك تطوير شخصية النمر العربي الشهير «دادان» واستثمارها كأداة تعليمية للأطفال. * ركيزة «التراخيص والملكية الفكرية» تمكّن هذه الركيزة الثقة بين شركاء الهيئة في الصناعة، والسماح للشركات بالمنافسة، والفنانين الموهوبين لتسويق مواهبهم وحماية حقوقهم. وتتضمّن مبادرات الهيئة في هذا الاتجاه: دعم جهود الهيئة السعودية لحقوق الملكية الفكرية (SAIP) والشراكة معها لنشر الوعي بحقوق صناعة الموسيقى، إضافة إلى تبسيط رحلة العاملين في قطاع الموسيقى للحصول على التراخيص من خلال منصة «أبدع». مدني عبادي: حصص موسيقية في المدارس عن إستراتيجية هيئة الموسيقى، يقول الموسيقي والملحن الفنان مدني عبادي: «فعلاً نحن بحاجة إلى هذه الإستراتيجية لتطوير وتثقيف أبنائنا الفنانين على أسس علمية أدبية لرفع مستوى الذوق الفني وللأخذ بأيدي المواهب الجمة في مملكتنا الحبيبة، ولما تحتويه بلدنا من تراث وألوان جمة، وما يمتاز به أبناؤنا من مواهب متعددة تحتاج إلى صقل وتوجيه سليم، والمهم هو أن تُفعل هذه الإستراتيجية بالتطبيق الفعلي، وذلك بإنشاء المعاهد الأكاديمية على غرار من سبقونا في هذا المجال وخاصة الجيل الجديد وبالذات من هم في مقتبل العمر من المراحل الابتدائية، وعلى أن تكون هناك حصص تعليمية موسيقية في المدارس كأي مادة علمية، حتى يتسنى لنا إنشاء جيل فني منذ نعومة أظافرهم، وهذا ما كنا نأمله للأجيال السابقة»، ويضيف مدني: «بإذن الله سوف نحقق ما نصبو إليه لأبنائنا الفنانين على أسس علمية أكاديمية تواكب رؤية ٢٠٣٠ وما فيها من فوائد وتغييرات إيجابية في جميع المجالات». خالد عبدالرحيم: سنلمس ثراء ما نملكه من تراث وخصوصية فنية وقال مؤسس صالون الرياض الفني خالد عبدالرحيم: «لا شك أن هذه الإستراتيجية العملاقة لتطوير قطاع الموسيقى في المملكة لم تأتِ من فراغ، وقد استمدت ركائزها عبر نظرة شمولية لما تمثله الموسيقى من شغف وما تعكسه من مؤشرات ميول الكثير من فئات المجتمع بمن فيهم الشباب والشابات وتعلقهم ومتابعتهم لكل الفعاليات بشكل ملفت، الأمر الذي دعا هيئة الموسيقى لدعم ذلك عبر كل تلك المعطيات الإجمالية التي شملتها الإستراتيجية»، مضيفاً: «من المؤكد أن هذا التوجّه سيؤتي ثماره بما هُيأ له من ميزانيات ودعم متكامل ومتابعة دقيقة خلال مراحل تنفيذه، وسنرى ثراء ما نملك من تراث وما نتميّز به من خصوصية فنية لها بصمتها التي تختلف عن الآخرين». حسن إسكندراني: الإستراتيجية توجّه واعد ونقلة نوعية الفنان حسن إسكندراني قدّم في البداية شكره لوزارة الثقافة وهيئة الموسيقى على هذا التوجّه في الحفاظ على التراث الموسيقي، وتعزيز الإنتاجات المحلية، وتحقيق نمو أكبر للقطاع الموسيقي محلياً ودولياً عبر تنمية المواهب والاهتمام بالجيل الصاعد وتنمية الذوق الموسيقي، فتأسيس فرق وطنية من الأطفال له مستقبل واعد بإذن الله ويحقق الوعي بالموسيقى لأن إشراك الأطفال في هذه الفرق يعني بأن تكون الموسيقى في كل بيت فينتشر الذوق والإلهام لدى أفراد المجتمع». وأضاف: «كما أن علاقة الموسيقى بالتربية علاقة وثيقة، فكل منها تعتمد على الأخرى، فالتربية تعتمد على الموسيقى في بناء شخصية الطفل، والموسيقى تحتاج إلى أساليب التربية ومفاهيمها في التعليم لنشر التذوّق الموسيقي الجيد والوصول إلى إمكانية تحقيق الإبداع الفني لذوي المواهب في هذا المجال، فلتعليم الموسيقى منذ الطفولة أهداف وظيفية وعقلية وفنية لا يستهان بها، واقترح أن يدمج الموهوبين من الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا المشروع الوطني الكبير». وختم الفنان حسن إسكندراني حديثه بالتأكيد على أن التوجّه لإنشاء مكتبة موسيقية شاملة للأغاني التراثية والوطنية، وإنشاء مركز الأبحاث الموسيقية بالدرعية، سيكون لهم الأثر الكبير في حفظ التراث الموسيقي والفني لمملكتنا والذي كاد أن يندثر، وأني على أتم الاستعداد للمساهمة في هذا الحراك الوطني الكبير. ممدوح سيف: تحقق طموحات الفنانين والموسيقيين وقال الفنان والموسيقي والملحن ممدوح سيف: «هيئة الموسيقى بلا شك تمثلني وتمثل كل الفنانين، ورئيس الهيئة محمد الملحم اجتهد كثيراً وعمل نتائج إيجابية في أوقات قياسية، وأقولها بصدق أن هذا الرجل جاء في الوقت المناسب، وهو إداري محنك وصاحب خبرة مميزة، وهذه عوامل مكّنته من القيام بعمل جيد في هيئة الموسيقى، وبلاشك أن إستراتيجية هيئة الموسيقى سيكون لها نتائج جيدة تحقق الطموحات التي يطمح لها كل الفنانين والموسيقيين في بلادنا الغالية».
مشاركة :