عواصم - وكالات: بعد تعرّضها لهجوم فاشل بطائرة مسيّرة الأربعاء، اعترف قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني علي تنغسيري بالمسؤولية عن استهداف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية، والتي تضم مستشارين أمريكيين. وأضاف في مقابلة صحافية أن استهداف القاعدة هو «أحد نماذج ردنا»، مهددًا في ذات الوقت القوات الأمريكية بالمنطقة وبإغلاق مضيق هرمز. وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية أوضحت صباح اليوم أن الدفاعات الجوية تصدّت لطائرة مسيّرة مجهولة حاولت الاقتراب من القاعدة الجوية التابعة لقيادة القوة الجوية العراقية في الأنبار مساء أمس، لافتة إلى أنها أسقطت خارج محيط «عين الأسد». وكانت القاعدة تعرّضت لاستهدافات عدة خلال اليومين الماضيين عبر مسيرات مجهولة، بالإضافة إلى هجمات صاروخية. فقد كشف مسؤول في التحالف الدولي لوكالة فرانس برس، أمس أن خمسة صواريخ سقطت بالقرب من القاعدة، دون وقوع إصابات. كما استهدفت عين الأسد الثلاثاء بطائرتين مسيرتين مزودتين بمتفجرات، فيما استهدف مركز دبلوماسي أمريكي في مطار بغداد بمسيّرتين أيضًا. إلا أن الهجومين أحبطا، ولم يسفرا عن ضحايا أو أضرار، كما أفاد المسؤول. أتت تلك الهجمات بالتزامن مع الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في محيط مطار بغداد قبل عامين، من قبل طائرات أميركية. ولطالما توعدت إيران والميليشيات العراقية الموالية لها بالثأر لمقتل القياديين، مكتفية بإطلاق الصواريخ والمسيرات التي غالبًا لا تحدث أضرارًا جسيمة، وتسقط بمحيط قواعد عسكرية تضم جنودا أمريكيين تابعين للتحالف. إذ لا يزال ما يقارب 2500 جندي أمريكي وألف جندي من قوات التحالف متواجدين منذ صيف 2020، على الأراضي العراقية، لتقديم الاستشارات والتدريب للقوات العراقية، فيما غادرت البلاد غالبية القوات الأميركية التي أرسلت عام 2014 كجزء من التحالف في عهد دونالد ترمب. في سياق متصل فيما لا يزال نحو 900 جندي أمريكي منتشرين في شمال شرقي سوريا، في قاعدة التنف الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية. في سياق متصل هيمنت التحديات التي تشكلها إيران، وأمن إسرائيل، على مباحثات وزيري الخارجية الأمريكي والإسرائيلي. مباحثات ثنائية بين أنتوني بلينكن ويائير لابيد، جاءت في اتصال هاتفي جرى الأربعاء. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، الخميس، إن الوزيرين بحثا مجموعة من التحديات الإقليمية والدولية، بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، والتحديات التي تشكلها إيران. وأضاف برايس أن بلينكن، «جدد التزام الإدارة الأمريكية الصارم بأمن إسرائيل. وكان لابيد أكد في تصريحات له مطلع الأسبوع الجاري، أن لدى بلاده قدرات لا يتخيلها العالم لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وجاء تصريح الوزير ردًّا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل لديها قدرات لمهاجمة مواقع تخصيب اليورانيوم ومواقع الأسلحة الإيرانية. من ناحية أخرى فيما تتواصل المحادثات النووية في فيينا بدورتها الثامنة، مع تحقيق تقدم متواضع جدًا بحسب ما أوضحت واشنطن، يبدو أن التلويح بعقوبات مدمّرة بات السبيل الوحيد لردع طهران. فقد أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مسؤولين إسرائيليين خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل أن التهديد بفرض آلية عقوبات مجلس الأمن الدولي «سناب باك» يجب أن يكون وسيلة لردع طهران عن تخصيب اليورانيوم بدرجة تسمح بصنع سلاح نووي، بحسب ما نقل موقع «أكسيوس» عن 3 مسؤولين إسرائيليين، على اطلاع مباشر بالأمر. كما قال، خلال لقائه المسؤولين الإسرائيليين الشهر الماضي «إنه قلق للغاية من أن الإيرانيين يشعرون بأنهم يقتربون من إمكانية صنع سلاح نووي». وأشار إلى أن بلاده قد تنسحب من المحادثات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع، ولم يتفاوض الإيرانيون بحسن نيّة.
مشاركة :