الماتي (كازاخستان) (وكالات الأنباء): قتل «عشرات» المتظاهرين بأيدي الشرطة وجرح نحو ألف آخرين ليل الأربعاء الخميس في كازاخستان أثناء محاولتهم الاستيلاء على مبان إدارية في إطار تظاهرات وأعمال شغب بدأت احتجاجا على زيادة أسعار الغاز وما زالت متواصلة. وقتل كذلك 12 من عناصر قوات الأمن وجرح 353 آخرون في أعمال الشغب والتظاهرات التي تهز كازاخستان منذ أيام، على ما أعلنت السلطات المحلية أمس الخميس. في الوقت نفسه، أعلنت روسيا وحلفاؤها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أمس الخميس إرسال الكتيبة الأولى من قوات حفظ السلام إلى كازاخستان الدولة الواقعة في آسيا الوسطى التي تشهد حالة غضب بدأت الأحد الماضي في المقاطعات وامتدت إلى العاصمة الاقتصادية للبلاد (ألماتي) حيث تحولت إلى أعمال شغب. وقال هذا التحالف العسكري في بيان نشرته على تطبيق تليجرام المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا «تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه». وستكون مهمة هذه القوات التي تضم وحدات روسية وبيلاروسية وأرمنية وطاجيكستانية وقرغيزستانية «حماية منشآت الدولة والمنشآت العسكرية» و«مساعدة قوات حفظ النظام الكازاخستانية على إحلال الاستقرار وإعادة دولة القانون». وفي واشنطن، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس إلى إيجاد حلّ سلمي للوضع المضطرب في كازاخستان واحترام حرية الإعلام، في اتصال مع نظيره الكازاخستاني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن بلينكن «شدد على دعم الولايات المتحدة الكامل للمؤسسات الدستورية في كازاخستان وحرية الإعلام ودافع عن حلّ سلمي للأزمة يحترم حقوق الإنسان». وقد أخفق الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف حتى الآن في قمع الاحتجاجات على الرغم من تنازله على صعيد أسعار الغاز وإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول. ونقلت وسائل إعلام محلية أمس الخميس عن المتحدث باسم الشرطة سالتانا أزيربك أن «عشرات» المتظاهرين قتلوا أثناء محاولتهم الاستيلاء على مبان إدارية ومراكز للشرطة. وقال إن «القوى المتطرفة حاولت اقتحام مبان إدارية ومراكز للشرطة في مدينة ألماتي»، مؤكدا أنه «تم القضاء على عشرات المهاجمين». من جهته، صرح نائب وزير الصحة آجر غينات لقناة «خبر 24» أن «أكثر من ألف شخص أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب في مناطق مختلفة من كازاخستان، تم إدخال 400 منهم إلى المستشفى و62 شخصا في العناية المركزة» حسب القناة التي نقلت عنها وكالتا إنترفاكس وتاس هذه المعلومات. وأعلنت السلطات مقتل 12 من عناصر قوات الأمن وجرح 353 آخرون في أعمال الشغب والتظاهرات على ما ذكرت القناة الحكومية نفسها التي قالت إنه «عثر على جثة أحدهم مقطوعة الرأس» حسب وكالات الأنباء تاس وإنترفاكس - كازاخستان وريا نوفوستي. وظهرت في لقطات على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي مشاهد فوضى من نهب محلات تجارية واقتحام بعض المباني الإدارية وإحراقها في ألماتي فيما سمعت طلقات أسلحة آلية. على خلفية مشاكل في عمل الإنترنت، أعلنت المتحدثة باسم المصرف المركزي أولجاسا رمضانوفا تعليق عمل كل المؤسسات المالية في البلاد. ونتيجة للفوضى، شهد اليورانيوم الذي تعد كازاخستان أحد المنتجين الرئيسيين له في العالم، ارتفاعا حادا في سعره، بينما انهارت أسعار أسهم الشركات الوطنية في بورصة لندن. وتشكل كازاخستان مركزا لتعدين البتكوين الذي يشهد أيضا انخفاضا حادا. والمتظاهرون غاضبون خصوصا من الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم البلاد من 1989 إلى 2019 ولا يزال يحتفظ بنفوذ كبير. وهو يعتبر راعي الرئيس الحالي توكاييف. وتعيش في كازاخستان كبرى الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى وأكبر اقتصاد في المنطقة، أقلية كبيرة تعتبر روسية اثنيا وترتدي أهمية اقتصادية وجيوسياسية حاسمة بالنسبة إلى روسيا.
مشاركة :