سيكون محبو الفن الرابع في سلطنة عمان بدءا من التاسع من يناير الجاري، ولمدة ستة أيام، على موعد مع “أيام تواصل المسرحية” التي تنظمها فرقة تواصل المسرحية على خشبة مسرح كلية الدراسات المصرفية بالعاصمة مسقط. ويستقطب هذا الحدث المسرحي مجموعة من الأعمال الفنية من السلطنة، والتي يشارك فيها خريجون ومواهب من المتميزين في نوادي المسرح الجامعي الذين تم إدماجهم ضمن فرقة تواصل. وأعدّت فرقة تواصل التي تنظم هذه الأيام وتشرف على فعالياتها برنامجًا فنيًا نوعيًا، وذلك بدءًا من يوم الافتتاح الذي سيكون مخصصا للعرض المسرحي “المهاجر”، وهو من تأليف بدر الحمداني وإخراج سامي البوصافي وتمثيل عبدالحكيم الصالحي. وستتوالى عروض التظاهرة المسرحية بتقديم عروض متنوعة؛ من بينها مسرحية “عبر الأثير” وهي من تأليف نصار النصار وإخراج ماهر الحراصي وتمثيل قحطان الحسني وسامي البوصافي وعمار الجابري وزاهر الصارمي وحامد الجميلي وسرور الخليلي، ومسرحية “قبل الفطور” وهي من تأليف يوجين أونيل وإخراج محمد الشماخي وعزة اليعربية، بالإضافة إلى حلقة عمل وأمسيات فنية. المسرح الجامعي يقدم سنويا عروضا مختلفة وصار فضاء خصبا يعالج الواقع العماني وفق مدارس وتوجهات مسرحية متنوعة وفي حديثه عن هذه الأيام قال إسماعيل الرواحي -وهو أحد أعضاء فرقة تواصل المسرحية- إن الفرقة تعدّ من أبرز الفرق العُمانية في المجال المسرحي والفني لارتباطها بمخرجات المسرح الجامعي، مشيرًا إلى أنّ الفكرة من وراء وجودها قامت على تأسيس فرقة تحتضن الخريجين من جامعة السلطان قابوس وباقي كليات سلطنة عُمان ممَّن يهتمون بالمجال المسرحي، وكان أغلب الأعضاء المؤسسين من المتميّزين الذين قدّموا عدّة نجاحات على مستوى المسرح الجامعي والكلّيات وامتدت مشاركاتهم داخل سلطنة عُمان وخارجها. وأوضح الرواحي أنّ الفرقة استطاعت منذ تأسيسها إلى الآن أن تقدم تسعة عشر عملًا مسرحيًا في حوالي 53 فعالية متنوّعة، وتحصلت على 23 جائزة محلية ودولية، وتعدّ مسرحيات “حارة البخت” و”شيزوفرينيا جسر وديك الحاكم” و”كن أنت الجوكر” و”سو واط”، و”الحشمير” ومسابقة “كن أنت الجوكر” من أبرز الأعمال الفنية للفرقة. وبلغ عدد أعضاء الفرقة، التي تعمل وفق شعار “من الجامعة إلى المجتمع بآمال وطموح كبيرين”، 86 مسرحيا من الذكور والإناث، بخبرات متميّزة في مجالات فنية متنوعة. من جانبه أشار المخرج المسرحي ماهر الحراصي إلى أن فرقة تواصل المسرحية والقائمين عليها ينتهجون نهج العروض الدائمة، ويعدّ عمله المسرحي “عبر الأثير” من العروض المساعدة على انتهاج هذا التوجه. وقال الحراصي إنّه يسعى لأن يكون ضمن المشاركين الدائمين لهذه الأيام في السنوات القادمة، لما تقدّمه من عطاء مسرحي للجمهور العماني بشكل عام ومحبي المسرح بشكل خاص ولما تشكّله من تجربة مختلفة يُستفاد منها على مختلف الأصعدة. وقال مخرج مسرحية “المهاجر” سامي البوصافي (وهو أيضا ممثل في مسرحية “عبر الأثير”) إن “المسرحية -وهي من نوع المونودراما- تناقش قضية المهاجرين في العالم العربي، ومرورهم برحلة المعاناة والبحث عن بر الأمان”. وهو يحاول من خلالها أن يخرج بقالب مختلف في توصيف القصة على الخشبة، والتي تدعمها رؤية سينوغرافية فريدة يقودها الشاب عبدالعزيز الجميلي محاولا أن يضفي على أداء الممثلين مؤثرات بصرية وفرجوية تجعل المسرحية أشبه بلوحة فنية متكاملة على خشبة المسرح. من جانبه قال مخرج مسرحية “قبل الفطور” محمد الشماخي إن “هذه المشاركة في مثل هذه التظاهرات الجامعية ساهمت كثيرًا في رفد الجانب المعرفي في مجال الإخراج بفضل الاحتكاك بالمؤسسين للمسرح باللغة الإنجليزية، منهم أسامة الفارسي وعبدالله العلوي”، معبرا عن أمله في أن تتم ترجمة الأعمال العُمانية إلى اللغة الإنجليزية لتشكّل علامة في تاريخ المسرح العُماني ورافدًا قويًا لتصدير الثقافة والتاريخ العُمانيّيْن والتعريف بهما لدى الشعوب الناطقة بغير العربية من خلال تقديم العروض المسرحية باللغة الإنجليزية. التظاهرة المسرحية تشمل على مجموعة من العروض المتنوعة من بينها مسرحية “عبر الأثير” ومسرحية “قبل الفطور” وحلقات عمل وأمسيات فنية ويعلّق الممثل المسرحي سرور الخليلي على مشاركته في أيام تواصل المسرحية قائلًا “أتمنى أن نقدِّم وجبة كوميدية مُمتعة للجمهور”. ويرى الخليلي أن فرقة تواصل المسرحية تسعى لإيجاد مسرح مختلف في سلطنة عُمان وللرقي بالإنتاج المسرحي وإيصاله إلى مستوى فريد من نوعه. ويحظى المسرح الجامعي بأهمية بالغة ضمن مسار المسرح العُماني عامة، حيث أسهم قسم الفنون المسرحية بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس -الذي لم يستمر سوى أربعة عشر عاما منذ افتتاحه في الموسم الجامعي (1990 - 1991)، بشعبه الثلاث (النقد والدراما، والديكور المسرحي، وشعبة التمثيل والإخراج)- في تعزيز المجال المسرحي بمسرحيين متخصصين قدموا ومازالوا يقدمون أعمالا خالدة على الساحة المحلية والعربية. ويقدم المسرح الجامعي سنويا عروضا مختلفة من حيث الشكل والمضمون، وصار فضاء خصبا يعالج الواقع العماني وفق مدارس وتوجهات مسرحية متنوعة، وكثيرة هي المسرحيات الجامعية التي عالجت الواقع المجتمعي في السلطنة وأبرزت بشكل كبير دور المسرح الجامعي في إثراء الساحة الأدبية العمانية وفي التعريف بثقافة البلد بدءا من اللهجة المحلية وصولا إلى أبرز القضايا الحياتية التي تؤثر في مسار سلطنة عُمان التاريخي.
مشاركة :