حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الارتفاع الحاد في الإصابات بمتحور أوميكرون في مختلف أنحاء العالم يمكن أن يزيد من خطر ظهور متحورات جديدة أكثر خطورة. جاء ذلك بحسب تصريحات أدلت بها مسؤولة الطوارئ بمكتب المنظمة في أوروبا كاثرين سمولوود لوسائل إعلام فرنسية. وقالت سمولوود إن “الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات قد يأتي برد عكسي”، مضيفة “كلما ازداد انتشار أوميكرون ازدادت (…) احتمالات ظهور متحورات جديدة”. وأشارت إلى أن “أوميكرون متحور قاتل يمكنه التسبب في الوفاة؛ ربما بنسبة أقل بقليل من (متحور) دلتا (السابق)، لكن من يستطيع معرفة كيف سيكون المتحور الجديد؟”. ولفتت سمولوود إلى أن “أوروبا سجلت أكثر من 100 مليون إصابة بكورونا منذ ظهور الوباء، وأكثر من 5 ملايين إصابة في الأسبوع الأخير من 2021، ما يفوق بكثير ما شهدناه في الماضي”. وزادت مسؤولة الطوارئ قائلة “نحن في مرحلة خطيرة جداً، نرى الإصابات ترتفع بشكل كبير في غرب أوروبا فيما لم تتضح التداعيات الكاملة بعد”. وأكدت أنه “على المستوى الفردي يبدو خطر دخول المستشفى أقل بالنسبة إلى المتحور أوميكرون مقارنة بدلتا، إلا أنه بشكل عام يمكن أن يمثل تهديدا أكبر بسبب عدد الحالات (التي تصاب بأومكرون)”. وذكرت سمولوود أنه “عندما نرى الحالات ترتفع إلى هذا الحد فإن ذلك يؤدي على الأرجح إلى المزيد من المصابين بأعراض حادة تنتهي بهم إلى المستشفى وربما تؤدي إلى الوفاة”. ومنذ اكتشاف أوميكرون أول مرة في جنوب أفريقيا، أواخر نوفمبر الماضي، واصل المتحور الانتشار في أكثر من 70 دولة، إذ وصفته منظمة الصحة العالمية بـ”المثير للقلق”. وقال سيرجي توكاريف، المختص في الطب الوقائي، إن سلالة أوميكرون من فايروس كورونا يمكن أن تبدأ في الانتشار والدوران إلى ما لا نهاية بسبب قدرتها على الانتقال بين الحيوانات والبشر. وأضاف توكاريف أن هناك دليلا على أن أوميكرون يمكن أن ينتقل إلى القوارض، وإذا عادت العدوى منه إلى البشر فسيكون ذلك سيئا للغاية؛ لأن هذا يعني أن أوميكرون يمكنه التنقل والدوران إلى ما لا نهاية حتى يتحور مرة أخرى. وأشار الخبير إلى أن السلالة الجديدة أخذت الآن تحل بنشاط محل متحور دلتا، ولكن من السابق لأوانه حاليا الإجابة عن سؤال: هل سينتهي الأمر بانتصار أوميكرون على سلفه بشكل نهائي؟ Thumbnail وقال الطبيب “ربما يستمر انتشار دلتا في بعض المناطق، وقد تنتشر السلالتان في وقت واحد”. ونوه إلى أن زيادة عدد المصابين الذين يدخلون المستشفيات في مدينة بروفانس بجنوب فرنسا الآن ترتبط بمتحور دلتا. وأشارت إدارة حماية حقوق المستهلك والخدمات الصحية الروسية روس بوتريب نادزور إلى أن المتحور المسجل في مرسيليا الفرنسية قد لا يمثل خطرا في الوقت الراهن. ونشرت بوابة “ماد ريكزيف” للمقالات العلمية دراسة حول نوع جديد من العدوى تم الكشف عنه لدى 12 شخصا من سكان مرسيليا ناجم عن طفرة مرتبطة بمتحورات فايروس كورونا. ووفقا للدراسة كشفت اختبارات تحديد الطفرات وجود تركيبة غير نمطية للفايروس. ولأول مرة تم التعرف على نوع جديد من الفايروس وتمت تسميته “B.1.640.2” في نوفمبر 2021 لدى شخص عاد من الكاميرون. وقالت الدراسة إنه تم تحميل تسلسل العينة الأولى من المتحور “B.1.640.2” إلى قاعدة البيانات الدولية في الرابع من نوفمبر 2021. وفي غضون شهرين تمت إضافة حوالي 20 إصابة لقاعدة البيانات سجلت في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة والهند، وفي ديسمبر الماضي لم تسجل سوى حالات منفردة. وأوضحت الصحيفة أن “المتحور الجديد يتميز بعدد كبير من التغيّرات الجينية بما فيها جين البروتين (S)، في حين أن بعض الطفرات متأصلة في متحوري أوميكرون ودلتا”.