الشهيد علي ناصر الخييلي ضرب أروع أمثلة الشجاعة

  • 11/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ملحمة بطولية سطرها الشهيد علي ناصر سالم الخييلي، وهو يذود عن حدود وطنه ويبذل قصارى جهده في الحفاظ عليها واضعاً إنجاز مهمته في قائمة أولوياته حتى ولو كلفه ذلك حياته. الشهيد البطل لم ينظر إلى أبنائه الأربعة عندما لاقى وجه ربه الكريم شهيداً وهو يذود عن الحمى مرخصاً نفسه وأسرته فداء لتراب الوطن الذي أغدق عليه العطاء منذ ولد وحتى لحظة استشهاده. الشهيد علي ضرب واحداً من أروع الأمثلة في الشجاعة والإخلاص عندما هب لتأدية واجبه ولم يبال بما قد يخبئه القدر لحظة انطلاقه وزميله الذي كتب الله له الحياة بالزورق لمنع قارب حاول تجاوز منطقة محظورة لينقلب القارب ويستشهد البطل مسطراً ملحمة في البطولة التي ستبقى عالقة في الأذهان وتسجلها كتب التاريخ، ومؤكداً أن شجاعة أبناء الإمارات واستبسالهم في أداء الواجب ستبقى عالقة في ذاكرة الأمة العربية والإسلامية، لاسيما أنهم العون لوطنهم. كان مثالاً للمواطن المحب لوطنه وقيادته يقول سيف عبدالله السلامي، موظف في مديرية شرطة العين إن علي ناصر سالم الخييلي، كان مثالاً للمواطن المحب لوطنه وقيادته ولم يكن يتقاعس عن أداء واجبه مهما كانت الظروف، حيث كان الواجب يتصدر قائمة أولوياته مضيفاً أنه عرف عنه رحمه الله شجاعته وبسالته ودماثة خلقه التي جعلته مثالاً يحتذى به. ويروي تفاصيل استشهاده ويقول إنه كان ضمن إحدى القوى العسكرية المناط بها حراسة واحدة من الجزر الإماراتية، وكان يؤدي مهامه في عرض البحر، حيث اقترب أحد القوارب من منطقة محظورة وانطلق برفقة زميله لمنع القارب من الاقتراب من المنطقة المحظورة، حيث اصطدموا بموجة عالية أدت إلى انقلاب طرادهم واستشهاده، حيث عثر على جثمانه الطاهر فريق من القوات المسلحة في اليوم الثاني. وأضاف: لقد انتابتني حالة من الرهبة عندما توليت عملية غسله وأدركت الكثير من الحقائق التي أوردها ديننا الحنيف في حق الشهداء ومكانتهم عند ربهم، حيث كان جثمان الشهيد وكأن به روح رغم أنه بقي في الماء لأكثر من يوم. ويضيف أن القيادة الرشيدة لدولتنا بذلت قصارى جهدها في التخفيف علينا في مصابنا، كما أنها في حالة سعي حثيث لتوفير جميع مقومات الحياة الكريمة لورثة الشهيد، ما أسهم في تذليل كافة العقبات من أمامهم. وتحدث السلامي عن الدور المهم الذي تلعبه القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وقال إن المشاركة في مثل هذه القوة يعد إنجازاً لكل فرد من أبناء شعب الإمارات الذين عرف عنهم سرعة الاستجابة ومد يد العون للمحتاج، مضيفاً أن العمل العسكري شرف لكل جندي وفي الإمارات اقترن هذا العمل بطاعة ولي الأمر وهذا الأمر مرده ثقة الشعب في قيادته. المشاعر الأبوية بين القيادة والمواطنين أما أحمد عبدالله السلامي خال أبناء الشهيد فيؤكد أن استشهاد البطل علي ناصر الخييلي، أكد لنا مدى المشاعر الأبوية التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة التي لم تقطع تواصلها مع أبناء الشهيد وأرملته ووفرت لهم جميع سبل العيش الكريمة، حيث كانت اللجان تزور الأسرة بشكل متواصل، يعكس اهتمام القيادة بجميع تفاصيل حياة أبناء شهدائها والإلمام بكل احتياجاتهم وتوفيرها بشكل سريع. وأعرب عن فخره بشهداء الإمارات قائلاً: إن الأشهر الماضية أثبتت أن أبطال قواتنا المسلحة أنهم عند حسن ظن قيادتهم وشعبهم في استبسالهم ضد طغيان الظلم. الرعاية الشاملة فرجت عني الهموم وبنبرة قوية لا تعرف الانكسار أكدت أرملة الشهيد أن شعباً تحكمه قيادة حكيمة مثل شعب الإمارات لا خوف عليه، ولعل واقع أسرتي التي استشهد عائلها خير مثال لما تتمتع به قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، حيث أسهمت الرعاية الشاملة التي أحاطتني بها وأبنائي الأربعة، فرجت عني الهموم التي كانت تراودني عقب استشهاد زوجي وهي انعكاس طبيعي لأي سيدة تجد نفسها في موقفي، ولكن سرعان ما تبين أن شرف استشهاد زوجي كان مصدر تقدير من قبل الجميع، وأن قيادة شعبنا لم تغفل عن تكريمه والاحتفاء به وبأسرته. لقد وقفت القيادة الرشيدة لدولتنا وقفة جديرة بالتقدير إلى جانبي، وأزالت عني جميع الأعباء وجعلتني أشعر بالقيمة الحقيقية لاستشهاد زوجي، وأنا أرى أبنائي يكبرون يوماً تلو الآخر وهم يستشعرون الإحساس البطولي نفسه الذي يغمرني. ابن الشهيد فخور بوالده وشهادته وبقيادته منصور ابن الشهيد البطل الذي بدا أكبر من سنه الذي لم تتجاوز أعوامه الحادية عشرة، فقد أكد أنه فخور بوالده الشهيد، وقال وهو يرتدي الزي الوطني إنه يدرس بجد واجتهاد مسابقاً الزمن لينخرط في صفوف القوات المسلحة مقتدياً بوالده وليتمكن من إتمام مهمة والده الشهيد في خدمة وطنه المعطاء الذي وفرت له قيادته الرشيدة كل السبل ليكون مواطناً صالحاً، هدفه الدفع بعجلة التنمية التي تشهدها البلاد والحفاظ على مكتسباتها. ووجه الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي كان له بمثابة الأب منذ اليوم الأول لاستشهاد والده، وقال: لقد أحاطنا سموه بالرعاية والحنان ولم يشعرنا بأي نقص وأنا أتمنى أن يأتي الوقت الذي أتمكن فيه من رد الجميل للوطن ولسموه. الشهيد كان في خدمة الوطن اعتبر حميد عبدالله السلامي موظف، الشهيد علي ناصر الخييلي، رمزاً للمواطن الصالح، وقال إنه عاش حياة مملوءة بالطموح في خدمة وطنه وإسعاد أسرته، مضيفاً أنه وبالرغم من أن ظروف عمل الشهيد كانت تجبره على الوجود في العمل لفترات مختلفة، إلا أنه كان حريصاً أيضاً على صلة رحمه وحضور المناسبات الاجتماعية والتواصل مع أصدقائه، كما أنه كان سعيداً بأبنائه، ودائماً يريدهم أن يكونوا بأفضل حال.

مشاركة :