أكد جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة فاو أن النهوض بتغذية الجميع وإحداث تحول في النظم الغذائية العالمية يشكلان تحديات مهمة تواجههما المنظمة، لكنه اعتبر أن من أكبر هذه التحديات وجود 800 مليون شخص حول العالم لا يزالون يعانون الجوع يومياً. وأشار سيلفا، خلال الاحتفال بالعيد السبعين لتأسيس المنظمة، إلى الهدف العالمي الجديد للقضاء المبرم على الجوع بحلول عام 2030، والذي اعتمده المجتمع الدولي في سبتمبر/أيلول من العام الجاري، مؤكداً أن فاو أثبتت قدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية والاستجابة للتحديات المستجدة. وشدد على أن شعار عالم الصفر جوعاً ليس مجرد حلم، وإنما يمكن أن يصبح واقعاً معاشاً بفضل تطبيق عدد من الإنجازات المهمة التي شوهدت على مدى السنوات السبعين الماضية. ولاحظ أنه إذ تضاعف عدد سكان العالم ثلاث مرات خلال تلك الفترة، ارتفع معدل توفر الغذاء للفرد أيضاً بنحو 40 في المئة، مشيراً إلى أن 73 بلداً من أصل 129 بلداً رصدت فاو أوضاع الجوع في صفوف سكانها ونجحت فعلياً في خفض نسبة الجياع لديها إلى النصف. وإثر حملة دامت عقوداً على يد فاو وشركائها، جاء استئصال الطاعون البقري عام 2010، كوباء قاتل للماشية منذ قرون أهلك القطعان وخيم على سبل معيشة المزارعين في أنحاء العالم، بمثابة إنجاز آخر بارز على الطريق، مثلما خطت جهود مماثلة خطوات واسعة قدماً في احتواء خطر الجراد الصحراوي كتهديد مسلط من قديم الأزل على المحاصيل والأمن الغذائي. وفي مجال مصايد الأسماك، أشار إلى مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد، باعتبارها إنجازاً كبيراً دائم الآثر على الصعيد العالمي وساعد على إرساء ممارسات الصيد المسؤول والنهوض بمستويات سلامة الصيد، ووضع الملصقات، وتحسين تجارة الأسماك، بحيث تكاد تغطي لوائح المدونة اليوم جميع جوانب صناعة صيد الأسماك بل وتسترشد السياسات الحكومية بالمدونة الدولية في جميع القارات إلى الحد الذي مكّن معظم البلدان من أن تصبح لديها سياسات لمصايد الأسماك وتشريعات متوافقة مع التنظيمات الدولية. وتطرق رئيس فاو إلى أن المنظمة أحرزت أيضاً تقدماً في ضمان تأمين الغذاء وسلامته عالمياً، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بفضل هيئة الدستور الغذائي التي أتاحت المعايير والخطوط التوجيهية لمنتجي الأغذية وتجار التجزئة عملاً على ضمان سلامة تجارة الأغذية الدولية وجودتها ونزاهتها.
مشاركة :