دان رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي د. حنيف القاسم ببالغ الحزن هجمات باريس الإرهابية، مشيراً إلى أن الإرهاب أصبح خطراً محدقاً بالعالم أجمع، داعياً لعقد مؤتمر لمكافحته. وقال د. حنيف القاسم في بيان، إن مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي إذ يدين بشدة هذه الأعمال البربرية يؤكد أن الإرهاب العالمي صار خطراً محدقاً بالعالم أجمع، وبمواطنيه وليس بعاصمة فرنسا وحدها، كما أنه يمثل تهديداً عميقاً للنور وللحداثة والسلام العالمي في الوقت نفسه، بعد أن بلغت القوى الظلامية والجهاديات المعولمة شأناً ودرجة غير مسبوقة في عنفها الدموي والعشوائي تجاه المدنيين والدول والمجتمعات الآمنة. وأضاف البيان أن المركز يجدّد دعمه الكامل لجهود مكافحة التطرّف السياسي والديني الذي يمثّل دون أدنى شك انتهاكاً لحقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في الحياة وفي السلام وفي الحرية. محاربة الإرهاب ودعا المركز في البيان إلى مواصلة الجهود الدولية والإقليمية والوطنية في الحرب على الإرهاب وتجفيف روافده الفكرية والسياسية في سوريا والعراق وغيرها من بؤر التوتر. وحض على تجاوز حالة الارتباك الدولي في حل الأزمات التي وجد فيها تربة خصبة للنمو والتمدد في سوريا والعراق ومعاقبة الدول والأنظمة الداعمة له بأشكاله الطائفية المختلفة، في سوريا والعراق واليمن الرافضة لشرعيات الدول. وطالب البيان بـضرورة الحذر من اتخاذ حقوق الإنسان جسراً لأعداء الإنسان وأعداء الحضارة والأنوار من العناصر الإرهابية التي اتخذت من حرية الغرب ومن حداثته ملاذاً آمناً لنشر أفكارها المتطرفة والدعوة لأيدولوجياتها وإماراتها الدينية والأيدولوجية وزرع خلايا التطرف التي تستهدف دوله ومواطنيه وزائريه كما كان في أحداث فرنسا الأخيرة. ورأى المركز أن تفجيرات باريس وما سبقها أثبتت أنه لا يصح الظن بمعزل دولة أو مجتمع ما عن شرور الإرهاب الذي يلاحق الجميع، وبلغ شأناً وخطراً غير مسبوق، ويواصل تهديداته للجميع دون استثناء في الغرب وفي الشرق الأوسط وفي كل مكان، ما يؤكد ضرورة التوحد والتحالف الدولي في مجابهته دون استثناء. تداعيات وشدد مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي على رفض أن يكون لمثل هذه الأحداث تداعياتها السلبية على الجاليات المسلمة، مؤكداً الفارق الشاسع بين الإسلام وبين الإرهاب المنحرف عنه، ويرفض في الوقت نفسه الأصولية اليمينية والتمييزية ضد دين بعينه التي يستثمرها الإرهاب في الجانب الآخر. وطالب المركز المجتمع الدولي بعلاج جذري لمشكلة الإرهاب وتجفيف روافده في الشرق الأوسط، بدءاً من معالجة القضية الفلسطينية، إلى حل جذري للأزمة السورية، ورفض للجهاد الطائفي وهي المبررات التي يوظفها الإرهاب المنسوب للغالبية المسلمة السنية. وثمن د. حنيف القاسم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية والمجلس العالمي لحقوق الإنسان، المبذولة في مكافحة الإرهاب، داعياً لمؤتمر دولي يعقد بشكل دوري لمناقشة تطوراته الخطيرة والمتصاعدة واستراتيجياته المتجددة لوضع علاجات شاملة لمشكلته تضع حداً لها.
مشاركة :