لحظات رياضية مذهلة في 2021: رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة

  • 1/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حتى عندما تم الإعلان رسمياً عن رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن برشلونة، لم يكن الأمر يبدو حقيقياً. وحتى عندما كان رئيس برشلونة يقف هناك ويؤكد رحيل ميسي، لم يكن الأمر يبدو صحيحاً. وحتى بعد كل تلك التحذيرات، كان الجميع يتشبث بالأمل في أن يكون هناك حل ما. وبالفعل، كان هناك أمل في بقاء ميسي داخل «كامب نو»، ففي حوالي الساعة التاسعة مساءً من يوم الرابع من أغسطس (آب)، هبط ليونيل ميسي وعائلته في كاتالونيا، على متن طائرة خاصة من «إيبيزا». لقد جاء ميسي لتوقيع عقد جديد مع برشلونة، وتلاشت كل هذه المخاوف؛ لكن فجأة تم الإعلان عن بيان يؤكد أنه سيرحل. كان ميسي قد انضم لبرشلونة وهو في الثالثة عشرة من عمره. والآن، وصل إلى سن الرابعة والثلاثين، وبعد أن أصبح كل شيء بالنسبة للنادي، فإنه سوف يرحل. لم يكن أي شخص يتوقع حدوث ذلك على الإطلاق، وما زال كثيرون يؤكدون أنهم لم يكونوا يتوقعون هذا. وحتى ميسي نفسه لم يكن يتوقع أن يأتي اليوم الذي يرحل فيه عن النادي الكاتالوني. وقال في النهاية بعد 3 أيام، وبعد التأخير الذي كان بمثابة سبب آخر جعل الجميع يعتقد بأنه سيبقى: «كنا مقتنعين بأننا سنستمر هنا، في المنزل». وصدر البيان في الخامس من أغسطس، في تمام الساعة 7.33 مساءً، وسرعان ما انتشر في كل مكان، وكان عنوان البيان يقول: «ليو ميسي لن يبقى في نادي برشلونة». انتظر، ماذا تقول؟ وقال البيان: «على الرغم من توصل برشلونة وليونيل ميسي إلى اتفاق، وعلى الرغم من النية الواضحة لكلا الطرفين لتوقيع عقد جديد اليوم، فإن هذا لا يمكن أن يحدث بسبب لوائح الدوري الإسباني بشأن تسجيل اللاعبين». لقد تم إلقاء اللوم على طرف آخر، في الوقت الحالي. لقد كان البيان فاتراً وقصيراً، للدرجة التي تجعل المرء يشعر وكأنه خدعة، أو كارت يتم توزيعه لتحقيق هدف ما. ثم ساد الصمت، ولم نر وداعاً مؤثراً وباكياً لأعظم لاعب في تاريخ النادي، ولم ينشر أي لاعب رسائل وداعية، ولم يقل ميسي أي شيء، وكأن الجميع لا يريدون الاعتراف بأن مسيرة اللاعب داخل برشلونة قد انتهت. وفي اليوم التالي، تحدث رئيس النادي، خوان لابورتا؛ مشيراً إلى أنه لم يكن من الممكن التعاقد مع ميسي، بسبب وصول النادي إلى الحد الأقصى لسقف الرواتب المحدد من قبل رابطة الدوري الإسباني. وحتى من دون راتبه، كان الوضع «غير مستدام»، وبالتالي فإن رحيله غير كافٍ لإصلاح الأوضاع المالية بالنادي. لكن حتى ذلك الحين، لم يبدُ أن الأمر قد انتهى تماماً؛ ربما تكون المرحلة الأولى من الحزن هي الإنكار، وكان من الطبيعي التفكير في أنه يجب أن تكون هناك طريقة ما لإصلاح هذا الأمر، من خلال القيام بأي شيء ممكن! كان ذلك في أوائل أغسطس، وكان لا يزال هناك متسع من الوقت، حتى لو قال لابورتا إنه لا فائدة من «إطالة العذاب». فماذا سيحدث لو أدرك مسؤولو الدوري الإسباني ما سيخسرونه ومنحوا استثناء لبرشلونة؟ وماذا لو لعب ميسي من دون مقابل؟ ومهما كان هذا الاقتراح غير عادل، تخيلوا حجم التأثير الذي كان سيحدث لو تم تطبيق هذا الاقتراح! وعندما تم طرح هذه الأفكار، لم يقل لابورتا: «انسوا الأمر»؛ لكنه قال إنه لن يعطي «أملاً كاذباً»، وهو ما كان مثيراً للسخرية في حقيقة الأمر. وعندما تحدث ميسي أخيراً، قال إنه «غير مستعد» للرحيل، ولا أي شخص آخر. لكن بطريقة ما كانوا جميعاً مستعدين. فقبل عام، كان ميسي نفسه قد أعلن أنه يريد الرحيل. وكان الرئيس المؤقت للنادي آنذاك، كارلوس توسكيتس، قد اعترف بأنه من الناحية الاقتصادية كان يتعين على النادي بيع النجم الأرجنتيني. وتم انتخاب لابورتا رئيساً للنادي في ظروف صعبة للغاية؛ حيث كان الجميع يعلمون أنه لا يمكن للنادي تحمل نفقات ميسي. ثم كانت هناك حقيقة أساسية تم التغاضي عنها، وهي أن ميسي لم يعد لاعباً في برشلونة بعد الآن؛ حيث انتهى عقده في الأول من يوليو (تموز). لكن كانت هناك رسائل أخرى. لقد خاض لابورتا حملته الانتخابية بناءً على وعد أساسي واحد، وهو أنه سينجح في الإبقاء على ميسي. وبالفعل، تناول ميسي وجبة الغداء مع لابورتا بعد الانتخابات، وتم التوصل لاتفاق؛ لكن لم يكن من الممكن تنفيذه. وعندما انتهى عقده، جاء العنوان الرئيسي لصحيفة «سبورت» اليومية الكاتالونية يقول: «رجاء الهدوء! ميسي سيبقى في برشلونة». لكن في صباح اليوم التالي اعترف لابورتا قائلاً: «كنت أود أن أعلن بقاء ميسي؛ لكن لا يمكننا التأكيد على ذلك حتى الآن، ونحن نبحث عن أفضل حل». وفي الثالث من يوليو، تناول لابورتا وجبة الغداء مع رئيس رابطة الدوري الإسباني الممتاز، خافيير تيباس، وغادر معتقداً بأنه سيتم العثور على صيغة مناسبة تمكِّن النادي من الاحتفاظ بلاعبه الفذ. وبحلول منتصف يوليو، علم برشلونة بإمكانية الوصول إلى حل؛ لكنه لم يعلن عن ذلك. لقد اعترف لابورتا في وقت لاحق بأنه كان يعتقد أن ميسي قد ينقذهم جميعاً في اللحظة الأخيرة، وحتى قبل ظهور ميسي الوداعي، كان من الممكن تصديق ذلك بطريقة ما. لكن عندما ظهر ميسي، كانت الدموع بعينيه، وسط تلميحات بالاتهامات. لكن الشيء اللافت للنظر هو السرعة التي يتحرك بها الناس، فحتى هتافات «ميسي» التي رددها الجمهور في الدقيقة العاشرة، لم تستمر حتى في الشوط الثاني من المباراة الافتتاحية في الموسم؛ وذهب القميص رقم 10 إلى أنسو فاتي بشكل عادي، وخالٍ من الضجة؛ وحتى اللافتات الاحتجاجية على رحيله لم تظهر إلا ليوم واحد فقط، واختفت بعد ذلك. ومع ذلك، هناك تذكيرات دورية مؤلمة بفداحة الخسارة التي تكبدها النادي، برحيل أعظم لاعب في تاريخه، وما حدث بالفعل يجب أن يجعل لابورتا يطرح على نفسه هذه الأسئلة: هل تم القيام بما يكفي حقاً؟ وهل كان بالإمكان تفادي رحيل ميسي؟ وهل كان الأمر يتعلق بالمال فقط؟ وما هو الدور الذي لعبه ريال مدريد ومشروع الدوري الإسباني الممتاز في كل هذا؟ وما هو الدور الذي لعبته رابطة الدوري الإسباني الممتاز؟ ولماذا كان لابورتا يتحدث بشكل معين طوال الوقت ثم غير رأيه فجأة؟ ومن الذي جعله يغير رأيه؟ ولماذا لم ينتظر لوقت أطول ويستنفد كل السبل الممكنة؟ وهل كان ذلك سيؤدي إلى نتيجة إيجابية؟ ربما يكون هذا السؤال الأخير هو الأسهل، فالإجابة عليه هي: لا. والآن، يحتل برشلونة المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز، بفارق 15 نقطة عن غريمه ريال مدريد المتصدر. وخرج من بطولة دوري أبطال أوروبا التي سجل فيها ميسي وحده أكثر من ضعف الأهداف التي سجلها النادي بأكمله! لقد كان هناك شعور بالشفقة لدى رؤيته في باريس، نظراً لأنه هو نفسه لم يكن يريد أن يكون هناك. وعندما سُئل ميسي عما إذا كان بإمكانه اللعب مجاناً لبرشلونة، قال إنه ربما كان سيفعل لو طلبوا منه ذلك. وأشار لابورتا إلى أن ميسي كان بإمكانه بذل مزيد من الجهد أيضاً، وهي التصريحات التي أشارت إلى وجود انقسام وخلافات بين الطرفين. وعندما سُئل والد ميسي عما حدث، رد قائلاً: «اسألوا النادي». وقال ميسي: «اعتقدت أنه قد تم التوصل إلى حل. لا يزال من الصعب استيعاب ما حدث. كان هناك عديد من الهزائم؛ لكن كانت هناك دائماً فرصة أخرى. لكن الأمر لم يكن كذلك هذه المرة، فلم يعد من الممكن العودة مرة أخرى». لقد كان الأمر حقيقياً هذه المرة، وشهد الثامن من أغسطس زلزالاً كروياً برحيل ميسي عن برشلونة، في مشهد لم يكن يتوقعه أحد!

مشاركة :