فرضت العاصمة الاسبانية مدريد للمرة الاولى، قيوداً على انتظار السيارات بوسط المدينة لغير المقيمين وحددت سرعة المركبات القصوى في إطار مساعيها لمكافحة تلوث الجو الذي يغلف المدينة بطبقات من الضباب الدخاني. وتُعد مدريد متأخرة نسبياً، مقارنة بمدن أوروبية أخرى في فرض مثل هذه الاجراءات. ووقعت العاصمة البريطانية لندن، منذ حوالى 10 سنوات غرامات على من يتسبب في الاختناقات المرورية، وخصصت مناطق لسير المركبات ذات الانبعاثات الغازية المنخفضة التي يحظر فيها سير المركبات الثقيلة التي تعمل بوقود الديزل. وقامت العاصمة الفرنسة باريس بتخصيص بعض الشوارع الرئيسة للمشاة فقط. وطلب مجلس مدينة مدريد من السكان ترك سياراتهم قرب منازلهم، نظراً لارتفاع نسبة تركيز غازات أكسيد النيتروجين السامة المنبعثة من محركات الديزل والمسؤولة عن إصابة البشر بأمراض الجهاز التنفسي، فيما خصصت حافلات نقل إضافية. وقال السكان إن «الاجراءات أدت إلى إطالة زمن رحلات المركبات، لكنهم عبروا عن رغبتهم في التعاون لمكافحة التلوث». ويسير في شوارع العاصمة الاسبانية، أكثر من ثلاثة ملايين سيارة بواقع واحدة لكل شخصين، بالإضافة إلى مليون شاحنة وحافلة ودراجة نارية. وأسهمت الظروف الجوية السائدة حالياً والمقترنة بظواهر مناخية تأتي في غير مواسمها الطبيعية، علاوة على عدم سقوط الأمطار في تفاقم تلوث الهواء. ويتجاوز تلوث مدينة مدريد، بالانبعاثات الغازية الخطرة، مثيلاتها في الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. وأظهرت دراسة اجراها نشطاء البيئة، أن «مدينة مدريد، تتصدر قائمة أسوأ المدن الأوروبية تنفيذاً لاجراءات سير مركبات النقل العام من اجل تحسين جودة الهواء». وجاءت زوريخ في المركز الأول، ضمن قائمة 23 مدينة في تطبيق هذه الإجراءات، وحلت مدريد في المركز الـ 20.
مشاركة :